على هامش المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، إلتقت ''المساء'' بالمخرجة الجزائرية يمينة بشير شويخ صاحبة فيلم ''رشيدة'' الذي تحصّل على عدّة جوائز ونال إعجاب الجمهور العريض داخل وخارج الوطن، وكان هذا اللقاء فرصة للتعرّف على مشاريعها المستقبلية وعدد من القضايا السينمائية. بعد فيلم ''رشيدة'' الذي حقّق نجاحا باهرا للمخرجة يمينة شويخ، هل هي بصدد التحضير لإنتاج جديد؟ نعم، أنا اليوم بصدد التحضير لإنتاج فيلم جديد وهذا بالتنسيق مع المخرج محمد شويخ الذي يعدّ مخرج وكاتب سيناريو الفيلم، وسينطلق التصوير بداية فيفري القادم تحت عنوان ''الأندلسي'' وهو فيلم تاريخي تدور أحداثه حول آخر مملكة أندلسية ''غرناطة'' وتمثّل الحقبة التاريخية للرجوع الأندلسي إلى الجزائر، ومن خلال ذلك نتعرّف على مختلف التغيّرات التي لحقت بمنطقة المغرب العربي منها الجزائر وذلك مع مرور الإسبان والأتراك وتواجدهم بها، والمهم في الفيلم أنّ القصة تؤرّخ لحقبة زمنية من تاريخ الجزائر وستصوّر مشاهد الفيلم بالجزائر، وهران وتلمسان. كانت لك عدّة أعمال سينمائية مع المخرج محمد شويخ، حدّثينا عن هذه التجربة؟ فعلا، محمد شويخ سبقني في الولوج إلى عالم السينما وهو صاحب فيلم ''القلعة،'' وأنا لم أنتج معه كلّ أفلامه وقد كانت بداية مشاركتي معه كتقنية اهتم بكلّ ما يخصّ المونتاج. وما هي الأعمال السينمائية التي شاركت مباشرة في انجازها مع زوجك محمد شويخ؟ فيلم ''القلعة، أسطورة النائم السابع''، ''يوسف''، ''العرش'' و''دوّار النساء'' وفيلم وثائقي حول ''ابن خلدون'' و''ألف قصة طويلة'' الذي يتناول تاريخ الجزائر. ما طبيعة مشاركة المخرجة يمينة شويخ في الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي بوهران؟ لقد دعيت كضيفة شرف في المهرجان ككثير من الفنانين الحاضرين ضمن الفعالية السينمائية، ممّا سمح لي بمتابعة كلّ الأفلام الطويلة المدرجة في المسابقة الرسمية، وكذا بعض الأفلام الروائية القصيرة، وكانت المنافسة قوية بين الإنتاجات العربية الجديدة التي وصفها النقّاد والمختصّون المتابعون لمجريات مهرجان وهران، بأنّها ذات مستوى جيد. كيف تقيم المخرجة يمينة شويخ مهرجان الفيلم العربي بوهران؟ المهرجان الدولي للفيلم العربي مفخرة ليس لوهران فحسب، بل للسينما الجزائرية بشكل خاص، والجزائر في ظلّ التطوّر المذهل في هذا المجال بحاجة ماسة إلى مهرجانات مماثلة لإعادة بعث العصر الذهبي للسينما الجزائرية التي أسمعت صوت بلادنا وعرفت بها في شتى أصقاع العالم، بعد أن عجزت من قبل العديد من المهرجانات السينمائية ببلادنا في الاستمرار ولم تتجاوز الثلاث دورات مثل مهرجان قسنطينة للفيلم القصير ومهرجان أركيو لوجية بتيبازة، وكذلك مهرجان مدينة عنابة، لذلك فنحن حاليا نشهد تألّق مهرجان وهران بالرغم أنّه ولد في ظروف صعبة من حيث الإمكانيات والواقع الصعب للسينما في بلادنا وتخلي الدولة عن القطاع وسنوات العنف التي جعلت الجزائر تنزوي عن العالم، وهذا دليل على تلك الأهمية التي يكتسبها المهرجان الذي أصبح موعدا للفنانين. ما رأيك في الوجوه السينمائية المشاركة في ظلّ غياب الممثّلين المصريين مقارنة بالطبعات السابقة؟ نلاحظ غياب عدد كبير من الممثلين على خلاف الطبعات الماضية للمهرجان مع تسجيل حضور الممثل المصري خالد أبو نجا الذي حضر لتمثيل فيلمه المطوّل ''ميكروفون'' الذي دخل المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة، وكذلك المخرج والناقد السينمائي مصطفى الكيلاني، وتميّزت هذه الطبعة بمشاركة وجوه سينمائية جديدة من أجل إحداث تبادل ثقافي وسينمائي ككلّ المهرجانات التي تقام سواء على المستوى الوطني وحتى الدولي كمهرجان كان مثلا، وجاء مهرجان وهران هذا العام في ظروف استثنائية بطاقم تنظيمي جديد وبمحافظ جديد، وقد يعيب البعض على هذه الطبعة، لكنها أقيمت رغم كلّ التحديات وهذا وحده يكفي. هل من كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء؟ شكرا لوهران التي يتجدّد حبي لها ولجمهورها وسكانها في كلّ لقاء، وتمنياتي بالاستمرار والديمومة لمهرجانها الدولي الذي هو فرصة لقاء ليس لنا كمخرجين فحسب، بل لكلّ عشّاق السينما.