علاقة الصحافة بالسلطة، هي الهم الرئيسي للكاتب الدكتور بوجمعة رضوان الذي ترجمه في إصداره الجديد ''الصحفي والمراسل الصحفي في الجزائر''، الصادر عن مؤسسة ''طاكسيج'' كوم للدراسات والنشر والتوزيع، الذي لم يخف فيه قلقه من تغير الوضع السياسي بالجزائر من فترة ما بعد الاستعمار إلى يومنا هذا وعلاقة هذا الوضع في تحديد الحريات الصحفية. ويلخص ذلك بقوله إن مهام الصحفي تنحصر من الموظف إلى المناضل إلى الملتزم فالمهني فالمكافح، فعون الدولة. يرى رضوان أن الصحفي في الجزائر فشل في أداء رسالته وانه عاجز عن التنظيم ومن ثم فهو غير قادر على تغيير الوضع. قسم صاحب المؤلف دراسته إلى قسمين حيث خصص القسم الاول منها للإجابة عن مجموعة التساؤلات التي تصب في نطاق معرفة اتجاهات المواثيق والقوانين والخطابات الرسمية في الجزائر فيما يتعلق بتحديد دور الصحفي ومستويات عمل الصحافة ونبه إلى فشل الأسرة الصحفية في تنظيم نفسها بسبب ما أسماه بالغياب التنظيمي للمهنة على أساس ان رأي السياسيين اهم بكثير من رأي المهنيين في تسيير القطاع، الأمر الذي ادى حسبه إلى تضييق الخناق على مجال العمل المهني امام هاجس النضال والتجنيد. وفي توضيحه لعلاقة الصحافة بالسلطة توقف بوجمعة عند بعض الحقائق التي لا يمكن نكرانها من أن للقلم حد كالسيف قد يقتل في صمت وقد يحيي من العدم، وأن للقلم الصحفي سلطة وقضاء أحياناً يكون أكثر تأثيراً من حد السيف. وينتقل الكاتب في القسم الثاني من الدراسة وعنوانه ''المراسلون المحليون في الصحافة المكتوبة'' إلى وصف الصحفي الخفي الموجود داخل الوطن وفي المدن الكبرى والذي يبحث عن الأخبار المحلية، أخبار تحتل حسب ما اكده زهير احدادن في مقدمة هذا الكتاب مكانة هامة في الصحافة الوطنية والتي لاقت تهميشا واضحا على حساب الأخبار التي تجري في العاصمة، وصف ذاك الصحفي بالمناضل. كما ركز بوجمعة في هذا القسم على الدراسة الميدانية والتي شملت مراسلي الصحف العمومية والخاصة في سبع ولايات، مسلطا من خلالها الضوء على الضغوط الاجتماعية والادارية والأمنية التي يتعرض لها المراسل الصحفي، والتي عرقلت مهامهم بشكل كبير، محملا بذلك المؤسسات الاعلامية مسؤولية تدهور هذا الوضع. وبلغة الارقام أوضح صاحب الدراسة ان اكثر من 85٪ من هؤلاء المراسلين يتقاضون اقل من الأجر الوطني الأدنى وأن اكثر من 75٪ منهم لا يستفيدون من اية حماية اجتماعية وأكثر من 06٪ يعترفون بممارسة الرقابة الذاتية على كتاباتهم. ويسعى رضوان بوجمعة من خلال كتابه هذا إلى التأكيد على اهمية التأسيس لحرية الصحافة والمراسل الصحفي.