- الكشافة تستحضر تضحيات أبطال الوطن - الزغيدي: آلاف الشهداء لم يتم دفن رفاتهم احتفلت الجزائريون، أمس، باليوم الوطني للشهيد المصادف لتاريخ 18 فيفري من كل سنة، وذلك تكريما للشهداء الأبرار الذين قدمتهم الجزائر في سبيل نيل الاستقلال والحرية، بعد النضال الطويل على مدار سنوات، قدّمت خلالها مليون ونصف مليون شهيد من أبنائها البررة الكرام. اتخذ يوم 18 فيفري من كل سنة يوما للاحتفال بذكرى الشهيد عرفانا بما قدّمه الشهداء من تضحيات جسيمة ويمثل هذا اليوم وقفة لمعرفة مرحلة الاستعمار التي عاشها الشعب الجزائري في بؤس ومعاناة وهذا لأن التاريخ يمثل سجل الأمم. وتحتفل الجزائر بهذا اليوم منذ 1991 بمبادرة من تنسيقية أبناء الشهداء تكريما لما قدّمه الشهداء حتى لا ننسى مغزى الذكرى واستشهاد مليون ونصف المليون من الشهداء لتحرير الجزائر، فالجزائر أمة مقاومة للاحتلال منذ فجر التاريخ خاصة الاستعمار الفرنسي، الاستيطاني، الشرس حيث قدّمت قوافل من الشهداء عبر مسيرة التحرر التي قادها رجال المقاومات الشعبية منذ الاحتلال في 1830 مرورا بكل الانتفاضات والثورات الملحمية التي قادها الأمير عبد القادر والمقراني والشيخ بوعمامة وغيرهم من أبناء الجزائر الابرار وكانت التضحيات جساما مع تفجير الثورة المباركة في أول نوفمبر 1954 حيث التف الشعب مع جيش التحرير وجبهة التحرير الوطني، فكانت تلك المقاومة والثورة محطات للتضحية بالنفس من أجل أن تعيش الجزائر حرة، فبفضل تلك التضحيات، سجلت الجزائر استقلالها في 5 جويلية 1962. 18 فيفري.. على درب الشهداء ماضون يعود اختيار هذا اليوم للاحتفال بيوم الشهيد، على غرار أيام السنة، إلى الندوة الأولى التي التقى خلالها أبناء الشهداء والتي جمعتهم في نادي الصنوبر يوم 18 فيفري 1998حيث أجمعوا على اختيار هذا اليوم كيوم وطني للشهيد وهذا انطلاقا من قناعة بأن مقام الشهيد في أعلى مقامات التبجيل والتكريم لما خصّه به الله من مكانة حميدة، وعرفانا له لما قدّم من تضحيات جسام، فهو الذي لبّى وضحّى بالنفس والنّفيس دفاعا عن الوطن والحرية والشرف صادقا عهده ولم يبدل تبديلا، وتهدف هذه المناسبة إلى إرساء الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل استخلاص العبر والاقتداء بنهجهم الشريف. وتتجلى مظاهر الاحتفال في ذكرى يوم الشهيد، التي تتزامن مع الثامن عشر فيفري من كل سنة، في تنظيم العديد من التظاهرات على مستوى ولايات الوطن الجزائري، بالإضافة إلى مراسيم الترحّم على أرواح شهداء ثورة التحرير وتنظيم معارض للصور وإطلاق أسماء بعض الشهداء على مؤسسات تربوية وعرض أفلام حول الثورة المسلحة وتكريم عائلات بعض الشهداء. وبهذه المناسبة، كشف العديد من المؤرخين الجزائريين أن احتفال الجزائر بيوم الشهيد هو بمثابة اعتراف تاريخي بمسيرة الرجال الذين صنعوا هذا الوطن عبر أجيال متعاقبة دخلت في معارك ومقاومات وحروب، أنجبت خريطة الجزائر التي دفعت فاتورة رقمية من الشهداء تعدى عددهم العشرة ملايين شهيد سقطوا على مدار 132 سنة من الاستعمار الفرنسي، إضافة إلى 4 آلاف شهيد سقطوا منذ الاستقلال جراء الألغام التي يعمل أفراد جيشنا الوطني الشعبي على استئصالها من رحم هذه الأرض الطاهرة. الجزائريون يحتفلون بذكرى اليوم الوطني للشهيد ولاسترجاع تضحيات الأبطال والمحافظة على مبادئهم الأساسية، سطرت العديد من البلديات والجمعيات والافواج الكشفية وغيرهم من