أكد نقيب الأئمة جلول حجيمي، في تصريح ل«المساء» أن النقابة وجهت نداء إلى جميع الأئمة الجزائريين المنضويين تحت لوائها لأداء صلاة العيد وفق المرجعية الدينية الوطنية وهي «المالكية السنّية»، والتصدي لمن يروجون لفكرة عدم إقامة صلاة الجمعة لتزامنها مع العيد، موكدا أن النقابة ستقوم بتعويض الأئمة «السلفيين» الذين قد يمتنعون عن تأدية صلاة الجمعة بتجنيد متطوعين «من الكفاءات المعتدلة». واستنكر نقيب الأئمة الجزائريين، ما اعتبره «البدعة التي يقوم بها بعض السلفيين»، عشية عيد الفطر المبارك، «مصنّفا إيّاها بسلوكات رامية ل«زرع التوتر والبلبلة والتفرقة بين المسلمين». وأوضح بأنه «سيتم التصدي لمثل هذه الممارسات من خلال التوعية ونشر الدين الصحيح، بما من شأنه توحيد الصفوف وتعزيز المرجعية الدينية للمواطن بعيدا عن «الفتاوى الهجينة والدخيلة على المجتمع». وفي شرحه لخلفيات إسقاط صلاة الجمعة يوم العيد، أكد السيد حجيمي، بأن أنصار «التيار السلفي يعتمدون على الفتاوى والتوجهات التي تأتي من خارج الوطن من بعض المشايخ في السعودية، وهم من أتباع الفكر الوهابي الذي يدعو لاعتماد أمور غريبة في العبادات»، مشيرا إلى أن نقابة الأئمة التي يشرف عليها لديها فروع ومكاتب في أغلبية ربوع الوطن «وبإمكانها تغطية المساجد وأداء صلاة الجمعة والخطبة مثلما يقتضيه الشرع». وأضاف في نفس الصدد بأن النقابة ستعمل على متابعة الوضع في المناطق التي يسيطر عليها أنصار التيار السلفي لتقوم بتوكيل متطوعين لإمامة المواطنين وضمان أداء صلاة الجمعة، من أجل «سد أي فراغ من شأنه زرع الشك وخلق نوع من الريبة بين الجزائريين، كون حرمان المصلين من صلاة الجمعة بناء على أفكار هدّامة هو أمر باطل شرعا ونحن حرصون على عدم وقوعه بالجمهورية». وأبرز محدثنا بالمناسبة حاجة الجزائر إلى تغليب أفكار التيار المعتدل الوسطي في الظرف الراهن «كون دعوات مثل مقاطعة صلاة الجمعة من شأنها أن تفتح الباب أمام أمور أخرى أخطر أمام هذا التيار». بخصوص تقديرات النقابة لعدد المنابر التي يسيطر عليها «السفليون» قال السيد حجيمي، بأنه «لا نعرف العدد بالضبط، ولكن ما يمكن أن نقوله هو أنه فكر منحصر وليس واسع الانتشار»، مثلما يسوق له البعض، مبرزا بالمناسبة أهمية تكفّل الوزارة الوصية بالأئمة المعتدلين من خلال تلبية مطالب النقابة لمواجهة مثل هذه التيارات الغريبة عن المرجعية الدينية الوطنية على حد تعبيره.