تم إطلاق اسم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، أمس، على المتحف المركزي للجيش بالعاصمة، بمناسبة الذكرى ال 63 لاندلاع ثورة نوفمبر الخالدة، التي تتزامن مع الذكرى ال33 لتدشين هذا المتحف، حيث أشرف قائد الناحية العسكرية الأولى، اللواء حبيب شنتوف على حفل التسمية، بحضور شخصيات عسكرية ومدنية، منها رئيس المنظمة الوطنية للمجاهدين، سعيد عبادو، وعائلة الرئيس، التي تم تكريمها بالمناسبة، اعترافا بمسيرة الرجل الثورية والسياسية، وروحه الوطنية العالية، وتحمّله مسؤولية تسيير دواليب الدولة الجزائرية. بعد أن تم إزاحة الستار عن جدارية التسمية بالقرب من بوابة المتحف، طاف الوفد بمعرض نظّم ببهو المتحف، يحمل صورا عن مسيرة الرئيس الراحل، منذ أن كان مجاهدا في صفوف جيش التحرير، ثم الجيش الوطني الشعبي، إلى جانب تقلده لمنصب أمين عام حزب الأفلان وكذا تقلده لأعلى منصب في الدولة لمدة لا تقل عن 13 سنة. وقال مدير المتحف المركزي للجيش، العقيد مراد شوشان، بالمناسبة إنّ إطلاق اسم المجاهد على هذا الصرح التاريخي، يعدّ شرفا عظيما لكلّ مستخدمي المتحف ومسؤوليه، مذكّرا بما قاله الرئيس الشاذلي يوم تدشين المتحف «كونه سجلا لبطولات الشعب الجزائري منذ أقدم العصور» وأنه «على أجيال الحاضر والمستقبل أن تستخلص من محتواه المعاني والعبر بكل ما فيها من أعماق وأبعاد، تاريخاً وبطولة وتضحية وقيما وطنية سامية». كما أعطى مدير المتحف نبذة عن حياة الرئيس الشاذلي بن جديد الذي ولد في أفريل 1929 بقرية السبعة، ببلدية بوثلجة، ولاية الطارف، وبدأ نضاله الثوري سنة 1955 بالتحاقه بجيش التحرير الوطني، بالولاية الثانية، ضمن المجموعة التي كانت تنشط في الرقعة الممتدة بين السبعة والشك وأولاد دياب، حيث تم تعيينه كمسؤول الفوج في الناحية، ثم نائبا للمسؤول الأول في الناحية، ليتولى بعدها مهمة نشر التوعية والتحسيس وشرح أهداف الثورة لسكان الأرياف، وفي سنة 1958 عين المجاهد الشاذلي بن جديد مسؤول ناحية وقائدا للكتيبة الأولى برتبة ملازم أول، كما كلّف بتنسيق النشاط العسكري والسياسي مع قائد المنطقة ويوزع المهام على النواب، وبعد إنشاء لجنة العمليات العسكرية في الحدود الشرقية والغربية للوطن، تولى المرحوم مهمة نائب مسؤول المنطقة الأولى، ثم نائب قائد للمنطقة الشمالية للعمليات سنة واحدة برتبة نقيب. وبعد الاستقلال، عين قائدا للناحية العسكرية الخامسة، (قسنطينة) برتبة رائد، وتولى الإشراف على انسحاب القوات الفرنسية من تلك المنطقة قبل أن يتولى قيادة الناحية العسكرية الثانية (منطقة وهران) في 4 جوان 1964، كما قام بجهود جليلة في الناحية الغربية بإنشاء الوحدات الكبرى ومنها اللواء المدرع برأس الماء بولاية سيدي بلعباس. وكان الراحل عضوا في مجلس الثورة في 19 جوان 1965، وتولى في فيفري 1968 الإشراف على انسحاب القوات الفرنسية من منطقة وهران، لاسيما عملية الجلاء من مرسى الكبير، ليتم ترقيته في 1969 إلى رتبة عقيد، فتعيينه أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني خلال المؤتمر الرابع، ثم مرشحا للانتخابات الرئاسية، ليتم انتخابه رئيسا للجمهورية في 7 فيفري 1979، مع تولي منصب وزير الدفاع إلى غاية جويلية 1990، ليليها انتخابه رئيسا للجمهورية مرتين متتاليتين إلى غاية جانفي 1992، حيث انسحب من الحياة السياسية، إلى أن وافته المنية في 6 أكتوبر 2012.