تزخر رفوف مكتبة زاوية علي بن عمر بطولقة (35 كلم غرب بسكرة) بكنز من المخطوطات يقدر بنحو 1500 مخطوط في مختلف العلوم يعود تاريخ تدوين بعضها لأكثر من 11 قرنا، وحسب نجل شيخ الزاوية الحالي، سعد عثماني، فإن هذه المكتبة الأثرية التي أنشأها مؤسس الزاوية علي بن عثمان بن عمر تضم في رفوفها إلى جانب 1500 مخطوط ما يفوق 4500 مطبوع قديم منها ما تم طبعه مرة واحدة يعود أحدثها إلى سنة 1948. وتتوفر هذه المكتبة على عناوين متنوعة في المجالات الدينية والعلمية والثقافية والسير الذاتية، حيث يمكن للباحث أن يجد مؤلفات في علوم الفقه وتفسير القرآن وعلوم الحديث واللغة وشروح في الفقه المالكي والتاريخ والأدب والسير والتصوف إلى جانب مؤلفات في الفلسفة وعلوم الطبيعة والطب والصناعة. قيمة مضافة للتراث الوطني تعود أقدم المخطوطات بمكتبة الزاوية للقرن الرابع الهجري، حيث تضم في رفوفها مخطوطا بعنوان "الكشف والبيان في تفسير القرآن" لأبي منصور الثعالبي النيسابوري سنة 355 هجري، وفي علوم الحديث توجد نسخة من مؤلف العقيلي بعنوان "الضعفاء" سنة 382 هجرية إلى جانب مؤلفات تمتد حتى القرن ال13 هجري. أثرى مقتنيات هذه المكتبة من المخطوطات، شيخ الزاوية الحاج بن علي بن عثمان بن عمر(1814 - 1857) خلال رحلاته إلى عدة بلدان عربية على غرار تونس والمغرب والحجاز، حيث كان يقتنيها ليس بصفة الهاوي بل كعالم يقوم بدراستها ومناقشة المسائل الواردة فيها والتعليق عليها. الشيخ الحاج بن علي بن عثمان بن عمر كان يحرص على جمع الكتب في شتى الاختصاصات وينتقل لشرائها وعندما يتعذر عليه ذلك بسبب غلاء أسعارها أو ندرتها يقوم بتدوين نسخة خاصة به باستعمال نساخين اثنين كانا يرافقانه في تنقلاته. إرث ضخم بحاجة إلى اهتمام وفي السياق، أبرزت رئيسة مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة لولاية بسكرة، أن المخطوطات ولاسيما المتواجدة بزاوية علي بن عمر، تمثل إرثا ضخما لما لها من قيمة علمية وتاريخية وفنية بما تحتوية من مؤلفات تعود إلى قرون عديدة تحتاج إلى أن تكون محل بحث وتنقيب للاستفادة من مكنوناتها وتسهيل استعمالها للباحثين في المجالات التي تناولتها. هناك مساع حثيثة لإعداد خريطة تواجد لهذه المكتبات التي يوجد جزء هام منها ضمن الممتلكات العائلية، كما يتم العمل على تجهيز مركز المخطوطات بالأجهزة التقنية الخاصة على غرار آلات النسخ والترميم لحماية هذه الكنوز من عوامل التلف على غرار الرطوبة والإضاءة غير المناسبة ليتم في مرحلة ثانية إعادة ترميمها وفتح المجال للباحثين للاستفادة منها. منارة لتحفيظ القرآن تزخر ولاية بسكرة إلى جانب مكتبة زاوية علي بن عمر بطولقة التي يوجد بها أكبر عدد من المخطوطات بمكتبات أخرى موزعة عبر الولاية كخزانة المخطوطات بمسجد سيدي لمبارك بخنقة سيدي ناجي وصفحات من مخطوطات مسجد سيدي موسى الخذري وعدد هام منها على مستوى المركز الثقافي الإسلامي بعاصمة الولاية . للإشارة، فإن زاوية علي بن عمر بطولقة التي تأسست سنة 1780 ميلادي لا زالت منارة لتحفيظ القرآن وتعليم الفقه واللغة ويوجد بها إلى جانب هذه المكتبة الزاخرة بالكتب والمخطوطات القديمة المفتوحة للباحثين على وجه الخصوص مكتبة ثانية أسسها شيخ الزاوية الحالي عبد القادر عثماني تتوفر على مئات العناوين لتكون في متناول طلبة الزاوية وهواة المطالعة. ❊ ق. ث