شرعت رئيسة الأرجنتين السيدة كريستينا فيرنانديز دو كيرشنر أمس في زيارة دولة للجزائر تدوم يومين بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وكان في استقبال رئيسة الارجنتين على أرضية مطار هواري بومدين الدولي الرئيس بوتفليقة. وتكون للسيدة كيرشنر التي يرافقها وفد هام من الوزراء ورجال الأعمال محادثات مع الرئيس بوتفليقة حول وضعية العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها وكذا المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما يتم خلال هذه الزيارة التي تدوم يومين التوقيع على عدد من الاتفاقات الثنائية الرامية إلى إثراء الإطار القانوني للعلاقات الثنائية بين البلدين بالاضافة الى تنظيم ملتقى اقتصادي وتجاري يشارك فيه حوالي خمسين رجل أعمال أرجنتينيين وأزيد من مائتي مؤسسة جزائرية. ومن شأن هذه الزيارة حسب سفيرة الأرجنتين بالجزائر السيدة ببيانا جونس في ندوة صحفية نظمت السبت - أن تساهم في تعزيز العلاقات الثنائية التي تكثفت بشكل معتبر سنة .2008 كما أعربت السفيرة في نفس السياق عن أملها في أن تمكن زيارة الرئيسة فيرنانديز دو كيرشنر إلى الجزائر في دفع العلاقات الثنائية قدما من المرحلة التجارية إلى مرحلة الشركات المختلطة. وقد بلغ الحجم الإجمالي للمبادلات التجارية بين الجزائر والأرجنتين 874 مليون دولار سنة 2007 مقابل 638 مليون دولار في 2006 حيث بلغت الصادرات الجزائرية نحو الأرجنتين 95 مليون دولار في 2007 بينما سجلت الواردات الجزائرية المشكلة أساسا من المواد الفلاحية قفزة نوعية من 452 مليون دولار في 2005 إلى 622 مليون دولار في 2006 . وفي مجال الطاقة سيما ما يتعلق بالطلب على الغاز إلتزمت شركة سوناطراك بإمداد الشركة الأرجنتينية ڤإينارساڤ في السوق المباشرة بكميات تقدر ب000,140 متر مكعب انطلاقا من جويلية .2008 كما أبدت الجزائر استعدادها لبيع الفوسفات حسب طلب الطرف الأرجنتيني. وبخصوص التعاون الثنائي بشكل عام تم التوقيع على عدة اتفاقات بين البلدين خصوصا في مجال الترقية و الحماية المتبادلة للإستثمارات وكذا في المجال الفضائي فيما تم استكمال مشاريع اتفاقات في قطاعات الصيد البحري والمناجم و المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والإعلام. أما فيما يخص التعاون في المجال النووي الذي يحكمه اتفاق سنة 1985 فقد شهد تطورا معتبرا من خلال إنجاز مشاريع متعلقة بتحيين مفاعل نور بالدرارية ووضع مخبر للأشعة. وعلى الصعيد السياسي تربط الجزائر والأرجنتين علاقات متميزة تشمل العديد من مجالات التعاون كما كانت للبلدين مواقف مشتركة حول عديد القضايا الدولية. وحول قضية الصحراء الغربية صوتت الأرجنتين في سنة 2006 و 2007 لصالح اللائحة ضمن اللجنة الرابعة للأمم المتحدة وخلال تصويت الجمعية العامة. ولقد جرت المشاورات بين البلدين على أعلى مستوى خلال سنة 2005 من خلال لقاء الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة ونيستور كيرشنر خلال قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي عقدت في برازيليا. كما شكلت زيارة وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي إلى بوينس آيرس خلال شهر فيفري من السنة الجارية في إطار انعقاد الندوة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية فرصة سانحة لإنعاش فعلي للعلاقات الثنائية سيما وأن هذه الزيارة تمت قبل شهر من انعقاد الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية الأرجنتينية التي تم خلالها التوقيع على اتفاقي تعاون.