رفع جوق سيرتا للمالوف بقيادة الفنان والمايسترو سمير بوكريديرة، ليلة أوّل أمس، الستار عن فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف، الذي تحتضنه قسنطينة بين الرابع والسابع ديسمبر الجاري، حيث تعبّق المسرح الجهوي بأنغام خيرة الفنانين القسنطينيين، الذين عزفوا لحن الوفاء لروح فقيد الساحة الفنية وعميد هذا الفن الأصيل الحاج محمد الطاهر الفرقاني، الذي عادت روحه إلى هذا الصرح الثقافي في ذكرى وفاته الأولى. أعطى السيد جمال فوغالي نيابة عن وزير الثقافة، إشارة انطلاق فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الدولي للمالوف، الذي عاد هذه السنة بعد توقف سنة 2016، تحت شعار «المالوف يغني التراث»، حيث أكد مدير الكتابة والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة، أنه سعيد برؤية وجوه لاتزال حاضرة في هذا المهرجان، كما عهدها سابقا عندما كان مديرا للثقافة ومحافظا للمهرجان الدولي، مضيفا أن الأقدار والصدف شاءت أن يعود إلى قسنطينة بدون تخطيط من أجل افتتاح الطبعة العاشرة. وأكد ممثل وزير الثقافة أن الوزارة الوصية عكفت على الوقوف إلى جانب المهرجان ومؤازرته والشد من قوّته بعد التوقف الذي عرفه العام الماضي، شأنه شأن العديد من المهرجانات التي توقفت في ظل ترشيد النفقات؛ في خطوة تنظيمية لهذه الفعاليات الثقافية والفنية قبل وضع قائمة باسم المهرجانات التي تم اعتمداها ومن بينها مهرجان المالوف، الذي عاد، حسب المتحدث، في أبهى حلّة له، مضيفا أن قسنطينة كانت محظوظة باحتضان العديد من المشاريع الثقافية في إطار عاصمة الثقافة العربية 2015، ومن بينها المكتبة الحضرية بباب القنطرة المطلة على المدينة القديمة، على ضفاف واد الرمال التي انتهت الأشغال بها في انتظار فتح أبوابها. وعرفت السهرة الأولى من سهرات المهرجان الثقافي الدولي للمالوف رغم برودة الطقس وتساقط الأمطار، إقبالا كبيرا للجمهور القسنطيني، الذي أبى إلا الحضور للاستمتاع بأنغام هذا الطابع الفني الأصيل. وجاءت السهرة موضوعاتية بعنوان «أصوات المدينة» بدخول فرقة رياض بلام للوصفان، التي أدت مقاطع موسيقية بالزرنة والدف، من بهو المسرح وإلى غاية الركح، قبل أن تتقدم فرقة جوق سيرتا وتعلو الركح لإمتاع الجمهور الذي خرج راضيا عن الأداء ومعجبا بالفكرة، التي تم من خلالها جمع 35 فنانا قسنطينيا ينشطون في مجال المالوف لأول مرة على ركح المسرح، يتقدمهم 7 من الأسماء البارزة في هذا الطابع الغنائي، سواء من الجيل القديم، مثل كمال بودة، سغني رشيد، حسان برامكي، خالد عيمر، أو من جيل الشباب في شكل رياض خلفة، عادل مغواش ومالك شلوق، ويتقدمهم المايسترو سمير بوكريديرة. وقد استهلت الفرقة التي دخلت باللباس التقليدي والقطيفة المطرّزة بخيوط الذهب، الحفل الفني من خلال تقديم لأول مرة، بشراف النيرز الذي تم تدريسه على يد المرحوم الشيخ التومي، وهو نوع غير معروف مقارنة بالخلاص المشهور والمعروف بولاية قسنطينة، ليتم تقديم بعدها «أنا جسمي فنان»، وهي انقلاب في طبع الذيل، ثم قدمت الفرقة سلسلة أسجال مشغلة في طابع الذيل، السيكة والحسين، قبل أن يتم اختتام الحفل بخلاص تحت عنوان «هذا الغارم الذي كتمتو»، وهو مشهور بقسنطينة. وأبت محافظة المهرجان إلا أن تكون التظاهرة محطة لتذكر وتكريم أسماء فنية رحلت وقدّمت الكثير لهذا الفن، على غرار المرحومين نذير بودة وفنيخ العيد. ❊زبير.ز