أدى اكتشاف خلل تقني في أحد أعمدة التليفيريك بمدينة قسنطينة إلى تعطيل خدمة النقل بالخط الرابط بين محطتي طاطاش بلقاسم بحي الشارع (الروتيار) والأمير عبد القادر (الفوبور) عبر محطة المستشفى الجامعي ابن باديس، على مسافة حوالي 1.5 كلم وعلى علو يصل إلى أكثر من 700 متر عن مستوى وادي الرمال، حسب مصدر مسؤول من مديرية النقل بقسنطينة. ويستمر توقف التليفيريك للشهر الثاني على التوالي، منذ توقفه عن العمل في السابع عشر من شهر سبتمبر الفارط، حيث برر مسؤولو مؤسسة النقل الحضري بقسنطينة التي تسير هذه الوسيلة، هذا التعطل وقتها، بغياب قطع الغيار اللازمة، قبل أن يتم الكشف عن السبب الحقيقي وراء تعطل المصعد الهوائي الذي قامت بإنجازه الشركة السويسرية «غرافنتا»، بالتنسيق مع مؤسسة «سابكا» الجزائرية، تحت إشراف مؤسسة «ميترو الجزائر». وأكد المصدر أن مكتب المراقبة التقنية سيشرف على عملية إعداد دراسة عميقة بشأن العمود الذي ظهر به العيب، وتقدير مدى خطورته وطريقة إصلاح هذا المشكل الذي حرم آلاف القسنطينيين من استقلال المصعد الهوائي الذي دشن يوم 16 أفريل 2008 بمناسبة يوم العلم، ودخل حيز الخدمة شهر جوان من نفس السنة، حيث ساهم في نقل أكثر من 15 مليون راكب مند دخوله حيز الخدمة بمعدل 1200 راكب في الساعة، وفي الاتجاه الواحد عبر 33 عربة بيضوية الشكل تتسع كل واحدة ل 15 راكبا. وستراهن الجهات المسؤولة بقسنطينة على عودة التليفيريك الذي كلف خزينة الدولة حوالي 1.1 مليار دج إلى الخدمة في أسرع وقت، بسبب مساهمته الفعالة في القضاء على جزء من أزمة حركة المرور بين وسط المدينة والجهة الشرقية للمدينة، خاصة أحياء الأمير عبد القادر، الإخوة عباس، ساقية سيدي يوسف، الزيادية وكذا جبل الوحش وسركينة، حيث كان سكان هذه الأحياء يضطرون إلى أخذ طريق دقسي عبد السلام إلى شارع التحرير عبر حي الصنوبر، للوصول إلى وسط المدينة، وهو الطريق الذي يعرف ازدحاما كبيرا بسبب أشغال الجسر العملاق من جهة، ومرور مركبات الوزن الثقيل الخاصة بعدد من الورشات المفتوحة بوسط المدينة من ناحية أخرى، كما أن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015، ستحتم على مسؤولي الولاية وضع هذه الوسيلة حيز الخدمة في أسرع وقت ممكن، قصد السماح لزوار قسنطينة بجولة سياحية عبر مسار المصعد الهوائي الذي يمتاز ببعد جمالي رائع، فعربات المصعد الهوائي نصف المكشوفة والمزودة بجدران زجاجية، تسمح لمستعمليها بإلقاء نظرة واسعة على وادي الرمال الممتد على ضفتي الصخر العتيق بخط موازٍ لجسر سيدي مسيد في بناروما لا توجد إلا بقسنطينة.