احتضنت قاعة المحاضرات لمتوسطة داري الواسيني ببلدية مغنية، ندوة توعوية لفائدة تلاميذ المؤسسة. كان محور النشاط "تحسيس التلاميذ بمخاطر تعاطي المخدرات وانعكاساتها السلبية كآفة خطيرة على جميع النواحي"، ويدخل هذا النشاط في إطار الأنشطة التربوية والثقافية التي تقوم بها مديرية التربية لولاية تلمسان مع مختلف فعاليات الجمعيات الناشطة والهادفة للتلميذ. التظاهرة تدخل في مسار مكافحة المخدرات بشتى أنواعها في الوسط المدرسي، خاصة منها مخدر "الاكستازي"، وقد تضمن برنامج التظاهرة التي نظمتها جمعية التضامن مع مرضى التنفس لولاية تلمسان، محاضرات تحسيسية حول الآفة، من تنشيط العديد من الفاعلين التربويين وحضور مختلف المشاركين الفاعلين من مصالح الدرك، مصالح الأمن، الجمارك، مختلف الجمعيات الثقافية والرياضية والمجتمع المدني، وأعضاء من المجلس الشعبي البلدي وأعضاء من المجلس الشعبي الولائي، وممثلين عن لجنة مكافحة المخدرات بالمجلس الشعبي الولائي لولاية تلمسان، ومداخلات لعدد من الأساتذة والأطباء النفسانيين، إلى جانب أطباء مختصين عامين في المستشفى الجامعي لتلمسان. كما تضمنت التظاهرة تدخلات حول الآثار الوخيمة لتعاطي المخدرات والحبوب المهلوسة على صحة الفرد وتماسك المجتمع وضرورة تكاثف الجهود من أجل محاربة الظاهرة في أوساط الشباب، مع التركيز على الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في مراقبة الأحداث وجعلهم في منأى عن هذه الآفة التي وجدت طريقا إلى عالم الأطفال، حسب بعض المتدخلين، وعرض شريط فيديو اطلع فيه التلاميذ بالصوت والصورة على المخاطر الصحية والاجتماعية للمخدرات. وأكد المشاركون في هذا اليوم التحسيسي الذي استقطب اهتمام فئة واسعة من الشباب، لاسيما من السنة الرابعة متوسط، على أن التصدي لظاهرة المخدرات تتطلب تضافر كل الفاعلين في المجتمع، بما في ذلك المدرسة ومراكز التكوين وكذا المرافق الشبانية، كما ناشدوا السلطات المعنية إنشاء مؤسسات خاصة للتكفل بالمدمنين في الولاية من أجل تدعيم خلايا الإصغاء ووقاية صحة الشباب المنتشرة عبر بعض البلديات. وعلى هامش هذا اليوم التحسيسي، نُظّم معرض تضمن مطويات للتعريف ببعض أنواع المخدرات ومدى خطورتها على الصحة، إلى جانب قصاصات من الصحافة الوطنية تبرز عينات لمدمنين قادتهم المخدرات إلى احتراف الجريمة وآخرين استطاعوا التخلص من الإدمان بفضل الإرادة والرعاية التي وجدوها في مراكز معالجة الإدمان. من جهتهم تلاميذ المتوسطة، طرحوا مجموعة من التساؤلات حول ظاهرة استدراج التلاميذ إلى مستنقع الإدمان من خلال شبكات خاصة، وكيفية العمل بنصائح الأطباء والأولياء، كما يأتي هذا اليوم التحسيسي والتوعوي في وقت تعرف خلاله ظاهرة تعاطي المخدرات بتلمسان تزايدا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حسبما وقفنا عليه في محاكم ولاية تلمسان، خاصة بالنسبة للشبان العاطلين عن العمل الذين يعانون من ظروف اجتماعية سيئة، إذ يعتبرونها بمثابة المنفذ الوحيد الذي يسمح لهم بالهروب إلى عالم آخر بعيدا عن الواقع الاجتماعي المرير الذي يعيشونه. الجدير بالذكر أن هذا اليوم التحسيسي يدخل في إطار التوصيات المنبثقة عن الندوة التحسيسية والتكوينية حول أضرار المخدرات، والتي نظمتها اللجنة الولائية لمكافحة المخدرات بالمجلس الشعبي الولائي في ماي 2015، من خلال عقد سلسلة من الجلسات مع لجان الدوائر سواء الداخلية في ولاية تلمسان أو الحدودية، والتي اعتبرت بأن شبح المخدرات أصبح الهاجس الذي تعاني منه ولاية تلمسان، نظرا لموقعها على الشريط الحدودي مع المملكة المغربية، حيث أصبحت منطقة عبور للمواد المحظورة من طرف عصابات تعمل بصفة منظمة ومحكمة والدليل على ذلك الكميات الهائلة المحجوزة من السموم من طرف مختلف أسلاك الأمن الوطني. في السياق، تشير الإحصائيات إلى أن مختلف قوات الأمن تمكنت من حجز عبر التراب الوطني خلال سنتي 2014 و2015 أكثر من 300 طن من الكيف المعالج.