شرعت محافظة الغابات لولاية جيجل، خلال الموسم الصيفي 2018، في تطبيق مخطط احترازي متكامل، في إطار حملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات، انطلاقا من تحليل حصيلة الموسم الفارط 2017، حيث عرفت ولاية جيجل، لاسيما المناطق الجبلية، موجة حرائق أتلفت هكتارات من الثروة النباتية والحيوانية. كشف رئيس مصلحة حماية الثروة النباتية والحيوانية بمحافظة الغابات لولاية جيجل، عز الدين شباح، أن المخطط الذي قامت بتسطيره مصالح محافظة الغابات يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية، تتمثل أساسا في التحسيس والوقاية، الجانب التنظيمي وتسخير إمكانيات للتدخل من أجل حماية الثروة الغابية بالولاية. أولت محافظة الغابات أهمية بالغة للجانب التحسيسي، عبر برمجة وتنظيم العديد من النشاطات التوعوية، بالتنسيق مع مختلف الشركاء، على غرار مديرية التربية، مديرية الحماية المدنية، المصالح الفلاحية، الحظيرة الوطنية لتازة، فيدرالية الصيادين والإذاعة المحلية، حيث أسفرت العملية التحسيسية على مدار السنة وتحضيرا لموسم اصطياف بدون حرائق، عن توزيع 600 مطوية، للتحسيس بمخاطر حرائق الغابات، إلى جانب تنظيم ستة معارض، وسبع ندوات ومحاضرات وخطب دينية، إلى جانب المشاركة في 18 حصة إذاعية عبر أثير إذاعة جيجل الجهوية، وتصوير خمس حصص تلفزيونية. كما قامت نفس المصالح بغرس وتوزيع 74816 شجيرة مختلفة الأصناف. تضمن مخطط مكافحة الحرائق لسنة 2018 جانبا وقائيا تمثل أساسا، حسب محدثنا، في تهيئة خطوط النار بحجم إجمالي يقدر ب 364 هكتارا، وأشغال تطهير الغابات بحجم 990 هكتارا، من طرف محافظة الغابات، مع تضافر جهود مديرية الأشغال العمومية والسلطات البلدية، من أجل تطهير حواف الطرق المارة داخل أملاك غابية وطنية، وتطهير حواف السكة الحديدية من طرف المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، وعملت المؤسسة الجزائرية لتسيير شبكة نقل الكهرباء على تهيئة الخنادق تحت خطوط الضغط العالي التي تمر داخل الأملاك الغابية. كما قامت محافظة الغابات ببرمجة أشغال فتح خنادق جديدة ضد النار (خطوط النار)، بحجم إجمالي يقدر ب155 هكتارا، هي على وشك الانطلاق، وتهيئة مسالك غابية بحجم إجمالي يقدر ب150 كلم، وهي العملية التي من شأنها أن تحد من انتشار النيران على مساحات شاسعة، إلى حين تدخل مصالح الغابات أو الحماية المدنية الفوري. من جهة أخرى، وضعت محافظة الغابات جهازا للتدخل الأولي، سخرت من خلاله ستة أبراج مراقبة موزعة عبر تراب الولاية، و13 فرقة متنقلة للرصد والتدخل الأولي، تسع سيارات إطفاء، شاحنة إطفاء وأخرى لنقل العتاد. كما قامت بتهيئة 94 نقطة مياه لتسهيل عملية تزويد سيارات الإطفاء بالمياه، وتتوفر محافظة الغابات على جهاز للإنذار يتمثل في شبكة اتصال لاسلكية من أجل ضمان الربط بين أبراج المراقبة، مراكز المناوبة وفرق التدخل في الميدان، حيث يتكون هذا الجهاز أساسا من رابطين، محطتين ثابثتين، 19 محطة نصف ثابثة، 29 محطة متحركة و21 محطة محمولة، وهي الإمكانيات المادية التي من شأنها أن تسهل عملية الوصول إلى نقطة الحريق والتحكم فيه بسرعة، لاسيما أن المصالح سعت، حسب محدثنا، إلى تسطير جانب تنظيمي، للتنسيق في عملية التدخل وحماية الثروة الغابية بالولاية، على غرار تنصيب 57 لجنة للسكان المجاورين للغابة، من أجل المساهمة في التبليغ عن الحرائق ومباشرة إطفائها إلى حين تدخل مصالح الغابات، إلى جانب تنصيب لجان عمليات عبر 28 بلدية و11 لجنة عبر الدوائر، فضلا عن قيام السلطات الولائية بتنصيب اللجنة الولائية لحماية الغابات واللجنة العملية الدائمة للسهر على تسطير وتنفيذ مخطط مكافحة الحرائق لسنة 2018، وضمان صيف بأقل الأضرار والخسائر الغابية والحيوانية. ❊زايدي منى