رغم الحصار الأمني والانزال الهائل لقوات الأمن، استطاع آلاف النشطاء الحقوقيين في المغرب كسر الطوق والخروج بكثافة في مظاهرات واحتجاجات صاخبة هزّت عدة مدن بينها العاصمة الرباطوالدار البيضاء وإمزورن (شمال) وتطوان والناظور وذلك في الذكرى الأولى لحراك الريف، مجددين المطالبة بالتنمية وعدم التهميش ومشددين على ضرورة إطلاق سراح الموقوفين والتحقيق في الجرائم المرتكبة بحق المتظاهرين. تجمع، في الذكرى السنوية الأولى لمقتل محسن فكري، بائع السمك الذي قضى سحقا داخل حاوية للنفايات العام الماضي، والذي أشعل مقتله موجة من الاحتجاجات في منطقة الريف. وأظهرت لقطات فيديو وقفات مماثلة في عدة مدن مغربية منها الدار البيضاء والناظور وتطوان، من جهة أخرى، وقعت نحو 200 شخصية دولية على عريضة تطالب بإطلاق سراح «معتقلي الحراك». لقد اهتزت العاصمة المغربية الرباط بجموع المحتجين في الذكرى الأولى لمقتل محسن فكري بائع السمك الذي قتل سحقا داخل حاوية للنفايات عندما أراد استرداد بضاعته التي صادرتها السلطات بحجة عدم مشروعية صيدها. وردد المتظاهرون أمام مبنى البرلمان شعارات منددة «بالفساد» وباستمرار حبس نشطاء تظاهروا على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل فكري في 28 كتوبر من العام الماضي بعدة مناطق بالمغرب وخاصة في إقليم الريف بشمال البلاد ولا تزال مستمرة. الظلم طغى.. الفساد كفى وارتفعت حناجر المتظاهرين في الرباط تردد «الإعفاءات ها هي والمحاكمة فين هي» في إشارة إلى أن الإعفاءات غير كافية ويجب أن تتبعها المحاسبة والمحاكمة. وعرفت الوقفة مشاركة لفيف من المكونات السياسية والمدنية، دعا إلى الكشف عن حقيقة الجرائم المرتكبة في الريف ومعاقبة الجناة ورفع الحصار والعسكرة عن المنطقة، وبعد أن ذكرت الكلمة الختامية للوقفة بسياق ملف الشهيد فكري وكيفية تعاطي السلطة معه، أكدت أن المغاربة خرجوا «منددين ومستنكرين، في وقفات ومسيرات جابت ربوع الوطن، لأن مشاهد الظلم والحط من كرامة المواطنين قد أَلَمّتْ بهم. خرجوا ليقولوا إن الظلم قد طغى! وليقولوا للفساد كفى!». وقالت خديجة الرياضي الناشطة الحقوقية ورئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان سابقا وهي جمعية مستقلة «الحسيمة لا تزال محاصرة والدليل هو طرد نشطاء تونسيين مؤخرا أتوا لزيارتها كما أن هناك تخويف وقمع واعتقالات مستمرة». وأضافت «يجب الاعتراف أنه لولا الحراك الذي اندلع في الريف لما تمت خطوة الإعفاءات وتم الاعتراف بأن المشاريع شابتها اختلالات ليس فقط في الحسيمة بل العديد من المشاريع تذهب سدى وبالتالي يجب مكافأة نشطاء الحراك وليس استمرار اعتقالهم». كما أظهرت فيديوهات مظاهرات في مدن مغربية مختلفة خاصة في الدار البيضاء والناظور وتطوان في ذكرى مقتل فكري. وقال النشطاء إن أغلب الوقفات تعرضت للمنع بحجة عدم الترخيص لها. عريضة للإفراج عن معتقلي الحراك من جهة أخرى، وقعت أكثر من 200 شخصية دولية على عريضة لإطلاق سراح «معتقلي الحراك» بمناسبة مرور عام على مقتل فكري من بينهم 18 عضوا بالبرلمان الأوروبي و18 عضوا في برلمانات وطنية بدول أوروبية وعشرات من النقابيين وأساتذة جامعيين عالميين وشخصيات فكرية وأدبية وإعلامية وفنية على رأسها المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي والمخرج البريطاني كين لوتش. وأدى مقتل فكري العام الماضي إلى اندلاع موجة من التظاهرات، وتحولت الاحتجاجات إلى مطالب اجتماعية واقتصادية بتنمية الإقليم. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد قرر الأسبوع الماضي إعفاء عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين على خلفية تعثر مشروع لتنمية مدينة الحسيمة كانت الحكومة قد أعلنته في أكتوبر عام 2015 أي قبل عام من مقتل فكري واندلاع الاحتجاجات. هذا وشهدت مدريد مسيرة حاشدة تخليدا لذكرى وفاة العتابي بالحسيمة. عائلة فكري غير راضية عن حكم القضاء على عكس الوعود التي قدّمها وزير الداخلية السابق محمد حصاد لعائلة الراحل محسن بشفافية التحقيق وضمانات من أجل الوصول لحقيقة المتورطين في الملف، بعد زيارته لها في منزلها قصد التعزية بأمر من الملك محمد السادس، قال عماد فكري، «لا أحد من أفراد العائلة راضٍ عن الحكم الذي أصدرته المحكمة». عماد فكري أضاف، أنه تقدّم بطلب لقاضي التحقيق في وفاة أخيه، بكشف حيثيات الساعات الأخيرة التي سبقت مصرع محسن، قائلاً إنه تم اعتقال أخيه ومصادرة أسماكه عند الساعة الخامسة مساء اليوم الذي وقعت فيه حادثة «الطحن»، لكنه لم يُتوفّ إلا في حدود الساعة العاشرة ليلاً. من ناحية ثانية، وفي تعليق له على ما جاء في تدوينة رئيس جماعة لوطا بالحسيمة، المكي الحنودي، والتي قال فيها إن «ناصر الزفزافي وجه ملتمساً للملك من السجن يطلب فيه العفو ويعتذر»، أكد أحمد الزفزافي أب ناصر «أن ما قاله هذا الشخص حول إبني هو عار من الصحة». وأبرز الزفزافي الأب «أن ما نسبه الحنودي لابنه من مصدر له من داخل سجن عكاشة هو افتراء، لأن ما لا يعلمه الحنودي هو أن ناصر الزفزافي داخل زنزانة انفرادية مند إعتقاله إلى الآن ولا يلتقي سوى بعائلته والمحامون أثناء التخابر معه لا غير وبالتالي وجب أن نسأل هذا الشخص هل نزل عليه الوحي؟» على حد قول أحمد الزفزافي.