عرفت عدة ولايات من الوطن، خلال الساعات الأخيرة تهاطل كميات معتبرة من الأمطار والثلوج التي تسببت في غلق عدة محاور من الطرق الوطنية والولائية، ما استدعى تدخل مصالح الأشغال العمومية والحماية المدنية وكذا الأمن والدرك الوطنيين لإعادة فتحها وتمكين المواطن من التنقل، فيما استبشر الفلاحون خيرا من كميات الثلوج المتساقطة والتي امتزجت ببعض الولايات الجنوبية برمال الصحراء واكتست مناطقها حلة بيضاء. شهدت ولاية الجلفة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء تساقطا كثيفا للثلوج جعل المنطقة وخاصة مرتفعاتها تكتسي حلة بيضاء أثلجت صدور الفلاحين وأدخلت الفرحة في نفوس الأطفال. وجندت مصالح الحماية المدنية بالولاية كل الوسائل المادية والبشرية من أجل الإستعداد لأي تدخل كان، في وقت لم تسجل فيه مصالح الأمن والدرك الوطنيين أي انقطاع في حركة المرور، باستثناء صعوبات في بعض المسالك كما هو الحال بمرتفع منطقة «عليليقة» على مستوى الطريق الرابط بين بلديتي الجلفة والمجبارة، وكذا بالجهة الغربية للولاية على محور الطريق الرابط بين بلدية بن يعقوب والطريق الوطني رقم 46 وكذا الطريق الوطني رقم واحد بالمنطقة المسماة «بوظهير» ببلدية عين معبد، إلى جانب الطريق الرابط بين بلدية الدويس والطريق الوطني رقم 1ب. وتم من خلال أثير الإذاعة المحلية تقديم سبل التحسيس والتوعوية حتى يتوخى السائقون الحيطة والحذر وذلك لتفادي الانزلاقات والحوادث في مثل هذه الحالات الخاصة بتقلبات الطقس. وتسبب الإضطراب الجوي الذي شهدته ولاية النعامة ظهيرة أول أمس، الاثنين، واستمر إلى الساعات الأولى من صباح أمس، الثلاثاء في انخفاض كبير في درجات الحرارة التي قاربت 6 درجات مئوية تحت الصفر، ما أدى إلى تساقطات ثلجية وتشكل طبقات الجليد التي غطت عدة جهات من الولاية، بما في ذلك بعض المناطق الصحراوية بجنوبها في الحدود الإدارية مع ولاية بشار. وسجل ببلدية عين الصفراء بجنوب ولاية النعامة تساقطا لكميات خفيفة من الثلوج كست ولبضع دقائق أجزاء متفرقة من رمال منطقة التوسع السياحي سيدي بوجمعة، فيما غطت الثلوج قمم جبال عيسى ومكثر ومرغاد قبل أن تبدأ بالذوبان في مشاهد نادرة بصحراء الولاية. كما تسبب التساقط الكثيف للثلوج طيلة ليلة أول أمس، الاثنين على ولاية البيض في غلق عدد من المحاور بالطرق الوطنية، ما استدعى تدخل كل من مصالح مديرية الأشغال العمومية والحماية المدنية وكذا مصالح الأمن والدرك الوطنيين. وتدخلت مصالح مديرية الأشغال العمومية لفتح عدد من الطرق الوطنية والبلدية قصد تسهيل حركة السير بها، مستعينة بعدد كبير من الجرافات وكاسحات الثلوج، حيث تجاوز سمك هذه الثلوج العشر سنتيمترات. وتم إحصاء ليلة أمس، 8 حوادث مرور عبر تراب الولاية تسببت فيها الثلوج، منها انقلاب شاحنتين واصطدام بين حافلة وشاحنة وكذا انحراف 5 سيارات عن مسارها، خلفت في مجملها ثلاثة جرحى بإصابات خفيفة تم نقلهم نحو المؤسسات الطبية القريبة من مكان الحادث لتلقي الإسعافات الضرورية. كما قام أعوان الحماية المدنية بإجلاء عدد من الأشخاص من دون مأوى وتحويلهم نحو دور العجزة بالولاية في ظل برودة الطقس التي تعرفها الولاية. وبولاية تيارت، تسببت الثلوج المتساقطة في انسداد عدد من المحاور والطرقات الوطنية، خاصة على مستوى الطريق الوطني رقم 23 بمناطق قرطوفة والسوقر وعين الذهب والطريق الوطني رقم 14 باتجاه ولاية تيسمسيلت بمنطقة تاسلمت والطريق الولائي رقم 2 بين بلديتي سيدي بختي وفرندة، مع الإشارة إلى أن تدخل السلطات المعنية مكن من فتح معظم هذه المحاور وإعادة حركة المرور من جديد. وسجلت مصالح الحماية المدنية حادثي مرور بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث تسبب انقلاب