الناشطين في المجتمع تظاهرات ثقافية وتاريخية وأنشطة رياضية متعددة، واستهلت الاحتفالات بالترحم على أرواح شهدائنا الابرار وعزف النشيد الوطني، وتواصلت الاحتفالات بمختلف ولايات الوطن حيث استمع الحضور لمحاضرات تاريخية، كما تم بالمناسبة، تكريم عائلات الشهداء عرفانا بتضحياتهم في سبيل الوطن كما نظمت جمعية أحباب بوسيف بمناسبة اليوم الوطني للشهيد رحلة لفائدة 60 طفلا إلى المتحف المركزي للجيش وزيارة إلى المتحف الوطني للمجاهد كما نظمت زيارة إلى شارع زيغود يوسف وشارع ديدوش مراد بالعاصمة والتعريف بهذين الشهيدين ودورهما الجبّار في الثورة التحريرية المجيدة، كما قامت الجمعية بمشاركة السلطات المحلية في التظاهرة الوطنية لإحياء يوم الشهيد وقامت أيضا بتوزيع المطويات للتعريف بالشهيد ديدوش مراد وقامت بإذاعة الأناشيد الوطنية عبر مكبرات الصوت وتنظيم معرض ثوري ببهو مقر الجمعية وهو ما أشار إليه محمد قماري، رئيس جمعية أحباب بوسيف في اتصاله ل السياسي . وفي ذات السياق، نظمت جمعية حي سيدي سليمان ببلدية بوسعادة نشاطا مزدوجا بالتنسيق مع فوج الوئام الكشفي أين تخلل النشاط الذي نظم على مستوى مدرسة ابتدائية عروضا مسرحية ومعرضا ثوريا وأناشيد وطنية خاصة بيوم الشهيد وهو ما أشار إليه محمد عبد الجبار، نائب رئيس جمعية حي سيدي سليمان. الكشافة تستحضر تضحيات أبطال الوطن ومن جهة أخرى، نظم فوج الحكمة للكشافة الإسلامية الجزائرية الناشط بولاية بسكرة زيارة إلى مقبرة الشهداء كما نظم حفلة بمدرسة ابتدائية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، ومن جهة أخرى، شارك الفوج في ايام تحسيسية للبطاقة الذهبية ل بريد الجزائر التي أطلقت بالمناسبة، ونظمت محاضرة في كلية العلوم الإنسانية، قسم التاريخ، بحضور المجاهد عمار معكوف وعمداء من الكشافة الإسلامية الجزائرية للتطرق إلى مسيرة النضال الكشفي ودوره إبان ثورة التحرير المجيدة، وهو ما أشار إليه سليم بوخبلة، نائب قائد فوج الحكمة الكشفي. وبعنابة، نظم فوج برج باجي مختار للكشافة الإسلامية الجزائرية، الناشط بولاية عنابة، خرجة إلى الجبل سيرا على الأقدام تخللتها أنشطة متنوعة ومسابقات كشفية وثقافية وتاريخية وأناشيد وطنية. كما نظم فوج الوداد للكشافة الإسلامية الجزائرية لبلدية بولوغين بالعاصمة نشاطا مشتركا رفقة السلطات البلدية لبلدية بولوغين أين قام بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري بوسط البلدية، كما قام الفوج بتكريم حوالي 20 من أبناء الشهداء بالبلدية وقد شهد الاحتفال المخلد لليوم الوطني للشهيد حضور السلطات ومحافظ الأمن الوطني والدرك الوطني وإمام مسجد الأمة وعناصر الفوج وهو ما أشار إليه بلغيث خالد، محافظ فوج الوداد الكشفي. وبالوادي، قام كل من فوجي الأمل و هواري بومدين الكشفيين بالحضور الى مقبرة الشهداء بحاسي خليفة رفقة السلطات الأمنية للبلدية بداية برفع العلم الوطني وبعدها دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ثمّة، كلمة لأحد مجاهدي المنطقة والدعاء لهم وللوطن كافة بالأمن والأمان. مشعل الشهيد تقف وقفة عرفان للشهداء بدون قبور ومن جهتها، نظمت جمعية مشعل الشهيد ، مكتب ولاية برج بوعريريج، ندوة تاريخية تحت عنوان وقفة عرفان لشهداء بدون قبور ، كما نظمت معرضا تاريخيا وتكريما للمجاهدين، وهو ما أوضحه محمد حجاج في اتصاله ل السياسي ، والذي أوضح بان مناسبة يوم الشهيد هي ذكرى يجب إحياؤها كي لا تنطفئ ثورة نوفمبر المجيدة ونحن نحيي الذكرى للتذكر والتذكير وترسيخها في نفوس المواطنين وتلقين معانيها للأجيال الصاعدة وهي رسالة الشهداء للأجيال القادمة . الزغيدي: آلاف الشهداء لم يتم دفن رفاتهم وفي ذات السياق، أكد المؤرخ لحسن الزغيدي، خلال ندوة تاريخية، أن الآلاف من شهداء المقاومات الشعبية وثورة التحرير الوطنية لم يتم دفن رفاتهم وأن كل مركز تعذيب خلال فترة الاحتلال الفرنسي بني على مقبرة، وأن الجزائر دفعت ما يزيد عن 10 ملايين شهيد سقطوا طيلة 132 عام. وأوضح الدكتور الزغيدي، أن الحديث عن الشهيد يتعدى تاريخ الثورة التحريرية التي اندلعت في الفاتح من نوفمبر 1954 وسقط خلالها 1 مليون ونصف المليون شهيد كون فرنسا منذ أن وطأت أقدام عساكرها الأرض الجزائرية وهي تستعمل سياسة الأرض المحروقة من إعدام جماعي وإعدام انتقائي لرموز المقاومة والثورة التي عمدت إلى عدم العثور على رفاتهم، على غرار عيسات إيدير وموريس أودان والعربي التبسي وحمو بوتليليس وعبد الرحمان ميرة. من جهته، أكد محمد عباد، رئيس جمعية مشعل الشهيد ، أن هذه الندوة، التي تندرج في إطار الأسبوع الثقافي والتاريخي السابع عشر لإحياء اليوم الوطني للشهيد من أجل أن نقف وقفة عرفان وإجلال لهؤلاء الشهداء الأبرار الذين لم يتم التعرف على قبورهم من رموز الثورة ومن الجنود البسطاء لتخليد ذكراهم ، مشيرا إلى ضرورة السعي لاستعادة جماجم أبطالنا التي يحتفظ بها في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس والتي يبلغ عددها 36 جمجمة حتى يتم دفنها بالوطن . إعادة دفن رفات 30 شهيدا بخنشلة أحيت ولاية خنشلة يوم الشهيد المصادف ل18 فيفري من كل سنة، بتسطيرها لبرنامج ثري ومتنوع شمل عدة مناطق بالولاية، وتمت مباشرته بتنظيم ندوات فكرية ومهرجانات ثقافية إحياء للذكرى واعتادت ولايات الوطن على احتضان هذا العرس كل سنة، حيث اكتست بالألوان الوطنية عشية الحدث وسخرت السلطات هناك كل الإمكانات لإنجاح الحدث. وكان وزيرالمجاهدين، الطيب زيتوني، قد حل بالولاية، للإشراف على الفعاليات الرسمية لإحياء هذه الذكرى العزيزة وقد استهل الطيب زيتوني زيارته إلى هذه الولاية بمشاهدته بدار الثقافة علي سوايعي بمدينة خنشلة عرض فيديو حول استخراج رفات شهداء من مغارة جمري ببلدية انسيغة ثم حضر عرض ملحمة تطرقت إلى تاريخ الجزائر وبطولاته قبل إشرافه على حفل تكريم بعض مجاهدي وأفراد أسر شهداء بالمنطقة قبل أن يزور بعض مجاهدي المنطقة. وأكد الوزير بالمناسبة، أن علاقاتنا مع فرنسا تبقى مرهونة بالتكفل بمسألة الذاكرة . وأضاف، خلال استضافته بالإذاعة الجزائرية من خنشلة، أنه على فرنسا أن تعي بأن لها مسؤولية تجاه الجزائر وأن هناك ملفات تظل عالقة بين البلدين لابد من تسويتها . وألح في هذا السياق، على ضرورة أن تتقيد فرنسا بالاتفاقات والمواثيق حتى تكون هناك نية صادقة و شيئا ملموسا لزرع الثقة والبدء في عمل جاد بين الطرفين . وذكر زيتوني بجرائم فرنسا، مشيرا إلى أنه حضر مؤخرا ملتقى وطنيا حول التفجيرات النووية الفرنسية بصحراء الجزائر التي تترجم الجرائم البشعة التي ارتكبت في حق الجزائريين. من جهة أخرى، أبرز وزير المجاهدين بطولات الجزائريين عبر التاريخ وما حققته الجزائر من أشواط كبيرة في مجال الأمن والاستقرار بفضل رجالها ونسائها وجيشها، مؤكدا في هذا السياق، أنه من واجب الجزائريين الحفاظ على