شرعت مصالح محافظة الغابات لولاية جيجل، منذ الفاتح جوان تزامنا والإعلان الرسمي عن افتتاح موسم الاصطياف، في حملة مكافحة حرائق الغابات، من خلال تطبيق مخطط استعجالي تنظيمي يقضي بالحد من العدد الهائل من الحرائق التي تأتي على المساحات الغابية في الولاية، ويهدد غطاءها النباتي وثروتها الغابية التي تمثل نسبة معتبرة من المساحة الإجمالية للولاية ب 57 بالمائة، بما يمثل أزيد من 147 ألف هكتار من المساحات الغابية. حيث كشفت مصالح محافظة الغابات عن تسجيل 287 حريقا خلال السنة الماضية 2016، أُتلف على إثرها 1031 هكتارا من الغابات. وتتوقع ذات المصالح من خلال تنفيذ مخططها ثلاثي الأبعاد(تحسيس وقاية تنظيم) لهذه السنة، انخفاض عدد الحرائق؛ حيث تتمثل عملية التحسيس، حسبما كشف عنه رئيس مصلحة حماية الثروة الحيوانية والنباتية بالمحافظة السيد شباح عبد الحكيم ل «المساء»، في إطلاق ومضات إشهارية إذاعية، وإقامة معارض وعن طريق منابر المساجد لتحسيس المواطن بتفادي حريق الغابة. أما عملية الوقاية من حرائق الغابات فقد شرعت مصالح المحافظة، حسب متحدثنا قبل بداية موسم الاصطياف، في عمليات تطهير الغابة من الأشجار اليابسة والمكسورة، والتي من شأنها أن تسهل عملية الاشتعال، وفتح المسالك والطرقات بين المساحات الغابية، وتهيئة خطوط النار من أجل تسهيل عملية التدخل، إلى جانب التنسيق مع قطاعات أخرى من أجل القيام بعملية التطهير كل حسب اختصاصه، على غرار مديرية الأشغال العمومية؛ من خلال تطهير حدود الطرقات، مصالح الكهرباء والغاز من أجل إزالة الأعشاب تحت أعمدة خطوط الضغط العالي وغيرها من العمليات الوقائية التي باشرها الشركاء عبر إقليم الولاية. وعن الشق التنظيمي لمخطط مكافحة حرائق الغابات كشف رئيس المصلحة عن تنصيب لجنة حماية الغابات التي يترأسها الوالي، وتنصيب اللجنة العملياتية الدائمة التي يترأسها الأمين العام بالولاية، التي تعمل على تنفيذ قرارات لجنة حماية الغابات، بالإضافة إلى تنصيب لجان على مستوى الدوائر، والمقدر عددها ب 11 لجنة، تُتبع بلجان فرعية أخرى منصبة عبر 28 بلدية. وقامت مصالح الغابات في إطار التنظيم لمخطط مكافحة حرائق الغابات بتنصيب 56 لجنة سكان مجاوري الغابة، تتمثل في لجان أحياء يتولون مهمة الإعلام في حال نشوب حرائق بالغابات المجاورة لإقليمهم، لما لهذه الاستعلامات والتدخلات الأولية من دور في الحد من اتساع نطاق الحرائق وإمكانية التحكم فيه أكثر. إدماج شركاء من الفلاحين للتحكم في حرائق الغابات وفي ذات السياق أضاف السيد» شباح عبد الحكيم» أن جديد مخطط مصالح محافظة الغابات لمكافحة الحرائق لهذا الموسم، هو مبادرة المديرية العامة للغابات والمتمثلة في إدخال شركاء جدد في عملية التدخل ومكافحة الحرائق، والمتمثلين في الأشخاص المستفيدين من الأراضي الغابية سواء للاستصلاح أومن أجل تربية النحل، من أجل ضمان حماية مساحاتهم من الحرائق أو الإعلام بوجود حرائق على مستوى المستثمرة أو الأراضي المجاورة لها؛ ما يسهل تدخّل مصالح الغابات أو الحماية المدنية، حيث تم إحصاء 300 فلاح في مجال تربية النحل مستفيد من العملية، إلى جانب إدماج متقاعدي قطاع الغابات عبر البلديات لمراقبة وتحديد نقاط نشوب الحرائق والتبليغ عنها؛ باعتبارهم يعرفون تحديد المسالك على مستوى المناطق بدقة؛ ما يسهل مهمة وصول مصالح الإطفاء. 23 وحدة تدخّل و6 أبراج مراقبة لمكافحة الغابات سخّرت مصالح محافظة الغابات بولاية جيجل تحسبا لمكافحة الحرائق الغابية التي تشهدها ولاية جيجل خلال فصل الحر لهذه السنة، 23 وحدة تدخّل، منها 9 وحدات تدخّل في أعلى مستوى مدعمة بخزانات مائية وشاحنات لتزويد سيارات الإطفاء بكميات المياه اللازمة للتدخل، في حين تبقى الوحدات الأخرى مجهزة بعتاد يدوي للتحكم الأولي في الحرائق، والتي تتطلب في حالة عدم القدرة على إطفائه تدخّل الوحدات سابقة الذكر، إلى جانب 6 أبراج مراقبة موزعة عبر نقاط استراتيجية بالولاية. وكشف متحدثنا أن مصالح الغابات على مستوى ولاية جيجل بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية والفلاحة والمصالح البلدية وأفواج الكشافة الإسلامية، ستشرع في قافلة تحسيسية ما بين 03 جويلية و10 أوت، من شأنها أن تجوب المناطق الجبلية النائية المجاورة للغابة للتحسيس بمخاطر حرائق الغابات وطرق الوقاية، لاسيما ما تعلق بظاهرة تشهدها المناطق الجبلية الغابية في فترة الحر، وهي «تجديد المراعي» عن طريق الحرق، التي تخرج في كثير من الأحيان عن نطاقها لتتلف هكتارات من المساحات المغروسة والغابية، وهو ما استدعى انطلاقا من هذا المخطط، مرافقة لمقاطعة الغابات التابعة لإقليمهم.