دعما لتواصلهم الدائم مع الفلاحين والموالين وضمان تأمينهم على المخاطر التي تعترض نشاطهم عمد الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي إلى بعث "دار الفلاح" التي اختيرت ولاية خنشلة، لاحتضان مشروعها النموذجي الذي تم تدشينه مؤخرا. تدشين مشروع نموذجي "دار الفلاح" بولاية خنشلة التي تعد من أهم أحواض إنتاج الحليب على المستوى الوطني، في انتظار تعميم هذا الانجاز بولايات غرب البلاد وبالصحراء، جاء من أجل تقريب الفلاح من الصندوق وتنظيم دورات تكوينية وتحسيسية حول أهمية تأمين نفسه وعائلته وكذا منتجاته ووسائل عمله، للتقليص من حدة الأضرار والخسائر التي تسببها له الحوادث والكوارث المحتملة. رافقت "المساء" الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي في خرجته الميدانية لولاية خنشلة بمناسبة افتتاح المركز الجهوي «دار الفلاح" الذي يضم إضافة إلى المكتب الإداري الخاص بالصندوق، مركزا لتكوين الفلاحين ومخبرين للصحة الحيوانية، يتم فيهما أيضا إجراء التحاليل لمنتوج الحليب، فضلا عن عيادة بيطرية ومركز لتخزين الحليب واللوازم ذات الصلة بتربية الواشي. وصادفت زيارتنا لهذا الانجاز الجديد توقيع اتفاقية تعاون بين الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي وتعاونية لتربية المواشي بسطيف للاستفادة من خدمات هذه "الدار" الفلاحون يستحسنون المشروع ويدعون لتعميمه وأكد معظم الفلاحين وأهل القطاع الذين التقتهم "المساء" بالمناسبة بأن مشروع "دار الفلاح" مهم جدا بالنسبة لهم ولمستقبل النشاط الفلاحي عامة، مبرزا أهمية تعميمه ليستفيد منه كل الفلاحين ومربي المواشي عبر الوطن بما يسمح بترقية النشاط، لاسيما أنه يهدف إلى تقريب خدمات التأمين والمرافقة من الفلاح ومربي المواشي وبعث حركية النشاطات الفلاحية بالولاية والولايات المجاورة .وعلى هامش اليوم التقني الذي نظمه الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي "دار الفلاح" لخنشلة، أكد المدير العام للصندوق شريف بن حبيلس، بأن المركز الجهوي "دار الفلاح" الذي يستفيد منه أهل القطاع من ولايات خنشلة وتبسة وباتنة وأم البواقي وسوق أهراس، يعمل على التكفل بانْشغالات والمشاكل التي تواجه الفلاح في مختلف أنشطته الإنتاجية، وكذا تلك المرتبطة بالصحة الحيوانية وكل ما له علاقة بعالم الريف. وأضاف بأن ذلك يتم من خلال عمل تشاركي يدمج فيه مختلف الفاعلين في عالم الفلاحة، على غرار المعاهد التقنية الجهوية ومديريات المصالح الفلاحية والخدمات البيطرية والغرف الفلاحية وجمعيات مربي المواشي ومنتجي الحليب، بالإضافة إلى الإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين والأطباء البياطرة والخبراء في مجالي الفلاحة والتنمية الريفية. وللتعريف بخدمات «دار الفلاح" والمهام المنوطة بها، تم خلال الملتقى الذي انتظم بالمناسبة تقديم شروحات وافية للفلاحين وكذا مداخلات تم خلالها التأكيد على أن المركز يعد قطبا فلاحيا متكاملا هيئ لاستقبال الفلاحين ومربي المواشي ومنتجي الحليب لولاية خنشلة والولايات المجاورة لها، للاستفادة من خدمات متعددة على غرار المساعدة التقنية وتكوين الفلاحين ووضع خطة عمل للوقاية في مجال الصحة الحيوانية وتطوير وتحديث التأمينات الفلاحية. وحول اختيار ولاية خنشلة لاحتضان هذا المركز وإمكانية إنجاز مشاريع مماثلة بولايات أخرى، أكد السيد شريف بن حبيلس، بأن خنشلة تعتبر ولاية إستراتيجية ورقما مهما في القطاع الفلاحي على المستوى الوطني، فضلا عن استفادة الصندوق من تسهيلات من قدم الوالي والتي شجعت على تجسيد أول مشروع في هذه الولاية النموذجية، مشيرا في سياق متصل إلى تحضير الصندوق لفتح دور للفلاح في ولايات أخرى، منها "دار الفلاح" بولاية أدرار، وذلك بحكم التجاوب الذي لقيه الصندوق لدى مسؤولي هذه الولاية التي يرتقب أن تنطلق بها أشغال انجاز هذا المرفق المتخصص قريبا. من جهته ثمّن والي ولاية خنشلة حمو بكوش، المكسب الجديد التي تدعمت به الولاية، معتبرا إياه أداة ميدانية فعّالة لدفع الفلاحة بكل نشاطاتها وفروعها بولاية خنشلة التي تمتاز بطابعها الزراعي والرعوي.