مع انتهاء الموسم الدراسي يبدأ البحث عن مرافق خاصة لتسلية الأطفال، الأمر الذي يؤرق الأولياء لاسيما وأن اللعب بالنسبة للطفل أكثر من ضرورة. وما يزيد الطين بلة أن معظم بلديات العاصمة لا تؤمن لهذه الفئة مرافق خاصة للعب، ذلك هو الانشغال الذي طرحه السيد حمود كبور رئيس جمعية نادي الأطفال في دردشته مع ''المساء'' على هامش الحفل الذي أقامته جمعيته للاحتفال بعيد الطفولة مؤخرا. يرجع رئيس ''جمعية نادي الأطفال'' الدافع الأساسي لتأسيس جمعية تعنى بانشغالات الأطفال إلى الفراغ الذي تعاني منه الساحة الاجتماعية في ما يتعلق بالتكفل بالأطفال يقول ''بحكم أني كنت مربيا في سلك التعليم فان لدي اطلاعا واسعا حول ما يستهوي الأطفال، وما الأمور التي يحبها ويرغب في القيام بها. وبعد أن توقفت عن ممارسة هذه المهنة النبيلة قررت أن لا اقطع علاقتي بالأطفال ففكرت في إنشاء جمعية تجيب عن انشغالاتهم وتكون بمثابة فضاء يجد فيه هذا الأخير كل ما يحتاج إليه سواء من الجانب العلمي أو الثقافي أو الترفيهي''. ويضيف المتحدث في ذات السياق قائلا ''رغبتي في جعل الطفل يعيش راضيا عن طفولته جعلتني رفقة الأعضاء المؤسسين للجمعية وهم في مجملهم من سلك التعليم نفكر في برمجة العديد من النشاطات التي تبهج وتسعد الأطفال، كالقيام برحلات ترفيهية والقيام بالمخيمات الصفية، إلى جانب الحملات التحسيسية. دون أن ننسى الاحتفال بجميع المناسبات الوطنية والدينية من خلال إقامة الحفلات ومعارض للصور تضم مشاركات الأطفال. ارتباط حمود كبور بالأطفال وخبرته الطويلة في التعامل معهم جعلته يفكر مليا في الطريقة التي تمكنه من إسعاد اكبر عدد منهم، خاصة بعد النتيجة التي خرج بها من الاحتفال الذي أقامه مؤخرا ببلدية بوزريعة إحياء لعيد الطفولة حيث اندهش للعدد الكبير من الأطفال الذين توافدوا رفقة ذويهم على مقر البلدية للاطلاع والمشاركة في النشاطات التي تم برمجتها على مدار أربعة أيام، والتي تلخصت في ركن المهرج وورشات للرسم والأناشيد ومسابقات بين المؤسسات . بعدها قرر أن يقدم طلبا إلى مصالح بلدية بوزريعة لمنحه قطعة ارض يحولها إلى فضاء خاص للأطفال في ظل افتقار هذه البلدية إلى مرافق ترفيهية. ''لم أكن أتوقع أن يفوق عدد الأطفال الذين توافدوا على مقر البلدية لمشاركتنا الاحتفال عن 1500 طفل، وما حز في نفسي أن مقر البلدية لم يكن يستوعب ذلك الكم الكبير الأمر الذي حرم فئة معتبرة من الأطفال متعة اللهو. من اجل هذا طرحت على نفسي السؤال : هل يعقل أن يظل الأطفال محرومين من ابسط شيء في الحياة وهو اللهو والترفيه ونحن نعرف أن أحسن مرحلة في حياة الطفل هي مرحلة الطفولة .لذا ينبغي أن يعيشها كما يجب؟ لأجل هذا قررت أن اطلب من مصالح البلدية منحي قطعة ارض أقوم بتجهيزها وتكييفها بإمكانياتنا الخاصة وفق احتياجات الأطفال حتى يكون لديهم مكان خاص بهم يلعبون ويمرحون فيه تحت إشراف الجمعية وتحت حمايتنا، يقول رئيس الجمعة. معتبرا أن الوقت حان لتغيير واقع الطفل الجزائري والتفكير في الاستثمار فيه ويرى أن الدول الغربية قد سبقتنا في هذا المجال لأنها فهمت واقع أطفالها جيدا فأحسنت الاستثمار فيه ويقول ''لم يفت الأوان بعد وشعارنا'' طفل اليوم رجل الغد ''لذا قمنا كجمعية في بتكثيف النشاطات التي تحد من الفراغ الذي نعيشه في مجتمعنا فيما يخص قلة المرافق الترفية للطفل، وعملنا على برمجة العديد من النشاطات على مدار السنة حتى نشعر الطفل أنه حاضر دوما بيننا وان كل ما يخصه يعنينا لأجل هذا قررنا إصدار أول مجلة جزائرية موجهة حصريا للطفل تحمل عنوان ''الأنيس'' حتى تكون أفضل رفيقة للطفل . من أهم المبادئ التي يسعى حمود كبور على غرسها في الأطفال المستفيدين من نشاط الجمعية هي التحلي بالأخلاق الحميدة كمبدأ أساسي في وقت باتت فيه الأخلاق الحميدة عملة نادرة. إلى جانب السعي إلى اكتشاف المواهب وتوجيهها وتشجيع التنافس والتعاون والبحث في سبل إقامة علاقات تعاون بين الجمعيات ذات الاهتمام المشترك. اغتنم رئيس جمعية نادي الأطفال اختتام الاحتفالية الموجهة للأطفال بمناسبة عيدهم ووجه بالمناسبة كلمة خاصة إلى كل من الأولياء، والمعلمين، والسلطات المحلية الذين كانوا حاضرين رفقة الأطفال حيث قال ''أوصي الأولياء خيرا بأبنائهم، وأدعوهم إلى التحلي بروح المسؤولية لاسيما وأن فئة كبيرة منهم تخلت عن وضيفتها التربوية .س بينما دعا المعلمين والمشرفين على تربية الأطفال إلى إحسان توجيههم وتعليمهم لأنهم أمانة بين أيديهم، في حين دعا المسؤولين لتقديم يد العون للجمعيات الفاعلة لتتمكن من إسعاد الأطفال والإسهام في بناء رجل الغد.