تحدثنا آسيا بلباشير قادري، رئيسة جمعية حماية الطفولة "الابتسامة" في هذا اللقاء، عن المجهودات التي تبذلها الجمعية في سبيل الحفاظ على كل ما هو موروث تقليدي يحفظ الهوية الوطنية بتلقينه للأطفال. التقتها "المساء" مؤخّرا على هامش إحيائها احتفالية رأس السنة الأمازيغية بقصر الرياس بالعاصمة، فكان هذا الحوار. ❊ كيف جاءت فكرة تأسيس جميعة تربط بين الطفولة والموروث التقليدي؟ ❊❊— يعود تأسيس الجمعية إلى سنة 2002. وفي الحقيقة التفكير في التأسيس كان وليد ظروف معيّنة، بحكم أني كنت أنشط في المخيمات الصيفية، وكثيرا ما كنت ألاحظ أن بعض الأطفال رغم أنهم يعيشون أجواء التخييم ويحصلون على الترفيه المطلوب، غير أنهم لا يشعرون بالسعادة بالنظر إلى حالتهم النفسية الصعبة الناجمة عن بعض المشاكل، الأمر الذي دفعني إلى التفكير في هذه الجمعية التي اخترت لها اسم "الابتسامة"؛ حيث أحاول نشر البسمة على شفاه كل الأطفال من خلال برامج اخترت أن يكون طابعها مستمدا من تراثنا؛ كإحياء كل المناسبات ذات البعد التاريخي أو التي تعكس موروثا ثقافيا معيّنا. ❊ فيم تتمثل أهم نشاطاتكم الموجّهة للأطفال؟ ❊❊— أخذت الجمعية على عاتقها مهمة الجمع بين الحفاظ على الموروث التقليدي وترفيه الأطفال، حيث نسطّر خرجات إلى المتاحف، ونعدّ برامج ترفيهية تثقيفية لإسعاد الأطفال بالمستشفيات ومساعدة المتمدرسين؛ من خلال إشراكهم في مسابقات فكرية، وتنظيم خرجات سياحية إلى المناطق الأثرية بمختلف ربوع الوطن. ❊ما سرّ اهتمام جمعيتكم بكل ما هو موروث؟ ❊❊— ارتأيت من خلال البرامج التي نعدها، أن لا تحصر في الترفيه والتسلية فحسب، وإنما قررت أن أربط الأطفال بكل ما يعكس أصالتهم، فمثلا عند الخروج في زيارة إلى بعض المتاحف، نستهدف ربطهم بتاريخهم الذي يعكس هويتهم، ليكبروا على حب الوطن. وعلى العموم هدفنا الأول والأخير التأسيس لأطفال يعرفون تاريخهم، ويعتزون بهويتهم، وهذا ما قمنا به مؤخرا من خلال إحياء احتفالية دخول السنة الأمازيغية، حيث وجهنا دعوة إلى بعض التلاميذ للمشاركة في الاحتفالية الخاصة بالبعد التاريخي لها. كما قمنا بالمناسبة بتنظيم معرض حول الطبخ التقليدي، وكل هذا يحمل رسالة واضحة، هدفها حمل هؤلاء الأطفال على معرفة تاريخهم والاعتزاز به. ❊ فيم تتمثل الآفاق المستقبلية لجمعية "الابتسامة"؟ ❊❊— قبل الحديث عن الآفاق المستقبلية أشير إلى أن سنة 2017 لم تكن في المستوى المطلوب بالنظر إلى جملة من العراقيل الإدراية، التي حالت دون تمكين الجمعية من الحصول على الدعم المالي الكافي لمباشرة كل نشاطاتها التي كانت قليلة. ومع حلول السنة الجديدة نتطلع بعد تسوية الإشكال المادي، إلى تحقيق عدة مشاريع متنوعة، تصب كلها في مجال تقديم خدمة تثقيفية وترفيهية للأطفال. ومن بين المشاريع أذكر التفكير في تنظيم مخيّم صيفي خاص بالطفولة المسعفة المتواجدة بالجنوب الجزائري، وتسطير برنامج يدخل في إطار التبادل الثقافي بين أطفال تيميمون والعاصمة. كما يجري التفكير في فتح مركز جديد لفائدة الجمعية بالنظر إلى ضيق مقر الجمعية الموجود حاليا ببلدية بولوغين. وبالمناسبة نقترح على الجهات المعنية أن تمنح للجمعيات الفاعلة مقرات على مستوى الأحياء السكنية الجديدة، لتقديم خدمات متنوعة لأبنائها، تكون بمثابة الفضاء الترفيهي الذي يحمي الأطفال من مختلف الأخطار. ❊ كلمة أخيرة ❊❊— جمعية "الابتسامة" وُجدت لخدمة الأطفال، لذا نطلب من مديريات التربية أن تفتح لنا الأبواب ليتسنى لنا عرض خدماتنا لفائدة هذه الشريحة، فجمعيتنا مستعدة للإشراف على كل المناسبات التي تصب في خدمة الطفل في جانبها الترفيهي أو التثقيفي والتعليمي. ❊رشيدة بلال