تستعد ولاية وهران لافتتاح موسم الصيف، مع توقع ارتفاع عدد المصطافين بشواطئها إلى نحو 24 مليون مصطاف، في وقت تعمل خلاله السلطات المحلية على توفير كامل الإمكانيات والمرافق الخاصة بالاستقبال، إلى جانب الحفاظ على الجانب البيئي للسواحل، وهو ما وقفت عليه "المساء" ميدانيا رفقة مصالح الولاية ومديرية السياحة والصناعات التقليدية. قرر والي وهران مولود شريفي، في مبادرة تعد الأولى من نوعها وطنيا بتعبئة 320 عون نظافة، للسهر على تنظيف الشواطئ طيلة موسم الاصطياف على مدار الساعة، وبصفة دائمة لتوفير بيئة مناسبة لاستقبال المصطافين يوميا. حسبما جاء على لسان الوالي خلال زيارة ميدانية قادته أول أمس إلى عدة شواطئ بالولاية، تحضيرا لموسم الاصطياف، فإن المبادرة تعد سابقة أولى من نوعها، حيث سيقوم 320 عامل نظافة موسمي بالانتشار في 33 شاطئا مسموحا للسباحة، وكلّفوا بعملية التنظيف وتزيين المحيط على مدار الساعة وبالتواجد الدائم، وسيتم توفير السيولة المالية الخاصة بعمال النظافة من ميزانية الولاية، على أن يبقوا بالشواطئ والعمل بنظام المداومة، إذ سيوفر لهم مركز إيواء وإطعام وكل وسائل النظافة. أكد شريفي أن العملية ستعطي ثمارها من خلال السهر على راحة المصطافين والتحضير لغرس ثقافة خاصة بنظافة الشواطئ التي تستقطب سنويا ملايين السياح من داخل وخارج الوطن. كما دعا والي وهران خلال زيارته لشواطئ دائرة بوتليليس وعين الترك، بضرورة العمل على الاستفادة من الطاقة الشمسية للإنارة العمومية وإنارة بعض المؤسسات والهياكل العمومية، في ظل ما تتميّز به المنطقة من طاقة شمسية، خلال فترة الصيف والرفع من خدمات المقدمة للمواطنين والمصطافين الذين يقصدون سواحل وهران، التي تتوقع أن يرتفع عدد المصطافين بها خلال السنة الجارية إلى نحو 24 مليون مصطاف، مما يشكّل تحديا أمام السلطات ورؤساء البلديات والدوائر لتوفير مستلزمات وحاجيات المصطافين، خاصة ما تعلق بظروف الاستقبال ونظافة الشواطئ. بخصوص مشكل حركة المرور والاختناق الذي تعرفه المنطقة بسبب السيولة الكبيرة للسيارات خلال موسم الصيف، أكد الوالي أن المحول الجديد لطريق المرسى الرابط بين بلدية المرسى وبلديتي بوسفر والعنصر عبر الغابة، سيتم استلامه رسميا يوم 7 جوان الجاري، على أن يدخل الخدمة رسميا، وهو الطريق الذي سيوفّر سيولة كبيرة للمركبات المتجهة نحو سواحل بلديتي العنصر وبوسفر، خاصة نحو شاطئ "الأندلسيات"، حيث سيمر المصطافون عبر طريق الكورنيش الوهراني بأعالي غابة منطقة "لالة خديجة" دون المرور وسط بلدية مرسى الكبير، مما سيضمن مرورا سهلا لقاصدي منطقة عين الترك الذين سيمرون عبر طريق المرسى الكبير، فيما أعلن الوالي أيضا عن قرار يمنع من خلاله سير الشاحنات ذات الوزن الثقيل بالطريق الجديد وطريق بلدية مرسى، من منتصف الليل إلى غاية منتصف النهار، بداية من يوم 15 جوان. 33 شاطئا مسموحا للسباحة من جانبه، كشف مدير السياحة والصناعات التقليدية، السيد بلقايم بلعباس، في تصريح ل "المساء"، عن أن ولاية وهران ستعرف خلال موسم الاصطياف الجاري