هم شهداء كثر، جمعتهم الطائرة الفاجعة، ولكل منهم قصته وحكايته، ولكن القدر جمعهم، يوم الأربعاء المنصرم، على متن الطائرة التي كانت ستنقلهم من القاعدة العسكرية ببوفاريك إلى ولاية تندوف. ولاية برج بوعريريج ودعت ثلاثة شهداء من أبنائها البررة ويتعلق الأمر بكل من خرباشي عبد الحق، زياني محمد الأمين وفحيمة عبد الحق. الشهيد عبد الحق فحيمة بعدما وافق على الخطبة، غادر إلى دار الخلد منذ تلقي خبر سقوط الطائرة يوم الأربعاء المنصرم، لم يعرف منزل شهيد الواجب الوطني عبد الحق فحيمة بقرية الشفا ببلدية خليل الواقعة شرق ولاية برج بوعريريج، سكونا، حيث عج بالمواطنين والأهل والأقارب لمواساة أهل الشهيد عبد الحق. ويروي أخوه ياسين فحيمة الذي هو الآخر تابع لسلك الدرك الوطني، أن عبد الحق، نشر قبل أيام قليلة على صفحته بالفايسبوك قوله تعالى «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»، وكأنه كان على علم أنه يقضي أيامه الأخيرة، مضيفا أن الشهيد عبد الحق البالغ من العمر 28 سنة إلتحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي سنة 2011 وهو بولاية تندوف برتبة رقيب أول، كان في إجازة بمنزله لمدة 15 يوما. وكان شهيدا للواجب الوطني مثل إخوته الذين غادروا الحياة إلى دار الخلد، وكان أهل عبد الحق يلحون عليه في كل مرة بأن يودع حياة العزوبية، ولكنه كان جوابه في كل مرة «إذا كتبت كتبت وإذا ما كتبتش ما كتبهاش ربي»، إلى أن ألحت عليه والدته فوافق هذه المرة على أن تتم الخطوبة في إجازته المقبلة، ولكن القدر كان أسبق في انتظار أن يوارى جثمانه في جنازة عسكرية. الشهيد خرباشي عبد الوهاب قبل خروجه .. سلم بطاقة سحب النقود لوالدته «خذي، اسحبي ما شئت من النقود لست بحاجة إليها» هي كلماته الأخيرة لوالدته قبل خروجه من المنزل، إنه شهيد الواجب الوطني خرباشي عبد الوهاب القاطن ببلدية المهير الواقعة غرب ولاية برج بوعريريج، الذي ترك وراءه والدين وخمسة إخوة. يبلغ عبد الوهاب المدعو نبيل من العمر25 سنة، ومن شدة حبه للجيش الوطني الشعبي إلتحق بصفوفه سنة 2013 برتبة عريف بولاية تندوف، وكان في إجازة بمنزله العائلي، الذي يعيله هو وأخوه الذي يعمل في سلك الدرك الوطني، ويعرف نبيل في وسط حيه بأخلاقه العالية، وكانت لديه أحلام كبيرة وينوي تحقيقها، كحلم أي شاب جزائري، كالزواج والاستقرار والسكن وغيرها من الأحلام. الشهيد زياني محمد الأمين اتصل قبل دقائق من مغادرة الطائرة الفاجعة انتقلت «المساء» إلى بيت الشهيد الثالث زياني محمد الأمين المدعو فاتح، البالغ من العمر 28 سنة، ببلدية بليمور الواقعة غرب ولاية برج بوعريريج. وحسبما أكده السيد عيسى زياني والد الشهيد، فإن ابنه إلتحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي سنة 2009 بإحدى ثكنات ولاية الجلفة وبقي فيها لمدة أربع سنوات، قبل أن يحول إلى ولاية تندوف، ومنذ ذلك الوقت وهو متعود على الذهاب إلى مكان عمله على متن الطائرة من بوفاريك. ويوم الثلاثاء، وبعد انقضاء مدة إجازته، توجه إلى الجزائر العاصمة إلى غاية صبيحة يوم الأربعاء، حيث توجه إلى القاعدة العسكرية على الساعة الثالثة صباحا لحجز مكانه في الطائرة، وقبل إقلاع الطائرة اتصل بأهله ليطمئنهم عليه، إلى أن سمعوا بالخبر الذي نزل عليهم كالصاعقة. للإشارة، فإن شهيد الواجب الوطني تزوج سنة 2015 ورزق بابنة قبل عام ورحل تاركا وراءه عائلة صغيرة مكونة من زوجة وابنته كوثر، وعائلة كبيرة مكونة من أب وأم وإخوة وأخوات.