شدّد وزير المجاهدين، الطيّب زيتوني، على ضرورة الحفاظ على الذاكرة التاريخية لشهداء الثورة التحريرية، من خلال العمل على كتابة التاريخ وتدوين شهادات جيل نوفمبر الذين ضحّوا بالنفس والنفيس من أجل الحرية والاستقلال، مؤكدا أن الدور المشرف للأبطال الستة التاريخيين الذين اجتمعوا تحضيرا لتفجير الثورة برايس حميدو، سيبقى صفحة مشرقة في تاريخ البلاد في إطار مسيرة الحفاظ على ذاكرة الأمة. وأوضح زيتوني في تصريح له بعد إشرافه أمس على مراسم إحياء الذكرى ال63 للاجتماع التاريخي لمجموعة ال06 بدار مراد بوقشورة برايس حميدو بالعاصمة، بحضور الأمين العام لولاية الجزائر العاصمة ورئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد إلى جانب رئيس المجلس الشعبي البلدي للبلدية ومنتخبين محليين إلى جانب أعضاء الأسرة الثورية، أن الوقوف لإحياء هذه الذكرى التاريخية المجيدة تعكس بكل وضوح حجم التضحيات الجسام لهؤلاء الأبطال الذين كانوا بمثابة مهندسي إطلاق شرارة الثورة المسلحة. وأضاف الوزير بالمنسابة، أن استذكارنا لهذا الحدث التاريخي الذي جرى يوم 23 أكتوبر 1954 ببيت بوقشورة بحضور كل من العربي بن مهيدي وديدوش مراد ومصطفى بن بولعيد ورابح بيطاط وكريم بلقاسم ومحمد بوضياف، هو رسالة قويّة لتخليد المسيرة البطولية لهؤلاء وتلقينها للأجيال الصاعدة، باعتبارهم آثروا الاستشهاد على الحياة من أجل الحرية والاستقلال. كما دعا في السياق، إلى ضرورة اغتنام مثل هذه المواعيد التاريخية الهامة لكتابة التاريخ وتدوين سير الشهداء والمجاهدين الذين عايشوا الثورة، وحاثا الباحثين والمؤرخين على رفع الغبار عن تاريخ الثورة، حيث قال في هذا الصدد: «إن أبواب الوزارة وكافة الهيئات التابعة لها تبقى مفتوحة لكل الراغبين في تخليد شهادات وبطولات أمجاد ثورة التحرير..». وشجّع ممثل الحكومة كافة الصحافيين على استحضار مناقب الشهداء وتضحياتهم الجسام من أجل التحرّر من نير الاستعمار، معتبرا ذلك كفيلا بالحفاظ على استقرار الوطن وحمايته من الحملات المغرضة التي تحاول زرع البلبلة والفتن والتشكيك في مسيرة الأسرة الثورية. وفيما يخص موضوع استرجاع جماجم أبطال المقاومة الشعبية المتواجدة بمتحف الإنسان والتاريخ بباريس، أشار المتحدث إلى اتصالات حثيثة جارية مع وزارة الخارجية الفرنسية لاستكمال التدابير القانونية والادارية الخاصة باستعادة هذه الجماجم وهو الموضوع الذي كثر الحديث عنه مؤخرا، خاصة مع تصريحات الجانب الفرنسي الذي نفى في وقت سابق تلقي أي طلب رسمي من الجزائر لاسترجاع جماجم هؤلاء الشهداء. وعرفت مراسم تخليد الذكرى، تنظيم مسيرة من مقر بلدية رايس حميدو نحو ساحة 05 جويلية بالمنطقة، حيث تم وضع باقة من الزهور بالنصب التذكاري المخلّد للشهداء مع غرس شجيرات ترمز لهؤلاء البواسل، كما تمت قراءة فاتحة الكتاب على أرواحهم الطاهرة، وزار الوزير رفقة والي العاصمة والوفد المرافق لهما دار بوقشورة الذي احتضن هذا الاجتماع التاريخي، حيث تعهّدت السلطات المحلية بالعمل على ترحيل العائلة القاطنة به وتحويل هذا المعلم الى متحف بلدي كما كانت المناسبة، فرصة لتكريم عائلات الشهداء والمجاهدين وتسمية بعض الشوارع والساحات بأسماء هؤلاء.