فنّ المنمنمات والزخرفة من الفنون التي استوت فيها الشخصية الجمالية الإسلامية، حيث استطاعت أن تناغم بين ما هو روحي وجسماني وأن تربط الضوئي بالمائي وتشكّل فنا إسلاميا بذاته وخصائصه، حتى وإن كان واردا من الهند والصين وفارس وتركيا، فإنّ للريشة العربية سنبلها الذي أينع مع راسم الذي أصبح مدرسة للنمنمة والزخرفة، وها هي الجزائر تحيي هذا الفن الإسلامي تحت وصاية وزارة الثقافة وإشرافها والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، بتنظيم مسابقة دولية في المنمنمات والزخرفة من ال 14 إلى 18 من الشهر الجاري بعاصمة ولاية المدية. تحتضن مدينة المدية بدار الثقافة "حسن الحسني" فعاليات المسابقة الدولية في المنمنمات والزخرفة والتي تنطلق يوم الأحد القادم الموافق ل14 ديسمبر وإلى 18 منه بدار الثقافة "الحسن الحسني"، حيث سطّرت مديرية الثقافة لولاية المدية برنامجا ثريا لهذه التظاهرة الفنية الحضارية، حيث تكون البداية باستقبال الضيوف من الدول المشاركة من كلّ من الهند، إيران، ماليزيا، فرنسا، اليمن، الأردن، تونس، مصر، العراق، سوريا، المغرب، السودان، العربية السعودية وفلسطين، حيث تعقد ندوة صحفية صبيحة يوم 13 ديسمبر يحضرها أعضاء لجنة التحكيم، أمّا حفل الافتتاح فسيكون مساء يوم الأحد ابتداء من الساعة الثالثة بدار الثقافة بحضور والي الولاية وممثل عن "أسيسكو" ووزارة الثقافة تعقبه حفلة فنية يحييها الفنان الحاج محمد غافور. وقد سطّرت مديرية الثقافة لهذه التظاهرة الدولية الكبيرة جولات سياحية حيث المناظر الطبيعية الخلابة في منعرجات الشفة بين أشجار الزان والسنديان والشلالات المتدفقة والثلوج، كما برمج لهذه التظاهرة جولات أخرى تخصّ الوقوف على المعالم الأثرية الإسلامية التي تزخر بها المنطقة كمدينة آشير. كما سينظم خلال هذه المسابقة الدولية يوم دراسي يتناول فن المنمنمات، بحضور مختصين من داخل الوطن وخارجه، علاوة على تسطير زيارة خاصة لمتحف الثقافة والفنون الشعبية، بالإضافة إلى سهرة فنية متنوعة مع كوكبة من الفنانين، أمّا يوم الخميس فيتم خلاله الإعلان عن نتائج المسابقة، ويكون الاختتام بحفل فني ساهر مع فرقة "الفردة" لولاية بشار تحتضنه القاعة الكبرى بالجامعة. هذه التظاهرة الدولية التي تحتضنها الجزائر، الهدف منها إحياء الفن الإسلامي المتميّز بفن المنمنمات والزخرفة التي تعدّ من الأشكال الفنية الخاصة بالحضارة الإسلامية، سواء كانت على الخشب أو الجبس أو النحاس أو بالريشة.