رسالة الشهداء والعمل لبناء دولة قوية ومستقرة. وواصل وزير المجاهدين زيارته إلى ولاية خنشلة بحضوره مراسم دفن رفات 30 شهيدا وإشرافه على افتتاح فعاليات الملتقى التاريخي الجهوي بعنوان الجرائم الاستعمارية بين الذاكرة والتاريخ . إعادة دفن رفات 7 شهداء بسيدي بلعباس وبسيدي بلعباس، تم إعادة دفن رفات سبعة شهداء بمقبرة الشهداء بوادي الحي ببلدية تسالة بولاية سيدي بلعباس، تحت إشراف السلطات الولائية رفقة ممثلين عن الأسرة الثورية. وقد سقط هؤلاء الشهداء في ميدان الشرف في معركة وادي الجرف التي وقعت بين يوم 25 جوان 1958 على بُعد 13 كلم من بلدية تسالة، وفق الشروحات المقدمة من طرف مجاهدين بالمنطقة. وتندرج هذه المبادرة التي تأتي عشية الاحتفال باليوم الوطني للشهيد المصادف ل18 فيفري من كل سنة في سياق الحفاظ على رموز وشواهد ثورة نوفمبر المجيدة، حسبما أبرزه والي سيدي بلعباس، الطاهر حشاني. وفي إطار إحياء يوم الشهيد، نظم من جهته، المركز الثقافي الإسلامي على مستوى مقره بمدينة سيدي بلعباس بالتعاون مع متحف المجاهد والمحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية، نشاطا احتفاليا مشتركا يتضمن عرض فيلم وثائقي عن الشهيد ومداخلة حول مكانة الشهيد، إلى جانب مسابقة علمية لفائدة التلاميذ، فضلا عن تقديم استعراضات كشفية. كما سطرت مصالح أمن ولاية سيدي بلعباس بهذه المناسبة، برنامجا ثريا من خلال تنظيم معارض للصور وندوات فكرية وثقافية بمشاركة مجاهدين وأساتذة جامعيين وذلك على مستوى متحف المجاهد، فضلا عن تنظيم دورات رياضية ما بين مصالح الشرطة، حسب خلية الإعلام والاتصال لذات الهيئة الأمنية. عرضفيلم البئر للطفي بوشوشي بالمسيلة وبالمسيلة، تم عرض الفيلم الطويل البئر لمخرجه لطفي بوشوشي، بدار الثقافة قنفود حملاوي بمدينة المسيلة. وحسب محمد الشريف بوهالي، مدير الثقافة بالولاية، فإن هذا العرض جاء بمبادرة لمديرية القطاع وذلك في إطار إحياء اليوم الوطني للشهيد (18 فيفري). ويستهدف عرض فيلم البئر ، وفقا لنفس المسؤول، تنشيط الحياة الثقافية لعاصمة الحضنة وتثمين الإنتاج السينمائي الوطني. وقد حضر العرض جمهور غفير من محبي السينما مكون أساسا من شباب متعطشين لمثل هذه المبادرات. وحصل فيلم البئر على العديد من التتويجات عبر العالم ومنها الجائزة الكبرى لأحسن فيلم روائي برسم المهرجان الدولي التاسع للفيلم بمسقط بسلطنة عمان، إلى جانب أربعة جوائز أخرى في المهرجان الواحد والثلاثين للسينما المتوسطة بالإسكندرية بمصر، منها الجائزة الكبرى لأحسن فيلم عربي. وتشهد احتفالات اليوم الوطني للشهيد بولاية المسيلة تنظيم العديد من النشاطات الثقافية والفنية منها معارض للصور تتضمن معاناة الجزائر في المرحلة الاستعمارية إلى جانب إلقاء محاضرات حول التاريخ المجيد للثورة التحريرية من طرف جامعيين ومؤرخين. وبإيليزي، بادرت مصالح أمن الولاية بتكريم أعضاء من الأسرة الثورية وسط أجواء ميزتها إستحضار تضحيات شهداء ومجاهدي الأمس وإسهامهم في استرجاع السيادة الوطنية. وتندرج هذه المبادرة التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني في إطار الإحتفالات المخلدة لذكرى اليوم الوطني للشهيد وسط حضور مجاهدين وأبناء الشهداء الذين استحسنوا هذه المبادرة التي اعتبروها تواصلا بين الأجيال. كما تم بذات المناسبة، إلقاء محاضرات تاريخية لفائدة أفراد الأمن الوطني بمختلف رتبهم.