فتح 33 شاطئا مسموحا للسباحة من أصل 34 شاطئا، بعد استبعاد شاطئ المقطع الذي لم تتوفر فيه الشروط الضرورية لاستقبال المصطافين، وأكد أن اللجنة الولائية لتحضير موسم الاصطياف قامت ب4 خرجات ميدانية للوقوف على مدى تطبيق الإجراءات والتوصيات التي رفعتها لمسؤولي البلديات الساحلية خلال الموسم الماضي، والتي جاء على رأسها ضرورة العمل على تكثيف عمل جمع القمامات وتهيئة مراكز تدخل الحماية المدنية وصيانة الإنارة العمومية وتهيئة مسالك الولوج نحو الشواطئ، وأكد مدير السياحة أن خرجة ميدانية أخرى سيتم تنظيمها مع نهاية موسم الاصطياف للوقوف على النقائص والتحضير للتوصيات الخاصة بالموسم المقبل. توسعة لجنة "السيد شاطئ" وتكوين خاص للمراقبين أكد السيد بلقايم بلعباس أن وظيفة "السيد شاطئ" التي تقرر استحداثها منذ سنة 2016، وكان يقوم بها متصرف إداري عبر كل شاطئ، أعطت ثمارها، غير أنها عرفت الكثير من المشاكل، بسبب شساعة المساحات الساحلية وعدم توفر كامل الإمكانيات الضرورية لإنجاح المبادرة، فضلا عن انعدام الخبرة لدى مسيري الشواطئ. تقرر الموسم الصيفي الجاري إخضاع مسيري الشواطئ لتكوين خاص حول الاستقبال وكيفية رفع الشكاوى والمخالفات ومنح صلاحيات أوسع للمتصرف الإداري، كما سيتم خلال الموسم الجاري توسعة لجنة "السيد شاطئ"، التي أصبحت تضم منتخبين اثنين عن كل بلدية، للمشاركة في مهام المراقبة وتطبيق القوانين وتحميل المنتخبين المحليين المسؤولية وتحقيق نجاعة في التدخّل لإعطاء أكثر فعالية للجنة. كما أكد مدير السياحة على تواصل مبدأ مجانية الشواطئ، الذي أعلنت عنه وزارتا الداخلية والسياحة، حيث شددت الداخلية على ضرورة محاربة ظاهرة احتلال المساحات الشاطئية ووضع الشمسيات ومنع المصطافين من دخول الشواطئ، وستسهر المصالح الأمنية ومصالح البلديات على منع وضع الشمسيات واتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية. إلزامية اعتماد دراجات "الجات سكي" عن ظاهرة الاستعمال العشوائي للدراجات المائية المعروفة ب«الجات سكي"، والتي تخلف سنويا ضحايا وجرحى عبر شواطئ الولاية المرخصة للسباحة، أكد السيد بلقايم أنّ القانون الجديد الخاص بتنظيم قوارب النزهة والدراجات المائية، نصّ صراحة على ضرورة حيازة كل شخص يملك دراجة مائية على اعتماد تمنحه له لجنة مختلطة خاصة، وتضم حرس السواحل، مديرية النقل، مديرية التجارة، مديرية السياحة، ومديرية التنظيم والشؤون العامة. كشف المتحدث عن أن اللجنة بعد اجتماعيين من إنشائها بقرار ولائي، قامت بمنح 13 اعتمادا خاصا ببواخر نزهة وبواخر مطعم وآليات "جات سكي"، فضلا عن منح اعتماد لصالح صيادين خلال فترة الراحة البيولوجية الماضية، وهي القوارب الخاصة بالصيد التي تمنح لها اعتمادات لنقل مواطنين وسياح عبر قوارب الصيد للنزهة وصيد السمك لصالح السياح، وهي مبادرة معروفة بأوروبا وتعرف بتسمية "بيسكا توريزم"، انطلقت من دولة إيطاليا واستطاعت تحقيق مداخيل هامة للصيادين والرفع من عدد السياح بمناطق إيطاليا، ومن المنتظر أن تتطور المهنة في الجزائر. ❊ رضوان قلوش