أكد رئيس فرع مؤسسة االأمير عبد القادرب لوهران بعين تموشنت، أن فرنسا الاستعمارية اعترفت بالدولة الجزائرية الحرة وذات سيادة بالتوقيع على معاهدة تافنة. وأوضح الدكتور شميل حساني بوطالب، بمناسبة إحياء الذكرى ال 173 للتوقيع على المعاهدة المذكورة من طرف فرع مؤسسة االأمير عبد القادرب لعين تموشنت، أن امعاهدة تافنة قد أثبثت منذ 30 ماي 1837 وجود الدولة الجزائرية التي كان الاحتلال ينفيه دائماب. وأضاف، أن ''شرعية هذه الدولة تعود في الحقيقة إلى يوم 21 نوفمبر 1832 تاريخ مبايعة مختلف القبائل للأمير عبد القادرب. و تطرق الدكتور شميل، من خلال محاضرته تحت عنوان امن معاهدة تافنة إلى الأمير خالدب إلى مسيرة قائد المقاومة الجزائرية الذي ولد في ماي 1817 بالقيطنة (غرب معسكر). وبعد الدعوة إلى كتابة تاريخ الأمير عبد القادر، بهدف اتجنب أي شكل من أشكال الانحرافب تناول المحاضر المشاريع التي سبقت هذه المعاهدة، التي حررت بمنطقة رشقون ببلدية ولهاصة (ولاية عين تموشنت حاليا). وأشار نفس المصدر، الى االاختلاف في مضمون الوثيقة بين اللغتين العربية والفرنسية، مع العلم أن الأمير قد اطلع وأمضى على النسخة المكتوبة بالعربيةب. وحسب السيد شميل حساني بوطالب، فان االأمير اعتبر المعاهدة كهدنة تمكنه من تدعيم جيشه، الذي كانت قوته تكمن في سهولة حركة جنودهب. كما اقترح المحاضر، دراسة الوثيقة المدونة بالعربية، مبرزا في نفس الوقت المسيرة النضالية للأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر الذي طالب منذ 1919 باستقلال الجزائر . وقد اغتنم المنظمون فرصة هذه المراسيم لتكريم المجاهد أحمد بلحاج بوشعيب عضو مجموعة ال 22 التي حضّرت لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة. وفي هذا السياق، أكد المتدخلون خلال النقاش على ضرورة غرس في نفوس الأجيال الصاعدة القيم التي ناضل من أجلها هؤلاء الرجال العظماء، ومواصلة جهودهم من أجل تحقيق طموحاتهم الرامية إلى بناء دولة قوية وعصرية. وقد تميزت مراسيم إحياء هذه الذكرى بزيارة النصب التذكاري ببلدية الأمير عبد القادر (25 كلم عن عين تموشنت) أين تم التوقيع على معاهدة تافنة بين الأمير والجنرال بيجو، والذي شيد تخليدا لقائد المقاومة الشعبية ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. للإشارة، فان نسبة تقدم أشغال التهيئة الفنية للمنحدرات التي تأوي النصب التذكاري وتقوم بها الجمعية الثقافية والبيئية اجمال بلاديب لبلدية المالح قد فاقت 90 بالمائة، علما أن صورة عملاقة للأمير قد أنجزت فوق هذا النصب المشيد بالرخام الأسود والأبيض الواقع بالطريق الوطني رقم 35 المؤدي إلى تلمسان، بالإضافة إلى تمثال للأمير وهو يمتطي فرسه.