دعا الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، إطارات وأفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية إلى السهر على إنجاح الموعد الانتخابي القادم من خلال مشاركتهم في أداء واجبهم الوطني في التصويت، والعمل على تأمين هذا الموعد لتمكين المواطنين من أداء واجبهم في جو من السكينة والاستقرار، مشيدا بتنويه رئيس الجمهورية بجهود الجيش الذي يتولى بكل حزم مهمته الدستورية في حماية الحدود الوطنية من خطر الإرهاب الدولي والجريمة العابرة للأوطان، ودعوته إلى ضرورة الإبقاء عليه في منأى عن المزايدات والطموحات السياسوية. وأشار الفرق قايد صالح في كلمته التوجيهية التي ألقاها أمام إطارات الواجهة البحرية الغربية بمناسبة اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثانية بوهران وبثت إلى جميع وحدات الناحية، إلى أنه مع مقربة من انتخابات المجالس البلدية والولائية ل23 من نوفمبر الجاري 2017، «وجب علينا القول بهذه المناسبة أنه، ووفق القوانين السارية المفعول المتعلقة بهذا الشأن، فإن واجب الأفراد العسكريين ومختلف الأسلاك الأمنية الأخرى حيال هذا الاستحقاق الوطني الهام، هو واجب مزدوج». وأوضح بأن الأمر يتعلق في شقه الأول «بالمشاركة في التصويت حسب الإجراءات المعمول بها، أي خارج الثكنات باعتبارهم مواطنين»، مشددا على «عبارة مواطنين»، التي قال إن المقصود منها «أن يتم استيفاء ما تفرضه على الأفراد العسكريين موجبات المواطنة»، فيما يتعلق الشق الثاني من هذا الواجب حسب السيد الفريق، «في السهر قبل وأثناء وبعد هذه الانتخابات على ضمان أجواء آمنة ومحيط مستقر وتوفير كافة الظروف المناسبة التي تكفل لإخواننا المواطنين القيام بواجبهم الوطني بكل حرية وطمأنينة وراحة بال». ووجه نائب وزير الدفاع الوطني بالمناسبة نداء إلى «الجميع، كل في موقع عمله وحدود صلاحياته إلى التقيد الصارم بما جاء في التعليمة الخاصة المتعلقة بهذا الاستحقاق الوطني الهام، التي أصدرتها بتاريخ 5 أكتوبر2017»، مشيرا إلى أن هذه المسؤولية الحيوية «بقدر ما يشعر الجيش الوطني الشعبي، رفقة كافة الأسلاك الأمنية الأخرى، بأهميتها البالغة، فإنه سيشعر بالكثير من الارتياح وراحة البال على أداء المهمة المنوطة به». الفريق قايد صالح الذي أشرف بمضلع الرمي للقوات البحرية بالواجهة البحرية الغربية على تمرين رمي بحري بالصواريخ سطح سطح، من قِبل طاقم السفينة الحربية قاذف الصواريخ «رايس حسان»، المصنعة بأيادي جزائرية، أكد بأن إجراء التمارين الاختيارية، «يعد من أنجع الطرق التي يتم من خلالها معاينة والحكم على مدى استيعاب برامج التحضير القتالي، ومدى متانة التكوين الملقن على أكثر من مستوى، وتكيفه مع المهام الموكلة» مشيرا إلى أن «من أنجع السبل الموصلة إلى استيعاب متطلبات الاستغلال الأمثل للعتاد والتجهيزات العصرية الموجودة في الحوزة، هي سبل المداومة على تنفيذ برامج التحضير القتالي». وإذ جدد التأكيد على أن الجيش الوطني الشعبي وجد كل عوامل التحفيز والتشجيع في مضمون التحية الخاصة التي وجهها له رئيس الجمهورية في رسالته إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال63 لإحياء ثورة أول نوفمبر الخالدة، التي جاء فيها حرفيا «بأن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني الذي أتوجه إليه بالتحية باسمكم جميعا، يتولى بكل حزم مهمته الدستورية في حماية حدودنا من خطر الإرهاب الدولي والجريمة العابرة للأوطان، فلا بد من الإبقاء على هذه المؤسسة الجمهورية في منأى عن المزايدات والطموحات السياسوية»، لم يفوّت الفريق قايد صالح الفرصة للتنويه بالقدرات الصناعية والتطويرية التي بلغها أفراد وإطارات الجيش، والتي تجسد إحدى مظاهرها البارزة في سفينة «رايس حسان» التي تم تصنيعها بأيادي جزائرية من مهندسين وتقنيين على مستوى مؤسسة البناء والتصليح البحريين بوهران، وتم تدشينها بإشرافه في 9 أوت 2017، حيث قال في هذا الصدد «تعزيزا لقدرات أسطولنا البحري القتالية، تعتبر هذه السفينة الحربية قاذف الصواريخ «رايس حسان» خطوة عملاقة على درب استيعاب التكنولوجيات العصرية، وهضم متطلبات التصنيع العسكري لوسائل بحرية وغير بحرية في غاية الإتقان والفعالية من حيث دقة الأداء وجودته، ومن حيث مستوى التكنولوجيا المستعملة، المصنعة بالجزائر من طرف مؤسسة البناء والتصليح البحريين..»، معتبرا هذا الإنجاز لبنة أخرى قوية من اللبنات الكثيرة التي تدعم بها الأسطول البحري وستسهم لا محالة في إعلاء صرح قواتنا البحرية، التي تمثل مكونا أساسيا من مكونات قوام المعركة لدينا، وأيضا ستسهم في تحفيز الصناعات العسكرية في الجزائر، وإبراز قدراتها في أكثر من مجال». كما أشار إلى أن مثل هذه الانجازات تسهم في إبراز الرؤية السديدة التي تبشر حسبه بميلاد صناعة عسكرية وطنية واعدة، تسهر عليها عقول وسواعد جزائرية، «يحبون جيشهم ووطنهم ويخلصون لهما في القصد والعمل. للإشارة، فإن التمرين الذي أشرف عليه الفريق قايد صالح تم تنفيذه بالرمي على هدف بحري، عبارة عن باخرة قديمة تم تخصيصها كدارئة للرمي، يهدف إلى إتقان التحكم في استعمال الأسلحة الكبرى الموجودة في حوزة القوات البحرية، خاصة الصواريخ المضادة للسفن الحربية، ومراقبة فعالية الأسلحة المكتسبة. وفي ختام التمرين، عبر أعضاء طاقم السفينة «رايس حسان «عن اعتزازهم بهذا المكسب الهام للقوات البحرية وللجيش الوطني الشعبي، مؤكدين من جديد بأنهم سيظلون العين الساهرة التي ترقب وتحمي حرمة وسيادة مياهنا الإقليمية.