أكد السيد محمد بوطالب رئيس جمعية الأمير عبد القادر في محاضرة ألقاها أمس بمنتدى المجاهد بمناسبة مرور 176 سنة عن مبايعة الأمير عبد القادر على ضرورة جعل هذه الذكرى مناسبة وطنية يحتفل بها على امتداد كل التراب الوطني. وفي هذا الإطار أكد محمد بوطالب أن الأمير ليس مربوطا بمنطقة معينة ولم يكن رئيس قبيلة بل كان قائدا لأمة وأول من وحد الوطنية الجزائرية ومن ثم لابد من الاحتفال به في سائر ولايات الوطن وليس فقط في منطقة معسكر. كما جدد المتحدث دعوته إلى ضرورة إنجاز فيلم طويل يصور حياة الأمير عبد القادر لتعريف الجيل الجديد من الشباب بهذه الشخصية الرمز، مؤكدا أن مشروع الفيلم الذي جرى الحديث عنه يبقى حبيس الأدراج رغم تأكيد رئيس الجمهورية على ضرورة إنجازه، مشيرا في ذات السياق أن من حق الأمير علينا أن ننجز فيلما يمجد بطولاته ويعرف به ليس للجزائريين فقط وإنما للعالم بأسره على غرار ما فعله الليبيون مع "عمر المختار". وبالمقابل دعا السيد بوطالب إلى إعادة النظر في السيناريو الذي كتبه السائحي حول الأمير وضرورة إشراك المختصين والمؤرخين في ذلك، كاشفا في سياق حديثه عن مشروع إنجاز فيلم وثائقي عن الأمير رفقة التلفزيون. وفي سياق آخر طالب ضيف المجاهد المسؤوليين على وسائل الإعلام الثقيلة الإذاعة والتلفزيون بضرورة عرض المحاضرات التي تلقى هنا وهناك حول الأمير لجعله حاضرا دائما في أذهان الناس وخاصة الجيل الجديد، مستعرضا مختلف المحطات التاريخية الهامة في حياة مؤسس الدولة الجزائرية منذ كان جنديا محاربا في صفوف والده الشيخ محي الدين الحساني مرورا بمبايعته أميرا في 27 نوفمبر 1832 و قائدا ضد العدو وصولا إلى سجنه وحياته في دمشق وإنقاذه ل2000 مسيحي في 1860 بدمشق. كما عبر المتحدث عن استيائه من مختلف الكتابات والأقاويل التي تشكك في الأمير وفي كتاباته وتقذفه بإلقاء السلاح والاستسلام للعدو دون أن تكون مطلعة فعلا على كل الحقائق التاريخية. ومن جهته أشار السيد محمد بن رزوان إلى البعد الديني لمبايعة الأمير عبد القادر مشيرا إلى أن الجيل الحاضر فقد مرجعياته في مختلف المجالات وأصبح تائها يجهل ماضيه ولا يستطيع تحديد مستقبله . بن رزوان أشار أيضا إلى أن الحديث عن الأمير عبد القادر لا يجب أن ينحصر فقط عند تكرار نفس الكلام المتداول كل سنة بل لابد من إعطاء بعد أكثر دقة في الحديث عن حياة الرجل وإسقاطها على ما يحدث اليوم لأن الحاضر هو امتداد للماضي -يقول المتحدث- ولم يأت من العدم. المتحدث توقف هو الآخر على امتداد مداخلته عند أهم ما ميز شخصية الأمير والتي أهلته لأن يبايع كأمير وقائدا للمقاومة لاسيما نسبه الشريف الذي يعود للسيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفيته الفكرية باعتباره رجل علم وكذا شجاعته في الوقوف أمام العدو. الوزير السابق قال كذلك أن الأمير عبد القادر رفض القيادة واعتبر أن هناك من هو أحق منه بها، كما أشار إلى الأطراف التي رفضت الانضمام تحت راية الأمير. أما السفير السابق صالح بن قبي فقد عاد من جهته إلى أمجاد الجزائر مشيرا إلى أن ضعفنا اليوم يكمن في جهلنا لماضينا وأن العدو يضربنا من مناطق قوة ماضينا، مشيرا على أن الحديث عن الأمير عبد القادر هو حديث عن صفحات ماض مجيد لم يصنعه الشياب وإنما الشباب الذين آمنوا بأرضهم وبحقهم في الحرية.. يذكر أن الاحتفالات بالذكرى 176 لمبايعة الأمير عبد القادر سيتم الاحتفال بها يومي 26 و27 نوفمبر الجاري كما جرت العادة في ولاية معسكر، وذلك من خلال تنظيم العديد من النشاطات والمحاضرات ...