تواصل فعاليات المجتمع المدني الصحراوي كفاحها السلمي من أجل إيصال صوت القضية الصحراوية إلى مختلف بقاع العالم وتحسيس الرأي العام الدولي بعدالة هذه القضية من خلال اطلاع مختلف الهيئات والمنظمات الفاعلة على حقيقة الأوضاع في الأراضي الصحراوية المحتلة. وفي هذا السياق أجرى وفد عن اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب مؤخرا زيارة إلى بلجيكا التقى خلالها بممثلي المنظمات الشبانية البلجيكية وأخرى دولية أوروبية من ضمنهم أعضاء من المنتدى العالمي للشباب الذي يضم 96 تنسيقية وطنية لجمعيات شبانية وممثلين عن منظمة الشبيبة الأوروبية "ايكوز" وحركة فالكوم الدولية والكشافة الدولية "ايفم سي" وشكلت الزيارة مناسبة لأعضاء الاتحاد الصحراوي للتعريف أكثر بقضية بلادهم من خلال تقديمهم لعرض مفصل عن الوضع السائد في الأراضي الصحراوية المحتلة والمعاناة التي يتخبط فيها المدنيون الصحراويون ذنبهم أنهم يصرون على حق شعبهم في تقرير مصيرهم. وأعرب أعضاء الاتحاد عن خيبة أمل الشباب الصحراوي أمام غياب إرادة قوية لدى المجموعة الدولية لحمل المغرب على الانصياع للشرعية الدولية المقرة لأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ودعا اتحاد الشبيبة الصحراوية المنظمات الشبانية البلجيكية والدولية إلى التجند من أجل إنقاذ مسار السلام قبل فوات الأوان خاصة وأن المغرب ماض في وضع العراقيل التي تحول دون الدفع قدما بالعملية السلمية لتسوية آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وفي هذا السياق جددت هذه المنظمات دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه شركة إسبانية للمصبرات نهاية الأسبوع عدم تجديدها لعقود التموين انطلاقا من ميناء مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية التي تعيش تحت وطأة الاحتلال المغربي منذ أزيد من ثلاثة عقود. وجاء هذا الإعلان على لسان مدير عام شركة "كالفو" خافيير لاكوث الذي أعلن أيضا إغلاق المؤسسة لوحداتها بالمنطقة ونهاية التنازل عن حقوق الاستغلال للمؤسسات الأخرى. وتعد شركة كالفو من أهم الشركات لإنتاج المصبرات بإسبانيا والخامسة عالميا وقد بدأت نشاطاتها بمدينة العيونالمحتلة سنة 2005. وجاء إعلان شركة كالفو بعدم تجديد عقودها للتموين لعام 2009 انطلاقا من ميناء العيون ثمرة للحملة التحسيسية التي باشرت فيها المنظمة غير الحكومية لمراقبة موارد الصحراء الغربية "وسترن صحرا رسورسز واتش" بدءا من شهر ماي الماضي للوقف الفوري لنشاطات هذه الشركة بالأراضي الصحراوية المحتلة. وتعد هذه خطوة إيجابية خاصة إذا حذت عدة شركات أجنبية أخرى حذوها بهدف حماية الثروات الطبيعية في الأراضي الصحراوية المحتلة من الاستغلال المغربي المستمر لخيرات الشعب الصحراوي. من جهة أخرى تحتضن منطقة تيفاريتي بالأراضي المحررة ابتداء من يوم غد الأحد وإلى غاية السادس ديسمبر المقبل الطبعة الثانية لمهرجان "آر تيفارتي" الذي تنظمه جمعية أصدقاء الشعب الصحراوي لمدينة اشبيلية الإسبانية بالتعاون مع وزارة الثقافة الصحراوية. ويشارك في هذا المهرجان عديد الفنانين الصحراويين والأجانب من الجزائروإسبانيا والمكسيك والبيرو أمثال إيفا لوتز الحاصلة على الجائزة الوطنية للفنون في إسبانيا وفيدريكو غاسمان إلى جانب منظمات إسبانية ناشطة في المجال الفني. وسيعمل المشاركون على مشاريع فنية بمنطقة تيفاريتي بحيث سيتم تنظيم ورشات فنية يشرف عليها المشاركون في المهرجان الأول لآر تيفاريتي لصالح الفنانين الصحراويين.