اعتبر متدخلون بميلة، أول أمس، في أشغال لقاء إعلامي تحسيسي حول الوقاية من مخاطر المخدرات، أن الإحصائيات المعلنة بخصوص انتشار ظاهرة التعاطي والإدمان على المخدرات في الوسط المدرسي "غير واقعية"، مما يستدعي حسبهم - التدخل وتضافر الجهود للحد منها. أوضح في اللقاء الذي احتضنته دار الثقافة "مبارك الميلي"، الأخصائي في علم النفس صديق بوذراع من وحدة الكشف والمتابعة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بتاجنانت (جنوب ميلة)، أن ما يعلن عنه من إحصائيات حول تعاطي المتمدرسين من الجنسين للمخدرات "يبدو مطمئنا"، إلا أن هذا "لا يمثل الواقع"، لأن الإحصائيات -كما أضاف- "ليست دقيقة". أرجع الأخصائي ذلك، إلى عدم تصريح الكثير من التلاميذ المدمنين بتعاطيهم للمخدرات، التي في الغالب تكون عبارة عن أقراص المؤثرات العقلية، داعيا إلى ضرورة التدخل العاجل لتدارك المشكلة التي وصفها ب«العميقة". اعتبر نفس المتدخل المشاكل الأسرية من أهم الأسباب المؤدية بالأفراد إلى تعاطي المخدرات والانحراف، إضافة كما قال- إلى غياب ثقافة تكوين الأسرة وتربية الأبناء في المجتمع، وتركهم لوحدهم في مواجهة "الثلاثي الخطير" المتمثّل حسبه - في الأنترنت، الهاتف النقال والتلفزيون. من جهتها، أوضحت الدكتورة نجاة بن ناصف المنسقة الولائية للطب المدرسي بالمديرية المحلية للصحة والسكان، أن فئة المتمدرسين شريحة هامة، لأنها تمثل تقريبا ربع سكان الولاية، لذا لا بد من ضمان رعاية صحية وقائية بالدرجة الأولى لها، ضد ظاهرة الإدمان على المخدرات التي قالت بأن التلاميذ يدخلونها بداية بدافع الفضول والاستكشاف ليتحولوا تدريجيا إلى مدمنين. قدم الدكتور عرعار زايدي، طبيب عام بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية بوادي العثمانية (35 كلم جنوب ميلة)، شريط فيديو عن ظاهرة المخدرات في الوسط المدرسي بمؤسسات البلدية كنموذج، أورد فيه وجود إقبال على الحبوب المهلوسة من طرف المتمدرسين والمتمدرسات في هذه الأوساط. أشار السيد زايدي إلى أن ولاية ميلة تتوفّر على مركز وسيط لمعالجة الإدمان، داعيا من يعانون من هذه الحالة إلى زيارته للتخلص منها، موضحا أن المتعة المتحصل عليها من تناول المخدر "خطيرة على مخ الإنسان وجسمه عموما، وبإمكانه توفير الإحساس بها في العديد من المواد الطبيعية الأخرى الصحية والمفيدة له". تم تنظيم هذا اللقاء الإعلامي والتحسيسي بمبادرة مركز النشاط الاجتماعي لولاية ميلة، بالتنسيق مع مدرية النشاط الاجتماعي والتضامن ومديرية الشباب والرياضة، لفائدة مستخدمي الإدارة العمومية، بمشاركة مصالح الأمن الوطني والمجموعة الإقليمية للدرك الوطني. أجمع المتدخلون في هذا اللقاء، على ضرورة التوعية والتحسيس في الوسط الأسري بالدرجة الأولى، للوقاية من مخاطر هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة. ❊ق.م