شهدت مختلف مدن منطقة الريف وكبريات المدن المغربية الأخرى مظاهرات وتجمعات احتجاجية بمناسبة مرور الذكرى الأولى لمقتل صياد السمك محسن فكري طحنا داخل شاحنة لجمع القمامة في صور اقشعرت لها الأبدان وأثارت حفيظة العالم حول حقيقة الحرية والديمقراطية التي يتغنى بها المخزن المغربي. ❊م.م وخرج آلاف المتظاهرين بالعاصمة الرباطوالدار البيضاء ومدن منطقة الريف، الحسيمة وإمزوران وتطوان والناظور في مسيرات احتجاجية رغم قرار السلطات المغربية بمنع تنظيم أي احتجاج بمناسبة هذه الذكرى التي أفرزت حراكا شعبيا مازال متواصلا رغم التضييق والحصار الأمني المفروض على سكان هذه المنطقة. وتحدى المتظاهرون تعزيزات قوات الأمن التي تم نشرها في هذه المدن، حيث جددوا مطالبهم المبدئية بتحقيق التنمية ورفض سياسة التهميش التي يعانون منها وبضرورة إطلاق سراح نشطاء حراك الريف المعتقلين في سجن مدينة الدار البيضاء منذ شهر ماي الماضي. ولجأت قوات الأمن المغربية إلى استخدام القوة ضد المشاركين في هذه المسيرات بدعوى عدم حصولهم على ترخيص مسبق من طرف السلطات الإدارية، وهي الذريعة التي عادة ما تلجأ إليها السلطات المغربية لكتم أصوات كل من يتجرأ على قول الحقيقة من أجل رفع الغبن عن المواطنين المغربيين البسطاء. وكانت السلطات الإقليمية بمدينة الحسيمة منعت كل المظاهرات بالأماكن العمومية بمناسبة نهاية الأسبوع في المغرب، في محاولة لتثبيط عزيمة المتظاهرين الذين شنوا حملة تجنيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحث السكان على المشاركة في مظاهرات اليومين الأخيرين لتأكيد أن الحراك لم يمت وأن شعلته مازالت مقتدة رغم لجوء الأجهزة الأمنية وبإيعاز من السلطات المركزية في الرباط باعتقال أكثر من 400 من قيادات الحراك وعلى رأسهم ناصر الزفزافي، أيقونة الحراك الذي أصبح رمزا لثورة منطقة سعى سكانها من أجل إخراجها من حالة الركود والبؤس المسلط عليها مقارنة بالمدن الحضرية الأخرى مثل العاصمة الرباط ومدينة الدار البيضاء. وجدّد المتظاهرون إحياء لهذه الذكرى، مطالبهم بتنمية مدن منطقتهم وتوفير مناصب العمل للشباب في نفس الوقت الذي طالبوا فيه بإنهاء عسكرة منطقتهم التي تحولت إلى أشبه بثكنة مفتوحة بالنظر إلى عدد قوات الجيش والدرك الملكي الذين تم نشرهم هناك في محاولة لمنع انفلات الأوضاع باتجاه تصعيد شعبي أكبر. وعكس التجمع الشعبي الذي شارك فيه مئات المغربيين من أبناء منطقة الريف والمؤيدين لمطالبهم أمام مقر البرلمان بعاصمة البلاد، خروج تداعيات حراك الريف عن إطاره المحلي ليصبح قضية وطنية بعد أن وجد سكان المناطق الأخرى أنفسهم معنيين بالمطالب التي رفعها سكان الحسيمة وإمزوران والناظور في التنمية وإنهاء التهميش والحقرة المسلطة عليهم. يذكر أن مائتي شخصية مغربية ودولية وقّعت على عريضة للتضامن الدولي من أجل إطلاق سراح معتقلي حراك الريف من بينهم ثمانية عشر عضوا بالبرلمان الأوروبي وثمانية عشر عضوا في برلمانات وطنية لدول أوروبية وعشرات من النقابيين وعشرات أخرى من الأساتذة الجامعيين والعديد من الشخصيات من بينهم كين لوتش والكاتبة أروندهات روي.