قدمت أمس الشاعرة و الأديبة أم سهام عمارية بلال المجموعة الكاملة للنادي الأدبي خلال الفترة الممتدة بين 1976 و 1986 لمتحف الذاكرة لجريدة الجمهورية كهدية عربون محبة وحتى يستفيد منها الباحثون في الميدان النقدي و الأدبي . و في هذا الصدد عبرت أم سهام عن سعادتها قائلة :« كان النادي الأدبي تجربة رائدة في الصحافة الأدبية وكان العمل فيه عملا ممتعا متحركا ينبض بالجديد والمفاجآت ويبعث في النفس أنواعا من الدهشة والانبهار مما دفعني إلى التزام ركن خاص بي وهو ركن ... مع المجلات، من 11فبراير 1986 إلى 10 مارس 1987 بدون انقطاع. وقد كانت حقا رحلة من رحلات البحث و التنقيب لا أنساها أبدا وأتمنى أن أجمع مادتها يوما في كتاب ،واستمرت هذه المسيرة الإبداعية و الإعلامية منطلقة في البداية من الجزائر العاصمة قبل أن تنقل إلى وهران وقد كان لي شرف المشاركة في إعدادها لمدة 9 سنوات لأكد ضرورة وأهمية ربط الجسور و المودة مع المبدعين و تجاوز كل قطيعة مصطنعة و مفتعلة ،وبعد أن توقف دام 25 عاما ، عاد النادي من جديد سنة 2013 لتعود الأسماء الرائعة التي زينت مساره .» أم سهام شاعرة وهران و الجزائر بدون منازع ، ظلت وفية مخلصة لينابيع وأنهار الإبداع من خلال ملحق النادي الأدبي لجريدة الجمهورية، والبرنامج الإذاعي المعروف: دنيا الأدب، فهي كاتبة جزائرية، مسكونة بالجرح والورد وهاجس الإبداع حتى النخاع، تحمل بذور حلم التمرد على ترسبات الماضي الراكد،أعطت الكثير للأدب الجزائري كشاعرة، وقاصة و ناقدة، و كرائدة من رواد الصحافة الأدبية ، لها عدّة إصدارات أدبية نذكر منها:الرصيف البيروتي،جولة مع القصيدة، أميرة الحب، شظايا النقد و الأدب، أبجدية نوفمبر ، فتح الزهور،من يوميات أم علي و غيرها من الإصدارات ، كما لها إسهاماتها العديدة في مجال الترجمة الأدبية، حيث ترجمت مجموعة الشاعرة إنصاف عماري عثمان، بعنوان «سمراء النيل» من العربية إلى الفرنسية، وكذلك مساهمتها إلى جانب الأستاذ حسين ديب في ترجمة كتاب»مفدي زكريا شاعر مجد ثورة» لمؤلفه بلقاسم بن عبد الله. يقول عنها عميد الأدباء والمؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القسم سعد الله: « تكتب أم سهام القصيدة النثرية بأسلوب التداعي والرمز والتحليق والتوهج، لتجعلك تحس أنك في أرجوحة معلقة بين السماء والأرض، ثم تهبط بك إلى عالم الأوجاع والذكريات الحالكة والحصار الوحشي الذي لا يرحم..» .