سيارة على مستوى الطريق الوطني رقم 23 بالسوقر، في إصابة 3 أشخاص بجروح متفاوتة، فيما انقلبت سيارة أخرى على مستوى الطريق الاجتنابي لمدينة تيارت من دون تسجيل ضحايا. من جهتها، عرفت ولاية تيزي وزو انقطاعا في حركة المرور بالعديد من البلديات، عقب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مناطق الوطن خلال الأيام الأخيرة، كما شهدت ولاية البويرة انقطاع في عدة محاور للطرق الوطنية والولائية بسبب الثلوج. وتتواصل عمليات إزالة أكوام الثلوج عبر مختلف هذه المحاور لتسهيل حركة التنقل خاصة عبر الطرق الوطنية رقم 30 ، 33 و15 بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، حيث شلت حركة السير على مستوى الطريق الوطني رقم 15 الذي يربط بين بلدية أغبالو وبلدية عين الحمام بولاية تيزي وزو على مستوى فج تيروردة، بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 30 الذي يربط بين سحاريج وتيزي وزو وبالضبط على مستوى الطريق الرابط بين مزارير وبني حماد، إلى جانب شل حركة السير على مستوى الطريق الوطني رقم 33 الذي يربط بين تكجدة وواسيف بتيزي وزو على مستوى المسلك الرابط بين النقطة الكيلومترية رقم 25، وكذا الطريق الوطني رقم 8 ورقم 8 ب بسور الغزلان والطريق الوطني رقم 25 والولائيين رقم 24 و 12 بجنوب الولاية. وأكدت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني تواجد عناصرها المتواصل رفقة المصالح المعنية بهذه الطرق لتسهيل حركة السير عبرها، حيث يشرف على العملية أزيد من 250 دركيا، فيما يتم استعمال كاسحات الثلوج بأعالي تكجدة المعروفة بارتفاعها. 60 آلية و200 طن من الملح لمواجهة الوضع بسطيف من جهتها، أكدت مديرية الأشغال العمومية لولاية سطيف جاهزيتها التامة لمواجهة عواقب الاضطرابات الجوية التي تشهدها الولاية في الساعات الأخيرة، حيث سخرت جميع الإمكانيات المادية والبشرية لهذا الغرض، منها أزيد من 60 آلية و200 طنا من مادة الملح الاصطناعي المستعمل في الطرق لإذابة الثلوج، في ظل توقع مصالح الأرصاد الجوية لقدوم منخفض جوي مصحوب بتساقط كميات معتبرة من الثلوج على المرتفعات التي يزيد علوها على 800 متر. وتتواجد مختلف مصالح مديرية الأشغال العمومية بالولاية في حالة تأهب واستعداد تام لمواجهة أي طارئ من شأنه الانعكاس سلبا على يوميات المواطنين، خصوصا عبر المناطق النائية والمناطق الشمالية المعروفة بصعوبة تضاريسها، بالإضافة إلى شبكة الطرق المتواجدة عبر إقليم تراب الولاية. وأوضح السيد الطاهر ودان، مدير الأشغال العمومية، أن جميع دور الصيانة ال10 المتواجدة عبر مختلف مناطق الولاية، تعمل على مدار 24 ساعة من دون انقطاع، حيث تم تجنيد أزيد من 600 عامل. من جهتها، مصالح مديرية توزيع الكهرباء والغاز للشرق الجزائري، اتخذت جملة من الترتيبات تحسبا لهذا المنخفض الجوي، حيث جندت جميع أطقمها التقنية للتدخل في أسرع وقت، خصوصا في مجال الانقطاعات الكهربائية التي غالبا ما تشكل هاجسا بالنسبة للمواطنين الذين يعتمدون عليها للتدفئة. بتلمسان و سيدي بلعباس: الجيش يتدخل لفك العزلة عن المواطنين في إطار عمليات التدخل التي تُنفذها وحدات الجيش الوطني الشعبي عبر مختلف مناطق الوطن لفك العزلة وتقديم المساعدات للمواطنين المتضررين بفعل موجة البرد الأخيرة والتساقط الكثيف للثلوج، قامت أمس، مفارز من الجيش الوطني الشعبي بالتدخل في عدة مناطق من البلاد على غرار سيدي بلعباس وتلمسان لفتح الطرقات والمسالك المقطوعة وتقديم العون والمساعدة للسكان، حيث تم تسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية من آليات لإعادة فتح الطرقات المغلقة لتسهيل حركة المرور وضمان إيصال المساعدات الطبية للمتضررين والعالقين بفعل الثلوج.