سقوط فريق اتحاد الحراش أصبح من الماضي بالنسبة لمسيري النادي، فهم يتحركون الآن على نطاق واسع لتحضير الموسم الرياضي القادم في بطولة الرابطة الثانية، وهدفهم واضح يتمثل في عودة الفريق إلى الرابطة الأولى. ويبدو بشكل جلي أن هناك إجماعا كبيرا لاستمرار محمد العايب على رأس اللجنة المديرة للنادي، بما أنه هو من يشرف حاليا على كل كبيرة وصغيرة تخص مستقبل الفريق في الرابطة الثانية، لاسيما في ما يتعلق بتدعيم صفوفه بلاعبين جدد. قالت مصادر قريبة من النادي الحراشي في هذا الصدد إنّ أعضاء اللجنة المديرة منحوا ثقتهم الكاملة لمحمد العايب لإعادة بناء الفريق على أسس صحيحة وإزالة كل المشاكل التي اعترضت مسيرته السلبية في بطولة الرابطة الأولى لهذا الموسم وتسببت في ترسيم سقوطه إلى الرابطة الثانية قبل انتهاء البطولة بأربع جولات، حيث لا زال الوسط الرياضي الحراشي تحت وقع الصدمة، وهو الذي كان يأمل في تمكن فريقه من تفادي السقوط. واختلفت الآراء في اللجنة المديرة حول طبيعة التعداد الذي يجب أن يتضمّنه الفريق في بطولة الرابطة الثانية القادمة، البعض اقترح تشبيب التشكيلة بينما يريد البعض الآخر استقدام لاعبين من ذوي التجربة لاعتقادهم أن التسابق على تحقيق الصعود سيكون شديد التنافس ولا بد على الفريق الحراشي أن يرتكز في خطوطه الثلاثة على عناصر تكتسب تجربة على هذا المستوى، إلا أن محمد العايب انطلق في مهمته الجديدة بمطالبة كوادر الفريق الاستمرار مع الحاليين على غرار يونس صفيان، دباري، داود، حاج بوقاش، لعريبي، موساوي وخليلي، على أن يقوم العايب باستقدام لاعبين جدد لهم الكفاءة الكبيرة في مساعدة اتحاد الحراش على تحقيق الصعود في الموسم القادم، ورفض العايب الكشف عن الأسماء الجديدة التي يريدها في تعداد فريقه، ويتحين نهاية البطولتين الأولى والثانية لانتقاء اللاعبين. الجانب الآخر الذي يتخوف منه رئيس اللجنة المديرة لاتحاد الحراش هو الوضع المالي للنادي في الموسم القادم، علما أنّه لا زال يشكو من نقص الأموال، وقد تتعمق أزمته المالية أكثر في حال ما إذا لم يسارع مسيروه إلى إيجاد الحلول، وعلى عكس السنوات الفارطة، أصبحت الأوساط الرياضية لاتحاد الحراش تلح بقوة على فتح رأس مال النادي وتمكين رجال الأعمال والممولين الكبار من المشاركة في تسيير النادي، لأنّ هذه الخطوة كفيلة بخروج النادي من أزمته العميقة ومواجهة بعض التحديات التي تنتظره، منها الإسراع في دفع المرتبات المتأخرة للاعبي الموسم الحالي الذين سيضطرون للجوء إلى لجنة القوانين والمنازعات التابعة للرابطة الوطنية من أجل استرداد حقوقهم المالية. ويعي محمد العايب جيدا ما يجب أن يفعله في هذا الجانب بدليل التحركات التي يقوم بها هذه الأيام اتجاه معارفه الشخصية من أجل توفير الأموال اللازمة لمواجهة ضغط اللاعبين المسرحين من النادي والراغبين في استلام مستحقاتهم المالية إلى آخر سنتيم. كما أنّ مستقبل العارضة الفنية يثير أيضا اهتمام مسيري النادي بعد انسحاب المدرب عزيز عباس الذي رفض العمل مجددا في الحراش بسبب المشاكل الكبيرة التي عرقلت مهمته، وفي مقدمتها تعرضه لعقوبة ثقيلة قررتها لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية. انسحاب عباس تأسف له كثيرا مسيرو النادي لاعتقادهم أنّه يكسب فعلا المؤهلات اللازمة لقيادة الفريق في الرابطة الثانية بعد أن تأكدوا من إيجابية العمل الذي أنجزه في وقت قصير جدا، ويبدو أن تعيين مدرب جديد للفريق قد يتأخر بأسابيع ويجب انتظار نهاية شهر رمضان أو أكثر من ذلك للتعرف على هويته. ❊ ع. اسماعيل