نظمت مؤسسة "الأمير عبد القادر" بالتنسيق مع يومية "المجاهد" ندوة تاريخية بمناسبة اكتمال المئة الثانية لميلاد الأمير عبد القادر الجزائري حضرتها وجوه تاريخية وإعلامية ورجال الجمارك وتم التطرق فيها لشخصية الأمير عبد القادر من الميلاد إلى الجهاد· ذكرى العظماء تاريخيا لا ينبغي أن تمر مرور الكرام أو مجرد اثارة ساعة من ساعات النهار للحديث حول هذا العظيم أو ذاك ثم يتم طيها ونسيانها أوربما حفظها لانتظار مناسبة أخرى لاخراجها بنفس الثوب ونفس الكلمات، مناسبة ميلاد الأمير عبد القادر مناسبة مرتبطة بأهم قضية وطنية وتاريخية حول تاريخ الجزائر المعاصرة وإنه لمن الأسف أن تمر ذكرى مثل هذه دون اشارة أو التفات الا من بعض المخلصين للتاريخ الجزائري الذي مسه الكثير من التحريف والتزييف بهدف تفكيك الشخصية الجزائرية وتشكيكيها في هويتها حتى يصبح عندها التاريخ مقيتا بتقديمه بصور غير صحيحة وصور تبعث الريب فيما هو جزائري وتحاول تصغير وتحقير البطولات العظيمة التي سجلها المجاهد الجزائري في تصديه للاحتلال الصليبي الفرنسي حتى غدت كتب التاريخ لسنة الأول متوسط تدعي "أن الفرنسيين سهلوا للأمير الهروب ليتقوا شره"· ولهذا نجد الأستاذ محمد بوطالب رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر تطرق باسهاب إلى عملية التشويه والتحريف التي يمارسها المؤرخون الغربيون من أجل التشكيك في التاريخ الجزائري وفي شخوصه التاريخية ومشاهده البطولية حتى أنه تم مؤخرا اصدار طابع بريدي بمناسبة المائة الثانية لميلاد الأمير عبد القادر والتي توصم الأمير بالمسيحي وتخرجه من ملته الاسلامية، الندوة هي الأخرى لم تخرج عن اطارها المعروف كأي ندوة وركزت على ميلاد الأمير، دراسته، حجه، بيعته ثم جهاده ولا أقول مقاومته، وكذا عائلته وانتسابها الى آل البيت، كما حاولت لمس بعض مراحل التاريخ العثماني في الجزائر التي جاءها من أجل تخليصها من الغزو الاسباني الصليبي بعد طرد المسلمين من الأندلس وتهديد سواحل الشمال الافريقي والاستيلاء على البعض منها· كما تطرق المتدخل الى محاربة الأمير عبد القادر للاحتلال الفرنسي وكذا لبعض القبائل التي لم تخضع لسلطته، موضحا الظروف التي عرفتها الجزائر في القرن التاسع عشر، ورغم هذا استطاع الأمير الوقوف في وجه المحتل لمدة 17 سنة قضاها مجاهدا رغم عدم توازن ميزان القوى بين دولة عظمى يناهز جيشها ال100 ألف جندي من ورائه أوروبا، وشاب جزائري فرضت عليه الظروف أن يقود الجهاد، فوجد نفسه بعد هذه المواجهة غير المتكافئة في مفترق الطرق إما أن يواصل جهاده وهذا يعد انتحارا بالنسبة للشعب الجزائري حيث تمارس عليه الجيوش الفرنسية حربا إبادية، أو يفاوض ويخرج بأقل الضرر وهكذا كان الحال· أما الاستاذ صالح قبي فقد أكد أن الشعب الجزائري كان مستهدفا من الغزاة في تاريخه القديم والحديث، الأمير عبد القادر أراد أن يقود المقاومة تحت مظلة السلطان المغربي مولاي عبد الرحمن لكن لظروف المغرب الخاصة داخلية وخارجية رفض أن تكون المقاومة باسمه فتحمل الأمير عبء المقاومة بعد سقوط الجزائر والمدن الساحلية، وكان هدفه توحيد الصفوف واعادة الثقة للشعب· كما تطرق الأستاذ قبي إلى محاربة فرنسا للشخصية الجزائري واعتمادها سياسة الإبادة الثقافية والتاريخية والحضارية وذلك بمحاربة اللغة العربية وتجهيل الشعب وطمس منابع حضارته وشخصيته، ويضيف قبي في تدخله أن المشاكل التي تعاني منها الجزائر اليوم تعود الى تهديم القيم وأركان التاريخ وتهديم الشخصية وهذا ما جعل ظاهرة العنف تتفشى ولم تأت صدفة، ولهذا يقول المحاضر:التاريخ ضرورة لابد من التدقيق في النصوص التاريخية وأن تحظى بعناية كبيرة، وقد دار الحديث في النقاش حول المعالم الجزائرية في دمشق "دار الأمير عبد القادر التي تحولت الى مطعم وعدم انجاز فيلم "الأمير "الذي ألح عليه رئيس الجمهورية· هي ذي المائة الثانية لميلاد الأمير عبد القادر ميلاد اعادة بعث الدولة الجزائرية الحديثة وقبل كل شيء اعادة تشكيل الشخصية الوطنية والثقافية بأدواتها الجزائرية الخالصة ونفضها من كل العوالق واللواصق التي تعلقت بها بسبب تلوث المجتمع بالاحتلال أو من بعض من تلوثت عقولهم وألسنتهم وأفكارهم الاعجاب بالغالب وتقليده ومحاولة الانتماء اليه·