دق السفير الفلسطيني لؤي عيسى، أمس، بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ناقوس الخطر من أن القضية الفلسطينية تتعرض لعملية تصفية ممنهجة هدفها فرض دولة الاحتلال كقوة إقليمية وحيدة في منطقة الشرق الأوسط. وخلال استضافته أمس، في حصة «ضيف الصباح» للإذاعة الأولى، قال السفير لؤي عيسى «إننا نريد أن نوقف عملية تصفية القضية الفلسطينية»، مشيرا الى أن القوى الدولية الأساسية التي رعت الكيان الصهيوني وأوجدته في المنطقة مصرّة أن تحقق له الانتصار. وأضاف لذلك تغرق المنطقة وتفكك قواها لتظل الورقة الفلسطينية التي استطاعت أن تعود بقوة إلى الساحة وحيدة يفرض عليها تثبيت دولة الاحتلال كقوة إقليمية في المنطقة وتحكمها أيضا. وهو ما جعله يؤكد أن الوضع أصبح صعبا على المستوى الخارجي لأن القوى الكبرى تتحكم في المنظمات الدولية وجعلتها عاجزة عن محاسبة دولة الاحتلال وتعجز عن تطبيق قراراتها في مجلس الأمن على هذه الدولة. وأشار إلى أن وعد بلفور 1، زرع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة وبلفور2 ثبتها كقوة إقليمية صديقة حليفة، وعندها تغيرت التحالفات وبالمقابل اخترع شيئا جديدا سمي بالإرهاب يهدد الجميع، وسوقت إسرائيل كأنها حامية الحمى ضد الإرهاب وتحولت من عدو إلى حليف لمجابهته ودخلت في بعض الدول العربية وتغلغلت كذلك بالتسويق والتغيير الفكري، ومست كذلك الجانب الاقتصادي أيضا وبدعم من أمريكا على حد تعبيره. وحذّر من ملامح خطيرة في مناطق عدة من فلسطين من حيث مستويات الاستيطان على الأرض ومن المشاريع المطروحة في المنطقة والتي تسمى بصفقات القرن من طرف الولاياتالمتحدة وكذا من تصعيد للضغط على فلسطين ماليا وحصارها. وأوضح في هذا السياق أن ما يتعرض له الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من ضغوطات محدد في آليتين الأولى العودة إلى المفاوضات العبثية أو التخلي عن رؤيتنا لمفهوم السلام واستحداث قضايا جديدة مثل تعديل المبادرة العربية لتكون في التطبيع قبل الحل أو الضغط على الفلسطينيين على المستوى الداخلي عبر ما يسمى الآن ب27 قرارا في الكونغرس الأمريكي ضد منظمة التحرير الفلسطينية والتي لها علاقة بآلياتنا وقضايانا وبالتالي يتم الضغط على الفلسطينيين في مسائل أيضا في التحويلات المالية. وقال «لا يوجد سلام في العالم طالما قضية فلسطين موجودة فمن يريد العدالة يجب أن يطبق قراراته، فأمريكا تفرض عقوبات على فلسطين وتغلق مكتبها لأنها تطلب حقها في تقرير المصير». رغم ذلك فقد اعتبر الدبلوماسي الفلسطيني أن أكثر ما يخيف الفلسطينيين هو استمرار الانقسام الداخلي الذي لا يمكن في ظله تحقيق أي انتصار بما جعله يؤكد أنه حتى وإن كانت المسألة ليس قضية فصائل فإن الوقت قد حان لتحقيق الوحدة والمصالحة التي ينتظرها الفلسطينيون منذ حوالي 11 سنة. من جهة أخرى ذكر السفير باعتراف 138 بلد بدولة فلسطين المتواجدة في كل المنظمات الدولية التي انضمت إليها تدريجيا رغم المعارضة الإسرائيلية والأمريكية بدليل انه كلما دخلت فلسطين في منظمة تنسحب منها دولة الاحتلال وأمريكا.