كشف والي باتنة عبد الخالق صيودة عن تخصيص غلاف مالي قدره 30 مليون دينار لترميم مقر المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين الذي يتوسط مدينة باتنة. وأوضح مؤخرا في زيارة قادته إلى هذا المقر، أن عمليات الترميم التي ستشمله تندرج في إطار التحضير للاحتفالات المخلدة للذكرى الثالثة والستين لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954. وأكد على ضرورة إنهاء أشغال الترميم في آجالها القانونية وبالمواصفات القانونية؛ «ردا لجميل شهداء الوطن والمجاهدين، وإبراز تاريخهم النضالي المجيد بعدما رفضوا الاستعمار جملة وتفصيلا». وسيُشرع في أشغال ترميم المقر الحالي لمنظمة المجاهدين يوم الفاتح نوفمبر 2017. وقد تم تكليف ديوان الترقية والتسيير العقاري لإنجاز أشغال الترميم، بعد الاطلاع على تقرير الخبرة المعَد من طرف هيئة الرقابة التقنية للبناء، وإسناد مهمة متابعة الأشغال لمديرية التعمير والبناء والهندسة المعمارية والمصالح التقنية لبلدية باتنة، وكان يستغله رئيس الدائرة «دي لا بلانك» في الحقبة الاستعمارية، لتسيير المدينة وتنفيذ قرارات الحاكم الفرنسي. واستُغل كذلك بعد الاستقلال كمقر لمحافظة جبهة التحرير الوطني قبل تحويله إلى المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين. جدير بالذكر أن مدينة باتنة تتوفر على عدة مقرات لمبان تعود للحقبة الاستعمارية، منها المقر الحالي لبلدية باتنة، فندق الشرق ونزل الضيوف الذي تم هدمه مؤخرا، وتعود ملكيته للبنك الوطني الجزائري و»فيرمة ليكا» التي عرفت أشغال ترميم قبل سنوات، وكان الاستعمار الفرنسي استغلها في إطار سياسة القمع والتنكيل بالاستعانة بوسائل أكثر وحشية، فقد طبّق أساليب التعذيب بأنواعه؛ إدراكا منه أنها أنجع الوسائل لتركيع أمة بأكملها رفضت الاستعمار جملة، إذ يبقى هذا المركز معلما تاريخيا شاهدا لصور لا تنمحّي.