يتابع الأمريكيون اليوم وسط حالة من الترقب أطوار جلسة مجلس الشيوخ لمعرفة النتيجة التي ستؤول إليها عملية تصويت نواب الغرفة الثانية على مشروع الميزانية الفيدرالية للعام الجاري بعد عملية أولى مساء الجمعة الماضي، أدت نتيجتها "السلبية" إلى شل عمل كل المصالح الفيدرالية باستثناء قوات الجيش. وفشلت إدارة الرئيس دونالد ترامب في تمرير مشروع قانون المالية للعام الجاري بعد أن رفض نواب الحزب الديمقراطي المصادقة عليه رغم المفاوضات المضنية التي بذلها الجمهوريون في محاولة لإقناع نظرائهم بتمرير هذا القانون وإنهاء حالة لم تعرفها الولاياتالمتحدة منذ سنة 2013. وأكد نواب الحزب الديمقراطي من خلال رفضهم المصادقة على مشروع قانون الميزانية الجديد أنهم قادرون على قول كلمتهم وأنهم قوة سياسية يجب أن يحسب لها حساب ضمن موقف حمل دلالة سياسية قوية خاصة أنه جاء مع الذكرى الأولى لتولي الرئيس ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض. وهو الإحساس الذي انتاب الرئيس ترامب وقال بكثير من الحسرة "إن الديمقراطيين قدموا لي هدية جميلة بمناسبة تربعي على كرسي البيت الأبيض". وحرم هذا الانسداد الرئيس الأمريكي من متعة الاحتفال بالذكرى الأولى لفوزه، بعد أن اضطر إلى إلغاء زيارة إلى منتجع "مار الا غو" بولاية فلوريدا، حيث كان من المنتظر أن يحيي حفلا صاخبا هناك مع عائلته وأقرب مساعديه وبقي بالعاصمة واشنطن يترقب هو الآخر نتيجة جلسة التصويت اليوم في مقر الكونغرس. وترك نواب الحزب الديمقراطي الجميع في حالة انتظار، وهي وضعية قد تتواصل على اعتبار أن لاشيء تغير منذ الإعلان عن نتيجة تصويت الجلسة الأولى وأن الانسداد قد يتواصل ومعه الشلل في الهيئات الحكومية. وهو احتمال وارد، رغم أن ميتش ماك كونيل رئيس الأغلبية الجمهوري في مجلس الشيوخ دعا إلى عقد جلسة تصويت جديدة اليوم بقناعة أنه متأكد بأنه سيفوز في عملية التصويت بعد فشل عملية التصويت الأولى والتي أدت إلى إغلاق الهيئات الفيدرالية إلى حين المصادقة على الميزانية الجديدة. ويأمل الجمهوريون في تحقيق الأغلبية خلال عملية تصويت اليوم بالحصول على تأييد 60 نائبا ولكنه رقم يستدعي إقناع نواب عن الحزب الديمقراطي لتأييد مشروع قانون الميزانية الجديد لتحقيق الأغلبية المطلوبة. ودخل الرئيس ترامب سباقا ضد الساعة منذ مساء الجمعة، حيث ألقى كل ثقله المعنوي في محاولة لكسب تأييد بعض النواب الديمقراطيين ضمن مفاوضات عسيرة على أمل تمرير مشروع قانون إدارته. واتهم البيت الأبيض، الديمقراطيين بوضع الأمريكيين "رهائن أمام مطالبهم غير المسؤولة" بعد فشل المفاوضات، في إشارة إلى إرغام مليون موظف في الإدارات الاتحادية على البقاء في بيوتهم لمدة غير محددة من دون رواتب إلى غاية تمرير القانون. واشترط نواب الحزب الديمقراطي مقابل التصويت على الميزانية إدخال تعديلات جوهرية على قانون الهجرة الذي يريد الرئيس الأمريكي فرضه من أجل غلق الولاياتالمتحدة أمام المهاجرين الجدد وطرد المهاجرين المقيمين بطريقة غير شرعية في الولاياتالمتحدة، وهو ما رفضه الجمهوريون وقالوا إن هذه المساومة لن تمر. وحمّّل بول ريان رئيس كتلة الجمهوريين في مجلس النواب أمس، الديمقراطيين المسؤولية في هذا الانسداد وقال إن ذلك "ينم عن جنون غير مفهوم". وجاءت الانتكاسة السياسية للرئيس دونالد ترامب مع تنظيم ثاني أضخم مسيرات شاركت فيها مئات آلاف النساء الأمريكيات في كل من العاصمة واشنطن ونيويورك وشيكاغو في الذكرى الأولى لتولي الرئيس ترامب مقاليد السلطة رفعن خلالها شعارات رافضة له ولسياسته. ويتوقع متتبعون لمثل هذا الطارئ أن الأمور ستتعقد بالنسبة للرئيس الأمريكي في حال لم يتم التوصل إلى تسوية لمثل هذه الأزمة مع بداية الأسبوع في الولاياتالمتحدة، خاصة أنها ستضع مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين في بطالة تقنية.