لتفادي تكرار سيناريو الصيف الماضي شمل مخطط مكافحة الحرائق بولاية البويرة، عدة أشغال وقائية، منها تهيئة 175 كلم من المسالك و3 هكتارات من الخنادق المضادة لانتشار النيران، بالإضافة إلى برمجة أشغال أخرى تسمح بالتقليل من خطر اندلاع الحرائق وامتدادها، كتنظيف حواف الطرق العابرة للغابات، وهي العملية التي مست 155 كلم من الطرق الوطنية والولائية و77 كلم من الطرق البلدية، إلى جانب تنظيف حواف السكك الحديدية والمساحات الواقعة تحت أسلاك الكهرباء ذات التوتر العالي، ناهيك عن أطراف الحقول القريبة من الغابات لتقليل الخسائر في حالة نشوب الحرائق، وتسهيل التدخل لإخماد ألسنة النيران، تحضيرا لصائفة هذه السنة، حيث تعمل مصالح الغابات على تفادي تكرار سيناريو العام الماضي. وفرت محافظة الغابات بولاية البويرة، كافة إمكانياتها المادية والبشرية قصد الوقاية والتدخل ضد الحرائق، من خلال نصب 10 أبراج مراقبة لتغطية كافة إقليم الولاية الغابي، تم دعمها بوسائل وأجهزة الاتصال اللاسلكي لضمان سرعة وصول المعلومة، مع تجنيد 24 فرقة متنقلة، منها 16 فرقة تم توزيعها بعدة نقاط حساسة، تعتبر سوداء في مجال حرائق الغابات، كما تضمن الاكتشاف السريع للحرائق وتسمح بالتدخل الأولي لمحاصرة رقعة الحريق، وهي الفرق المدعمة بوسائل تدخل خفيفة على أن تدعمها 12 فرقة أخرى بسيارات وشاحنات إطفاء متوسطة، إلى جانب فرق التدخل الخاصة المتواجدة على مستوى الحظيرة الوطنية لجرجرة، التي تدعم بوسائل الحماية المدنية ومختلف اللجان العملياتية للبلديات والدوائر والولاية، مع العلم أن المخطط يضم أزيد من 3400 عون مسخر لمواجهة حرائق الغابات. ودعا محافظ الغابات، خلال عرضه لمخطط مكافحة الحرائق، في اجتماع المجلس التنفيذي، مؤخرا، إلى ضرورة دعم فرق التدخل المتنقلة والوسائل المستعملة لضمان نجاح الحملة وتحقيق نتائج مرضية، خاصة ما يتعلق بتوفير مضخات محمولة وكذا تدعيم الفرق بعمال إضافيين وأعوان محافظة من أجل ضمان مداومة الفرق المتنقلة للتدخل وتسهيل عملياتها في إطفاء الحرائق، ومنه تحسين جهاز مكافحة الحرائق، خاصة بعد الكارثة التي عرفتها الولاية خلال الصائفة الماضية بأعالي الأخضرية، وقضت فيها حرائق الغابات على الأخضر واليابس بقرية بوقزين بمعالة، بعدما مست أزيد من 4 آلاف شجرة مثمرة و110 هكتارات من الغابات، إلى جانب البساتين والحقول والبنايات، من أصل 14 بلدية بالولاية تضررت خلال الصائفة الفارطة من الحرائق التي نتجت عن الارتفاع الرهيب لدرجات الحرارة. وهي الحرائق التي خلفت حسب مصالح الفلاحة بالولاية احتراق 31655 شجرة مثمرة وخسائر بالثروة الحيوانية مست الدواجن، النحل والغنم خاصة في غرب وجنوب الولاية، منها أزيد من 24200 شجرة زيتون، 3636 شجرة لوز و3458 شجرة تين، بالإضافة إلى قرابة 300 شجرة مختلفة الثمار، مع نفوق أزيد من 15600 دجاجة ببلديات بوكرام ومعالة، 25 رأس غنم وأزيد من 150 خلية نحل.. وهي البلديات التي كانت الأكثر تضررا لطابعها الغابي. وأشار تقرير محافظة الغابات إلى أن الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة تبقى غير كافية، مقترحا دعم الفرق بالوسائل المادية من سيارات وخزانات المياه البلاستيكية ومختلف الوسائل للتدخل الأولي، فيما أكد محافظ الغابات تسجيل نقص في عدد أعوان وعمال محافظة الغابات، ما يتطلب الدعم المادي من أجل توظيف عمال إضافيين خلال موسم الوقاية والمكافحة ضد الحرائق للتقليل من الخسائر وحماية الثروة الغابية بالولاية.