يدخل المصعد الهوائي بقسنطينة، نهار اليوم الإثنين، مرحلة الصيانة، وفقا للبرنامج الذي سطرته المؤسسة الوطنية للنقل بالمصاعد الهوائية، حيث سيتوقف التليفيريك عن الخدمة لمدة تناهز 16 شهرا، بعد مدة عمل بلغت عشر سنوات كاملة، قدم فيها خدمات لنقل المواطنين بين محطة طاطاش بلقاسم بمحاذاة سوق "العصر" ومحطة الأمير عبد القادر على مسافة 1.5 كلم، على علو يفوق 700 متر فوق وادي الرمال، مرورا بمحطة المستشفى الجامعي "الحكيم ابن باديس". أكد السيد بومدين العربي، نائب المدير العام للمؤسسة الوطنية للنقل بالمصاعد الهوائية، أن توقيف تليفيريك قسنطينة عن العمل بهدف الصيانة جاء كحتمية، تلزمها المعايير الدولية المعمول بها للسلامة والأمن، مضيفا أن وسيلة النقل التي دخلت حيز الخدمة بمدينة الجسور المعلقة منذ سنة 2008، استهلكت المدة المحددة والمقدرة ب30 ألف ساعة من العمل. حسب نفس المتحدث، فإن عملية الصيانة التي من المقرر أن تستغرق 16 شهرا، ستكون شاملة وستمس المصعد الهوائي ومرافقه، حيث من المنتظر إعادة النظام الإلكتروميكانيكي، العربات، الأسلاك، الكهرباء، محركات الجر وغيرها، في خطوة لإعطاء حلة جديدة لهذا المرفق العمومي الذي بات من أهم وسائل النقل بقسنطينة، والذي يعمل لمدة 13 ساعة يوميا، من السادسة صباحا إلى السابعة مساء. أكد السيد بومدين العربي أن عملية الصيانة ستشرف عليها المؤسسة الوطنية للنقل بالمصاعد الهوائية التابعة لمؤسسة "ميترو الجزائر"، بالتنسيق مع شريكها الأجنبي المتمثل في المؤسسة الفرنسية للنقل بالكوابل، مضيفا أن عملية الصيانة السابقة التي أشرفت عليها مؤسسة النقل الحضري بقسنطينة، الجهة المسيرة لهذا المرفق وقتها، والتي انطلقت سنة 2016 ودامت 9 أشهر، لم تكن وفق المعايير الدولية المعمول بها في هذا الشأن. وقد تم إنجاز تليفريك قسنطينة من طرف شركة "غرافانتا" السويسرية و«سابكا" الجزائرية، حيث بدأت أشغاله مع نهاية 2006، وتم تدشينه يوم 16 أفريل 2008 بمناسبة يوم العلم، تخليدا لذكرى وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس، ويضم 33 عربة تتسع الواحدة منها ل15 مقعدا، بطاقة استيعاب تصل إلى أكثر من 1200 راكب في الساعة بالاتجاه الواحد، ويمكن تغطية الرحلة في ظرف 10 دقائق. تتميز عرباته بشكل بيضاوي وتصميم منسجم، ومزودة بنوافذ زجاجية تسمح لمستعمليها بإلقاء نظرة عامة على وادي الرمال وجسور قسنطينة المعلقة. للإشارة، استفادت قسنطينة من مشروع مصعد هوائي ثان سنة 2013، كان من المفروض أن يربط حي بكيرة بساحة كركري وسط المدينة، مرورا بمحطة القطار، ثم من كركري باتجاه حي دقسي عبد السلام، لكن المشروع جمد بسبب الأزمة المالية التي مرت بها البلاد.