اتصلت «المساء» بالمخرج السينمائي خالد شنة، بمناسبة مشاركة فيلمه «صقر الصحراء» في المهرجان المغاربي للفيلم الوثائقي في مدينة مدنين التونسية، وطرحت عليه أسئلة حول هذه المشاركة وعن تخصصه في إخراج الأفلام الوثائقية، فكان هذا الموضوع. قال المخرج السينمائي خالد شنة ل«المساء»، إنه تلقى دعوة رسمية بهدف المشاركة في الطبعة الرابعة للمهرجان المغاربي للفيلم الوثائقي في مدينة منين التونسية، التي تجري فعالياتها ابتداء من 24 نوفمبر الجاري، إلى غاية 26 من نفس الشهر. عبر خالد عبر منبر «المساء»، عن سعادته الكبيرة بهذه المشاركة التي تعتبر الأولى من نوعها، مضيفا أن سعادته أكبر بتمثيله للجزائر الحبيبة وتشريفها عربيا ودوليا. كما أن مشاركة فيلمه ودخوله المسابقة الرسمية ضمن الأفلام المحترفة، فرصة سانحة للتعريف بتاريخ أمتنا وأمجاد وطننا الغالي وشهداء ثورة التحرير المظفرة، وهذا ما يسعى إلى أن يكون عليه فيلمه الوثائقي «صقر الصحراء» الذي يعتبر باكورة أعماله الوثائقية. للعلم، يشارك إلى جانب فيلم «صقر الصحراء» من الجزائر كل من؛ الزميلة لويزة قادري بفيلمها القصير «طائر بلا وطن» والزميل فوزي بوجامعي بفيلمه «فامي دولو» ضمن مسابقة الهواة. يحكي الفيلم الوثائقي «صقر الصحراء» -حسب المتحدّث- سيرة أحد عظماء ربوع الزيبان بسكرة، وهو الشهيد القائد مخلوف بن قسيم، بطل من أبطال نوفمبر، وواحد من الرجال الذين ضحوا من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، وكتب اسمه بالدم والنار في سجل البطولات. وفي هذا السياق، حاول شنة من خلال هذا الإنجاز، أن يكفي الشهيد حقه ويعرّف بسيرته التي بقيت لزمن طويل قيد النسيان، وهو ما وضعته مؤسسته الناشئة ضمن مخططها في إنتاج هذا النوع من الأفلام، التي يجتهد خالد شنة ويهدف من خلالها إلى حفظ الذاكرة الوطنية وكتابة تاريخنا الوطني. «صقر الصحراء» فيلم وثائقي من 57 دقيقة، اعتمد فيه كاتب نصه ومخرجه ومنتجه، على الشهادات الحية واللقاءات المصورة مع صنّاع الأحداث. في المقابل، تخللته بعض المشاهد التمثيلية التي لم يتجاوز عرضها ثلاث دقائق، من تمثيل الممثل المسرحي عيسى لكحل، فراس بوعافية، عادل بلوطة، الطفل عبد الودود بوضياف وأخته مروة. كما يشتغل شنة حاليا، على ثاني فيلم وثائقي بعنوان «الإرث القاتل» الذي يعالج قضية مخلفات الألغام من الحقبة الاستعمارية، وسيبدأ قريبا في تصوير الحوارات، وهو من إنتاج مؤسسته «فوطو ميديا» للإنتاج الإعلامي. وفي هذا السياق، أكد خالد على اهتمامه وميوله لصناعة الأفلام الوثائقية لسببين هما؛ ارتباطه بالواقع وشغف البحث والتقصي والاجتهاد في رسم معالم الحقيقة في أحداث مهمة قديمة ومعاصرة، من أجل تسليط الضوء من خلالها على منجزات ومجريات وسيّر كان لها الأثر في تاريخ الأمم والحضارات، وأكثر من هذا وذاك، إثراء المكتبة الجزائرية السينمائية بهذا النوع من الأفلام، مضيفا أن السبب الثاني مادي بحث، قائلا «أيادينا حاليا ممدودة لأنفسنا، فالفيلم رغم صعوبة إنجازه من الناحية الفنية والإخراجية، إلا أن تكلفته تبقى إلى حد بعيد متاحة، وهذا ما يختلف عنه الفيلم الروائي بكبر ميزانية إنتاجه، وباعتبار أيضا أنني في بداية الطريق، فهذه بداية المسيرة والله ولي التوفيق». ❊لطيفة داريب