تقرر، ببومرداس، إنشاء لجنة ولائية دائمة لمتابعة الطور الابتدائي، يُعهد إليها الاطلاع على الوضعية العامة للمدارس مع تقديم الاقتراحات بالتنسيق مع مختلف الفاعلين وعلى رأسهم مديرو الابتدائيات، ومتابعة مدى تطبيق أهم القرارات المتخذة مركزيا، والرامية إلى تحسين الوضع العام للمدارس؛ باعتبارها النواة الأولى للتمدرس. جاء ذلك في أعقاب انعقاد الجلسات الأولى للتربية بالولاية أول أمس. جاء إنشاء اللجنة الولائية الدائمة متعددة القطاعات لمتابعة ملف الابتدائيات، كحتمية فرضت نفسها بالنظر إلى كون هذه المدارس مسيَّرة من طرف البلديات، والتي كثيرا ما تكون في مواجهة العديد من الانتقادات، وعلى رأسها التغاضي عن الإسراع في حل المشاكل المتعلقة بالصيانة والتجهيز والإطعام والتدفئة والنقل المدرسي، حسبما استفيد من تدخلات بعض المديرين خلال اللقاء الموسع لتشخيص واقع المدارس الابتدائية، في الوقت الذي انحصر رد «الأميار» عموما، في انعدام الوسائل والأغلفة المالية اللازمة لتغطية الاحتياجات المتزايدة، بينما يظهر عدم التنسيق بين الجهتين نقطة سوداء في تحسين الأداء لغياب أرضية اتصال وتواصل. والي الولاية المشرف على اللقاء، دعا الجميع كل في منزلته، إلى التحلي بالمسؤولية لتحسين الأداء، مؤكدا على ضبط خارطة طريق لتنظيم ورشات دورية برئاسة المفتش العام الموكل إليه مهمة التنسيق مع مديري الابتدائيات ورؤساء الدوائر و»الأميار»، لتدارس النقائص والانشغالات؛ تبعا لاحتياج كل ابتدائية كالهيكلة، الصيانة، التدفئة، المطاعم، الحراسة، اليد العاملة وغيرها، وهذا بالدراسة والتمحيص بتخصيص ورشة عمل لكل ملف على حده «للخروج بحلول واقعية يمكن تطبيقها حسب الأولويات»، يقول المسؤول الأول. من جهة أخرى، خرج اللقاء بتوصية أخرى تعنى بضرورة تخصيص ميزانية موحدة، يوكل لمدير التربية مهمة النظر فيها ومتابعها مع «الأميار»، تبعا لحجم المدرسة وعدد تلاميذها، حيث طرحت إشكالية الميزانية الضعيفة المخصصة من طرف البلديات والتي لا تتعدى 5 آلاف دينار عن كل فوج، إضافة إلى قرار عقد لقاءات بخصوص ملف التضامن المدرسي بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي؛ من خلال لجنة أخرى مكلفة بالتربية تحت إشراف الأمين العام للولاية، للنظر في إمكانية توسيع عملية التضامن المدرسي لتشمل أكبر عدد ممكن من التلاميذ خلال الموسم الدراسي المقبل في الأطوار الثلاثة، بعد النجاح الذي حققته العملية بداية الموسم الجاري، إلى جانب التأكيد على أهمية توفير الموارد البشرية بالابتدائيات بالتنسيق مع مديريات النشاط الاجتماعي والتشغيل. تشخيص وضع الأصبع على الجرح دام التحقيق الخاص بتشخيص واقع الابتدائيات بولاية بومرداس شهرين متتالين، تم خلاله الوقوف على حالة تهيئة وصيانة وتجهيز وتأطير 375 ابتدائية. وتبين أن بومرداس تحصي 129.620 تلميذ، موزعين عبر 3717 قسم، مع تسجيل الاكتظاظ في 25 ابتدائية، ووجود عدد هام من المدارس تعمل وفق نظام الدوامين لنفس السبب. كما تم إحصاء 59 مدرسة في وضعية سيئة من حيث التهيئة والتجهيز، و83 مدرسة تعاني من وضعية انكسار الزجاج والنوافذ والأبواب، و82 مدرسة تحتاج لتصليح الكهرباء. وسُجلت 57 مدرسة بدون سياج، و138 مدرسة لا يوجد بها مراحيض لائقة، و97 مدرسة تعاني من تسرب المياه الصالحة للشرب أو تعاني من عدم تزويدها المنتظم بهذه المادة الحيوية. وتوجد 179 مدرسة غير مربوطة بشبكة الغاز الطبيعي، و186 مدرسة غير مربوطة بشبكة الهاتف والأنترنت، و99 مدرسة تحتاج إلى ترميم الأقسام، بينما تحتاج 98 مدرسة إلى ترميم ساحاتها، إضافة إلى كون أغلب المدارس بحاجة إلى مساحات خضراء وإلى تهيئة طلاء الجدران وتزيينها. كما كشف ذات التقرير أن من بين 244 عملية مسجلة ضمن العمليات الجاري إنجازها في إطار تهيئة وتجهيز المدارس بغلاف مالي يقدر ب 77.8 مليار سنتيم، تم إغلاق أربع عمليات فقط وإنهاء إنجاز 94 عملية، فيما لم تنطلق 106 عمليات، وتوقف 12 عملية، وتسجيل 28 أخرى في طور الإنجاز، علما أن أحد أهم توصيات الجلسات كان التأكيد على إسناد مهمة إنجاز الابتدائيات لمديرة التجهيز العمومية، المطالبة بالإسراع في وتيرة إنجاز المؤسسات الجارية الأشغال بها لاستلام أكبر عدد منها خلال الموسم القادم. رفع التجميد عن 46 مشروعا سجل قطاع التربية، مؤخرا، رفع التجميد عن 46 مشروعا يخص إنجاز مؤسسات تربوية عبر إقليم الولاية. وتخص هذه المشاريع إنجاز 26 مجمعا مدرسيا، 13 متوسطة و3 ثانويات، لاسيما في مناطق الضغط التي تسجل اكتظاظا كبيرا في الأقسام، ومنها بدوائر خميس الخشنة وبودواو وبرج منايل وبومرداس؛ حيث تسجل الولاية تزايدا في تعداد التمدرس السنة تلو الأخرى بحوالي 8 آلاف تلميذ، لاسيما بالجهة الغربية للولاية بفعل توافد سكان من مختلف الولايات للإقامة بها. وتظهر هذه الوضعية عموما في المجمعات السكانية الكبيرة خاصة بدوائر: خميس الخشنة، بومرداس، بودواو، يسّر وبرج منايل، بدون أن يوافقها إنشاء مجمعات مدرسية لاستقبال التلاميذ، حيث يسجل الموسم الدراسي الجاري 139 ابتدائية مكتظة بقوام 40 تلميذا في القسم، و37 متوسطة مكتظة وأربع ثانويات، هي، على التوالي، ثانوية عيسى شكير بأولاد موسى، ثانوية سالم علالم بأولاد هداج، ثانوية علال العيشاوي بحوش المخفي وثانوية عمر كلالشة بخميس الخشنة. كما تسجل الولاية مشاريع مبرمجة للاستلام في الدخول المدرسي القادم 2018 2019، منها مجمعان مدرسيان (د1) بحي 1588 مسكن ببلدية سي مصطفى، وبالمويلحة ببلدية أولاد موسى، ومجمع مدرسي (ج1) بحي 350 سكن ترقوي ببلدية بومرداس، إضافة إلى مجمع مدرسي (ب1) بكل من حي الأمل ببلدية دلس، حي 1588 مسكن ببلدية سي مصطفى، حي الحري ببلدية يسّر، حي 5 جويلية ببلدية سيدي داود وبحي المويلحة ببلدية أولاد موسى. كما يُنتظر استلام متوسطتين بقاعدة 6 و7 بكل من حي 1588 بسي مصطفى وببلدية الثنية، واستلام ثانوية 800 ببلدية تيمزريت، وثانوية 800/200 ببلدية أولاد عيسى مركز. جدير بالذكر أن الجلسات الولائية الأولى للتربية، ستكون متبوعة بإجراء خرجة موضوعاتية للقطاع نهاية مارس الجاري، بغية الوقوف ميدانيا على مدى تطبيق أهم التوصيات، والعمل على حل أمهات المشاكل بالنسبة لأهم الابتدائيات التي رفع التقرير مشاكل متعددة بشأنها. ❊ حنان. س