دعا أطباء ومختصون في علم النّفس وطب العمل إلى ضرورة تحليل جوانب ظاهرة القلق المهني التي باتت تعرف تناميا كبيرا السنوات الأخيرة، وأثّرت سلبا على العاملين وحتى المؤسّسات المهنية عمومية كانت أم خاصة، حيث طالبوا بضرورة التدخّل العاجل وإيجاد حلول للتقليل من خطورتها. المختصون في علم النفس خلال اليوم الدراسي الذي احتضنه نهار أمس، مقر ولاية قسنطينة، في إطار السياسة المنتهجة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، والمتعلق بالرعاية الصحية والاجتماعية لفائدة مستخدمي الجماعات المحلية، تطرقوا إلى جملة من أسباب هذا القلق الذي أثبتت الدراسات الميدانية أنّ معظمه يكون نتيجة الضغوط والإزعاج المهني، الأمر الذي انعكس سلبا على صحة الفرد النفسية والجسدية من خلال تعرضه إلى اضطرابات نفسية وجسدية تتمثّل أساسا في عديد المشاكل الصحية كمشاكل الهضم وأمراض المعدة وغيرها من الأمراض العقلية الأخرى، داعين في السياق أرباب العمل إلى ضرورة فتح أبواب الحوار والنقاش بين المسؤول في المؤسسة والعامل، حيث أكّدوا أنّ الحوار يعتبر من أهم الوسائل لتخطي عتبة القلق المهني للتخفيف من حدة التوتر الذي يتعرض له العامل في عمله يوميا. من جهتها أكدت الطبيبة بوخالفة المختصة في طب العمل بمديرية الصحة خلال تدخلها أن الحالات التي تتقدم يوميا لمختلف مصالح طب العمل المتواجدة بمختلف المصالح الاستشفائية بالولاية مرتفعة وفي تزايد مستمر، حيث قالت إن معظم الحالات فردية يتم معالجتها بشكل استثنائي وأهمها حالات من داخل قطاعي التعليم والصحة، كما دعت المتحدثة إلى ضرورة تكاثف الجهود للتقليل من مخاطر القلق المهني الذي تحوّل اليوم إلى خطر حقيقي يهدّد السلامة العقلية والجسدية للعامل وهذا لا يكون حسبها إلا من خلال إنشاء مخطط احترازي بالوسط المهني بمشاركة كل الأطراف والفاعلين للتقليل من مخاطر وحالات القلق.