انتخبت مارتين اوبري أمس على رأس الحزب الاشتراكي الفرنسي بفارق 42 نقطة أمام منافستها سيغولين روايال مرشحة الرئاسة الفرنسية السابقة. وبدلا من أن تؤدي عملية الانتخاب إلى إعادة الحزب إلى الواجهة السياسية في فرنسا فإن الانتخابات أدخلت ثاني أكبر التشكيلات السياسية في هذا البلد في قلب دوامة أزمة جديدة وجعلته يغرق في سياق حرب نفسية ضمن سيناريو كارثي بين جناحين متناحرين. وقد استغل حزب الأغلبية الاتحاد من أجل الحركة الشعبية وضعية الوهن التي آل إليها الحزب الاشتراكي مطمئنا على الانتخابات الرئاسية سنة 2012. وتبلغ مارتين أوبري البالغة من العمر 58 عاما وابنة الوزير الأول الفرنسي جاك دولور وشغلت منصب وزيرة سابقة ومهندسة قانون تحديد ساعات العمل بخمس وثلاثين ساعة أسبوعيا والمدافعة عن فكرة دفع الحزب الاشتراكي باتجاه الأفكار اليسارية. واحتج أنصار مرشحة الرئاسة الفرنسية لسنة 2007 على هذه النتيجة وأكدوا على فوز مرشحتهم سيغولين روايال وهو ما زاد في تعميق الشرخ داخل الحزب الاشتراكي الذي ما انفك يفقد مكانته السياسية في ساحة استحوذ عليها اليمين الفرنسي. وبمظهر رجل المطافئ لاحتواء نار الفتنة السياسية بين جناحي حزبه الآيل إلى الذوبان خرج أمينه العام فرانسوا هولاند عن صمته ودعا إلى عقد اجتماع لأعضاء المجلس الوطني للحزب منتصف الأسبوع لتأكيد نتيجة الانتخابات ووضع حد لهذا الجدل العقيم ما دامت كل سبل الطعن مفتوحة أمام الجميع.