بدأت الأمور في اتحاد الحراش تتحرّك لتشكيل الفريق الذي يعوّل عليه الأنصار لتحقيق العودة إلى الرابطة الأولى. ويبدو أن محمد العايب الذي انتخب من جديد على رأس النادي، فتح آفاقا جديدة تنذر بعودة الاستقرار بعد سنوات من الفوضى وسوء التسيير أديا إلى مغادرة الفريق للرابطة الأولى. وقال العايب عقب انتخابه يوم الخميس الفارط «من الآن فصاعدا، لا يمكن الوقوع في أخطاء الماضي، سنحاول تسيير النادي بكثير من العقلانية. طبعا هدفنا هو الصعود إلى الرابطة الأولى ولا بد أن يكون فريقنا قوي ومستعد لتحقيق ما يريد، لاسيما وأن التسابق على المراتب الأولى بين الفرق سيكون شديدا وقويا، لذا لا نريد معايشة عثرات سوء التسيير في البطولة القادمة». عكس الموسم الفارط الذي كان فيه العايب على رأس لجنة مديرة، فإن الجمعية العامة للنادي اختارته هذه المرة على أساس رئيس للمجلس الإداري للنادي، مما يمنحه كثيرا من السلطات لفرض خياراته والتحرر من الضغوط التي قد يخلقها له زملاؤه في مجلس الإدارة. بداية الموسم الثاني للعايب وهو على رأس النادي تبدو هادئة وخالية من الضغوط رغم احتجاج بعض الأعضاء داخل المجلس على طريقة الانتخاب وهو ما يفسر الإجماع الذي حظي به لدى أعضاء الجمعية العامة لانتخابه على رأس اتحاد الحراش. ولا شك في أن العايب يدرك أكثر من أي شخص آخر أنّ مهمته لن تكون سهلة بقدر ما تكون مليئة بالصعوبات لا سيما في الجانب المالي، لأن المسير الأول ليس له مجال كبير لفرض سياسة ناجحة في هذا الجانب. «ميزانية النادي لا زالت ضعيفة ونتواجد الآن أمام تحد كبير، من جهة يتعين علينا الاحتفاظ بأحسن لاعبي فريق الموسم المنصرم الذين نسميهم كوادر الفريق، ومن جهة ثانية يجب استقدام لاعبين جدد لتقوية الفريق»، قال العايب الذي انطلق في التفاوض مع يونس، لعريبي، حاج بوقاش، الحارس بلهاني، دباري وهم ممن لا زالوا يطالبون باسترداد حقوقهم المالية المترتبة عن الموسم الفارط. وأكدت مصادر قريبة من هؤلاء اللاعبين أن قيمة الأموال التي يطالبون بها تصل إلى ملياري سنتيم ويريد العايب أن يدفع لهم النصف على أن يتلقوا ما تبقي منه عند استعادة النادي لعافيته المالية. وقالت المصادر إن هؤلاء اللاعبين قد لا يجدون حرجا كبيرا في قبول هذا الاقتراح لاسيما وأنهم يضعون ثقة كبيرة في رئيسهم الذي يدرك أنّ الاحتفاظ بالنواة الأساسية للفريق يعد في حد ذاته ضمانا كبيرا لنجاح الفريق في بطولة الرابطة الثانية بالنظر إلى الخبرة الكبيرة لهؤلاء اللاعبين. أما فيما يتعلق بتدعيم التشكيلة بعناصر جديدة، فالأمور لا زالت غامضة في هذا الجانب، وتتحدث نفس المصادر عن وجود اتصالات مع عدد من اللاعبين على غرار المدافع بن عبد الرحمان الذي حمل في السابق ألوان اتحاد الحراش ووسط الميدان قاسم مهدي الذي يكون قد منح موافقته المبدئية للعب مع الفريق الحراشي وأيضا حارس شبيبة الساورة بوقاسم الذي ينتظر الحصول على ورقة التسريح من ناديه كي ينضم إلى تشكيلة الصفراء. وحسب تقديرات الذين يعرفون خبايا الفريق الحراشي، فإنه بحاجة إلى ما لا يقل عن عشرة لاعبين جدد لهم من التجربة الكثير لمساعدة الفريق على تحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى. وعن العارضة الفنية، سيدرب اتحاد الحراش بنسبة كبيرة التقني سالم العوفي المستقيل مؤخرا من العارضة الفنية لجمعية وهران، حيث اتفق مع العايب على كثير من بنود العقد الذي سيربطه بالنادي الحراشي، وهناك فقط خلاف فيما يتعلق بالمساعدين الذين سيعملون في العارضة الفنية، فالعايب يريد الاحتفاظ بناصر بشوش وحسان بن عمر اللذين يعملان منذ أكثر من عشر سنوات ولا يمكن للعايب الاستغناء عن خدماتهما خوفا من ضغوط الشارع الرياضي الحراشي الذي كثيرا ما نوه بالتضحيات الكبيرة التي قدمها هذان التقنيان لاتحاد الحراش، حيث بقيا وفيين لألوانه في أصعب الظروف التي مر بها الفريق، أما المدرب سالم العوفي فتقول عنه بعض المصادر المحيطة بالفريق الحراشي إنه يريد اصطحاب مدرب مساعد للعمل إلى جانبه. ومن المتوقع أن ينطلق فريق اتحاد الحراش في التدريبات بعد العيد المبارك، حيث برمجت مرحلتان للتحضيرات الخاصة بالموسم القادم، الأولى ستجري بملعب أول نوفمبر بالمحمدية والثانية بعين تيموشنت. وقال العايب في هذا الصدد إنّ النادي لا يتوفر على الأموال الكافية للتربص في الخارج.