أصدر الدكتور والصحفي، بوجمعة رضوان، الأسبوع الماضي، كتابه الأول الذي يحمل عنوان "الصحفي والمراسل الصحفي في الجزائر" عن دار "تاكسيج كوم" بالعاصمة، والكتاب عبارة عن دراستين، الأولى تحدد الخطابات والمواثيق الرسمية التي تخص الممارسة الصحفية في الجزائر من العام 1962 إلى العام 2005، والثانية هي دراسة سوسيو مهنية للصحفيين المحليين أو المراسلين الذين يمارسون الصحافة عبر ولايات الوطن. ويبيّن الأستاذ المحاضر في جامعة الجزائر بكلية العلوم السياسية والإعلام، أنّ الانشغال الأوّل للدراسة الأولى يتمثّل في معرفة طبيعة تعريف الخطاب الرسمي لعمل الصحافة وكيفية تطوّر مفهوم الصحفي في المواثيق والخطابات منذ 1962 إلى 2005، ويقسّم الباحث هذه الفترة إلى خمس مراحل تطوّر فيها مفهوم الصحفي حسب التغيّرات السياسية ورؤية السلطة للصحفي وانعكاس الخطاب الرسمي عليها، وهذا الانعكاس امتد أيضا إلى المراسل الصحفي الذي اهتمت به الدراسة الثانية التي شملت سبع ولايات، وقد تعرّضت إلى ظروف عمل المراسلين والمشاكل التي يلقونها في الميدان. ويقول الدكتور الأستاذ المحاضر في جامعة الجزائر زهير احدادن، الذي قدّم للكتاب، أنّ "الدكتور بوجمعة رضوان حاول في الدراسة الأولى أن يعطينا الصورة التي تعطيها السلطة للصحافي وتطوّر هذه الصورة، وهو يلخّصها هكذا من مفهوم الموظّف إلى مفهوم المناضل إلى مفهوم الملتزم فمفهوم المهني إلى غاية المكافح فعون الدولة.. وهي علاقة تتطور وتتغيّر مع الوضع السياسي ونوع النظام السياسي ولعلّها بدأت تتغيّر نوعا ما في الصحافة المكتوبة". ويصف الدكتور احدادن الدراسة الثانية بالهامة كون موضوع المراسلين قلما يعنى به الباحثون، ويصل الأستاذ رضوان بوجمعة في دراسته التي تمت خلال عامين، إلى عدة نتائج وحقائق، منها مثلا أنّ "المراسل داخل الوطن قليلا ما يكون امرأة، وكثير ما يكون شابا في مستهل العمر، وأغلبهم ليس لهم مستوى دراسي عال وأكثرهم لا يحترفون المهنة". ويوضّح الدكتور احدادن أنّ "الربط بين الدراسة الأولى والثانية يكمن في ظاهرة الصحافة في الجزائرانطلاقا من عدة أسئلة، أهمها: من أي شيء تتكوّن الصحافة؟ وما هي علاقتها بالسلطة؟ وما هو تطوّرها؟، وهذه الأسئلة مهمة جدا للقارئ اليوم في الجزائر الذي أصبح لا يقرأ إلاّ الصحافة، فلا بدّ أن يعرف ماهية هذه الصحافة ومدى مصداقيتها، وما من شك أنّ هذا الكتاب يعيننا كثيرا في فهم هذه الظاهرة".