شهد مطار هواري بومدين طيلة شهر نوفمبر كما شهد قبله نزول وفود دبلوماسية أجنبية عديدة اختارت الجزائر وجهة لها ورغبتها كبيرة في تعزيز الشراكة وسبل التعاون مع بلدنا بكل ما يملكه من إمكانيات وفرص لإقامة شراكة حقيقية مع نظرائه على أعلى الأصعدة. وقد أكدت سلسلة الزيارات التي افتتحتها رئيسة الأرجنتين مدى أهمية المكانة التي تحظى بها الجزائر على الصعيد الدولي والدليل القاطع على ذلك الاتفاقيات الهامة التي وقعت في أكثر من مجال أهمها تلك المتعلقة بالطاقة النووية السلمية، كما أكدت العديد من الدول العربية الشقيقة على تعزيز تعاونها مع الجزائر في كافة المجالات، إضافة إلى اللجنة الجزائرية البريطانية المشتركة وزيارة وزير الدولة البريطاني التي توجت بالاتفاق على توقيع اتفاقية بداية العام المقبل لإلغاء الإزدواج الضريبي بين البلدين ونفس الاتفاقية ستوقع قريبا مع هولندا، كما عقدت اللجنة الاقتصادية الجزائرية اليابانية دورتها قبل أسبوع بالجزائر شهدت حضور مائة رجل أعمال ياباني وهم مقتنعون بالفرص المتاحة أمامهم في الجزائر للاستثمار في مجالات غير مجال المحروقات التي تميزت بها العلاقات الجزائرية اليابانية منذ الاستقلال. والحقيقة أن مثل هذه الحركية في علاقات الجزائر مع شركائها في العالم والتي يتوقع المتتبعون أن ديناميكية أكثر في المراحل القادمة هي بمثابة الدليل القاطع على النهج الصحيح للسياسة المنتهجة في الجزائر والعودة القوية للجزائر إلى مسرح العلاقات الدولية ويرجع المتتبعون عودة هذه الثقة لشركاء الجزائر إلى نجاح مسار المصالحة الوطنية التي استعادت بفضلها البلاد الاستقرار السياسي والمالي وجعلتها شريكا أساسيا في المعادلة الدولية، فالجزائر التي تخلصت من ثقل ديونها الخارجية وقطعت حبل التبعية التي لازمتها لسنوات برهنت خلال سنوات قليلة وبفضل الإصلاحات التي انتهجتها أنها شريك لا يمكن الاستغناء عنه، مما يفسر تسابق أكبر المستثمرين في العالم على الظفر بأكبر قدر من الاستثمارات.