ارتبط موسم الصيف بالحرارة التي تدفع العائلات إلى البحث عن أماكن التسلية والراحة، والعائلات الباتنية لم تخرج عن هذا الطرح، في وجود تنوع وتعدد الفرص، وهو المعيار الأساسي أمام متاحات الترويح عن النفس، لاسيما أن الولاية تعززت بمكاسب جديدة، في انتظار رفع التجميد عن العديد من المرافق السياحية، خصوصا بالجهة الشرقية منها، لبعث الحركة السياحية المدعمة بمعالم تاريخية، لو استغلت أحسن استغلال، حسب تأكيد المختصين، "لحولت المنطقة إلى قطب سياحي بامتياز". كان ملف الاستثمار السياحي وآفاق تطويره وعصرنته، ضمن النقاش الذي تناولته عدة زيارات سابقة لسفراء بعض الدول الأوروبية في الجزائر للمنطقة، والواضح في الشأن المحلي أن عوائق بعث السياحة بالأوراس تطرح بشكل ملفت، لعدة اعتبارات، بداية من رحلة البحث عمن يخدم السائح، مرورا بتوفير المرافق وفق المعايير المطلوبة، وصولا إلى التطور الحاصل في الميدان، لأن مشكلة الثقافة السياحية مطروحة، يبقى الرهان على فرص الاستثمار التي وفرتها السلطات المحلية للقطاع الخاص، إذ يعد قطاع الاستثمار في ولاية باتنة من بين القطاعات التي أولتها السلطات المحلية أهمية بالغة خلال السنوات الأخيرة، في ظل المشاكل التي شهدها القطاع، بفعل بيروقراطية الإدارة التي كانت عائقا آخر امام نشاط المستثمرين وحال دون تجسيد مشاريعهم. 9 فنادق جديدة لدعم السياحة من بين الهياكل السياحية التي تتوفر عليها ولاية باتنة ودعمت قطاع السياحة خلال السنوات الأخيرة 09 فنادق جديدة، تندرج في إطار الاستثمار السياحي الخاص بمجموع 413 غرفة، بطاقة استيعاب تقدر ب1430 سريرا، إذ ينتظر أن تتدعم هياكل الاستقبال في الولاية بفندقين جديدين؛ الأول بعين جاسر، حسبما أعلن عنه والي باتنة عبد الخالق صيودة، إذ سيمكن المشروع الجديد من استحداث مناصب شغل هامة، حيث يضم هذا المرفق 40 غرفة وسبعة أجنحة ويتربع على مساحة 1700 متر. كما يحتوي على مطعم و«كافتيريا"، قاعات محاضرات ومركز تجاري، ورصد له غلاف مالي قدره 35 مليار سنتيم. نقلا عن نفس المسؤول، فإن نفس المستثمر سينجز فندقا آخر بسعة 20 غرفة بجانب المشروع الأول، من أجل دعم النشاط السياحي في المنطقة وتحسين الخدمة الفندقية في سبيل جلب السياح، إضافة إلى الفندق القديم التابع لسلسة فنادق "ترانز أطلنتيك" المعروض حاليا للاستثمار والخاضع للخبرة، من أجل التأكد من جدوى قابلتيه للترميم. أما الثاني فسينجز بالمدينة الأثرية تيمقاد، إذ سيساهم هذا المرفق الفندقي الذي يضم 217 غرفة و8 أجنجة مدعم بمطعم، "كافيتيريا"، قاعتين للمحاضرات ومسبح، إضافة إلى ملحقات ومرافق أخرى تسمح بتوفير مناصب شغل، والثاني بعين جاسر، علما أن ولاية باتنة تضم حاليا 13 فندقا عمليا، بمجموع 413 غرفة وقدرة استيعاب تصل إلى 770 سريرا، في حين توفر في مجملها 155 منصب عمل مباشر. برنامج وأنشطة خاصة بالعائلات والشباب مقارنة بوقت سابق، يجد الباتنيون هذه الصائفة متعة حقيقية، في ظل توفر مرافق سياحية وأمكنة للتسلية أفرغت ممرات بن بولعيد من روادها، كونها ظلت المتنفس الوحيد للعائلات طيلة الصيف لسنوات، خصوصا الفئات التي يتعذر عليها الاستمتاع بفرص المخيمات الصيفية والتنقل إلى السواحل الجزائرية، على غرار حديقة التسلية بجرمة، حديقة الحروف بحي الاخضرار والمركب الثقافي الرياضي بكشيدة. من هذا المنطلق، سطرت مديرية الشبيبة لولاية باتنة برنامجا ثريا، يتضمن في مضامينه تحديد ميولات وتلبية رغبات أفراد المجتمع في المجال الثقافي والرياضي. يعد هذا البرنامج فرصة رائعة لكل أفراد العائلة من أجل الخروج والتمتع بنشاطاته التثقيفية والترفيهية، كونه سيحتل مساحة مهمة في انشغالات العائلات. كما يشهد البرنامج الصيفي جهود بعض الجمعيات النشطة التي تتطلع لجعل المدينة مهرجانا ثقافيا رياضيا غير منقطع، يتنوع بتنوع فصول السنة، في أجواء المهرجانات الثقافية والرياضية التي تشكل حدثا منتظرا على جدول الفعاليات المتزايدة باستمرار، لاسيما خلال هذه الصائفة، بفضل برنامج صيف باتنة الذي أعدته بلدية باتنة، إلى جانب برنامج دار الثقافة الذي يتضمن أنشطة ثقافية جوارية تنقل لدواء الولاية، وهي أنشطة تتقاطع مع الحدث السنوي مع مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال40 المبرمج في الفترة الممتدة بين 26 و30 جويلية الجاري. تأخذ البرامج المقترحة في الحسبان عدة أنشطة فنية وثقافية متواصلة للشباب طيلة فصل الصيف، بهدف تنشيط أحياء المدينة، مع تنظيم زيارات ميدانية للشباب إلى المواقع السياحية والتاريخية، إضافة إلى أنشطة رياضية وثقافية وسهرات فنية بالقطب الثقافي الرياضي، في شكل حفلات تنشطها كوكبة من نجوم الأغنية الجزائرية ووجوه فنية من المنطقة، لاسيما أن مسرح الهواء الطلق تم تدشينه بمناسبة الاحتفالات بالذكرى ال56 لعيدي الشباب والاستقلال، الذي أعيدت تهيئته في ظرف قياسي وأسندت مهام تسييره للديوان البلدي للثقافة والسياحة والرياضة ببلدية باتنة، وقد حول إلى تحفة فنية بعدما كان في وقت قريب وكرا للمنحرفين. لم يعد هناك ما يبرر تجارب فاشلة في احتواء الفعل الثقافي والرياضي في وجود كل أسباب نجاح التظاهرة المقامة هذه الصائفة، من مؤسسات ثقافية وساحات عمومية، فضلا عن حدائق التسلية بجرمة وفسديس، وهو ما يساهم في إثرائها وتمديد الموسم الثقافي الرياضي، حسب تطلعات القائمين على هذا النشاط، فضلا عن فضاء سياحي للتسلية بقرية حملة وموقع غوفي الذي سيستقطب زيارات سياحية، كما جرت العادة. المنتزه السياحي بحملة: فضاء آخر للترويح والاستمتاع بالمياه العذبة يتواجد هذا المنتزه السياحي في المكان المسمى امقر اغزران بأعالي "كوندورسي" في باتنة، وهو مشروع سياحي ضخم، حسب مالكه السيد العابدي لمنور، الذي يراهن على عملية توسيعه، وهو ما قيمته 25 مليار سنتيم، حسبما أكده مالكه لتوفير كل متطلباته، في مقدمتها تزويد المنتزه بالطاقة الكهربائية. يعرف هذا المنتزه إقبالا كبيرا للعائلات منذ بداية الصيف، بعد استتاب الأمن بالمنطقة، ويتوفر على فضاءات كبيرة للتنزه والراحة ويوفر الخدمات لزواره من إطعام ومواقف آمنة للسيارات. يمتد هذا المنتزه على مساحات مهمة مترامية وسط تضاريس طبيعية غنية بثروتها النباتية والحيوانية، في مقدمتها أشجار الأرز الباسقة التي تساعد على جلب واستقطاب اهتمام هواة الطبيعة، خاصة بالمرتفعات. يشكل هذا الموقع السحري منطقة عذراء لم تعبث بها يد بشر، حيث تبدو أشجار الأرز الأطلسي والبلوط الأخضر وبعض أنواع الأشجار الأخرى، كالقيقباء والنباتات والأزهار وغيرها، كأنها تعيش إلى حد الآن في هدنة مع الإنسان. وما يشد الانتباه بهذا الفضاء السياحي، طاولات الشواء الطازج وكل المستلزمات التي تحتاجها العائلات هناك من وسائل الراحة والأمن وغيرهما، حيث تتجلى مظاهر الفرحة والابتهاج على الزوار، إلى جانب ذلك، تتواجد بالمنطقة غابات مجاورة لهذا الفضاء المخصص للعائلات، زادت المنتزه بهاء بهذه المنطقة التي تشكل بقراها ومشاتلها الجبلية وينابيعها المائية المتدفقة هي الأخرى، واجهة متقدمة للسياحة الجبلية، حيث يستمتع الزائر بما تفنن به الخالق من مناظر طبيعية خلابة وجبال وكهوف ووديان يمتد فيها البصر بعيدا، فضلا عن ينابيع مائية تنافس قارورات المياه المعدنية في لذتها، وتستهوي الكثير من المواطنين ممن يريدون التنويع في مذاق وعذوبة المياه، مما يدفعهم إلى القيام بجولات في مختلف المناطق الجبلية بحثا عن منابع جديدة تتدفق منها مياه أكثر برودة وعذوبة. حديقة "لامبي بارك" للتسلية: قبلة العائلات الباتنية تبوأت حديقة التسلية والترفيه "لامبي بارك"، الواقعة على بعد 20 كلم شمال مدينة باتنة، مكانة هامة، إذ أصبحت قبلة العائلات الباتينية والزوار القادمين من الولايات المجاورة، خصوصا في فصل الصيف، وتستقطب يوميا الحديقة نحو 4 آلاف زائر. تتوفر على خمسة مسابح وسبعة ملاعب مطاطية مائية، كما توفر أجواء الراحة والتسلية خاصة تلك المزالق المائية المثيرة. تضم حديقة ‘'لامبي بارك" العائلية التي افتتحت في شهر جوان 2008، أيضا، 24 لعبة ووسيلة ترفيه للأطفال والكبار، منها أرجوحات "الترامبولين" والألعاب المنفوخة "الطوبوغون" الموزعة على وسط طبيعي ملائم، يتربع على 22 هكتارا من الأراضي المؤجرة لدى بلدية جرمة. يسهر القائمون عليها على ضمان الراحة وتوفير كل الخدمات الضرورية للزوار من مواقف السيارات والمطاعم ومحلات "البيتزا". ❊ ع/ب عبد السلام بزاعي