يرتبط موسم الصيف بالحرارة التي تدفع العائلات للبحث عن أماكن للتسلية والراحة، حيث لم تخرج العائلات الباتنية عن هذا الطرح في وجود التنوع وهو يشكل المعيار الأساسي أمام الفرص المتاحة للترويح عن النفس، خاصة أن الولاية تعززت بمكاسب ضمن برامج رئيس الجمهورية في هذا الصدد، فضلا عما تزخر به من معالم تاريخية وسياحية.. وتبقى الشواهد المادية تتمثل في الآثار لتحفظ للتراث هيبته وشخصيته. وكانت العديد من القضايا التي لها علاقة بالاستثمار السياحي وآفاق تطويرها وعصرنتها قد نوقشت في العديد من المناسبات خلال زيارات سابقة لسفراء بعض الدول الأوروبية بالجزائر. والواضح في هذا الشأن المحلي أن عوائق بعث السياحة في الأوراس تطرح بشكل ملفت لعدة اعتبارات بدء برحلة البحث عمن يخدم السائح، إلى توفير المرافق وعصرنتها وفق متطلبات العولمة والتطور الحاصل في الميدان لأن مشكلة الثقافة السياحية مطروحة. ويبقى الرهان على فرص الاستثمار التي وفرتها السلطات المحلية للقطاع الخاص، إذ يعد قطاع الاستثمار بولاية باتنة من بين القطاعات التي أولتها السلطات المحلية أهمية بالغة خلال السنوات الأخيرة، حيث أضحى ملف الاستثمار ضمن الأولويات لاسيما في ظل المشاكل التي شهدها القطاع، بفعل بيروقراطية الإدارة التي كانت بمثابة مانع أعاق نشاط المستثمرين وحال دون تجسيد مشاريعهم. فمقارنة بوقت سابق، يجد الباتنيون هذه الصائفة متعة حقيقية في وجود مرافق سياحية ولو على قلتها، وأمكنة للتسلية أفرغت محتوى ممرات بن بولعيد من محتواها التي ظلت المتنفس الوحيد للعائلات طيلة الصيف، خصوصا تلك الفئات المحدودة التي يتعذر عليها الإستمتاع بفرص المخيمات الصيفية والتنقل للسواحل الجزائرية. على غرار حديقة التسلية "بجرمة" وحديقة الحروف بحي الإخضرار، المركب الثقافي الرياضي بكشيدة. من هذا المنطلق، سطرت مديرية الشبيبة لولاية باتنة برنامجا ثريا يتضمن تحديد ميولات وتلبية رغبات أفراد المجتمع في المجال الثقافي والرياضي، حيث "أكد مدير الشبيبة والرياضة لولاية باتنة في حديث خاص ل«المساء" أن البرنامج يعتبر فرصة رائعة لكل أفراد العائلة للخروج والتمتع بنشاطاته التثقيفية والترفيهية. وسيشغل مساحة مهمة في انشغالات العائلات، وأن تنفيذ البرنامج الصيفي انطلق منذ شهر جوان الماضي، مشيرا إلى أنهم كمصلحة تتطلع لأن تصبح المدينة مهرجانا ثقافيا رياضيا يتنوع بتنوع فصول السنة. وتقترح المديرية حسب ذات المتحدث "عدة أنشطة فنية وثقافية متواصلة للشباب طيلة فصل الصيف لأحياء مدينة باتنة مع تنظيم زيارات ميدانية للشباب للمواقع السياحية والتاريخية، إضافة إلى أنشطة رياضية وثقافية وسهرات فنية بالقطب الثقافي الرياضي في شكل حفلات تنشطها كوكبة من نجوم الأغنية الجزائرية ووجوه فنية من المنطقة، إلى جانب نشاط بعض الجمعيات الثقافية التي بادرت بأنشطة على غرار جمعية الثقافة و الأصالة التي نظمت فعاليات الطبعة الثانية للأيام الوطنية لألعاب الخفة. المنتزه السياحي بحملة.... فضاء آخر للترويح عن النفس يتواجد هذا المنتزه السياحي بالمكان المسمى أمقر اغزران بأعالي "كوندورسي" بباتنة، وهو مشروع سياحي ضخم كما أشار مالكه السيد لمنور العابدي الذي يراهن على عملية توسيعه التي ستكلف حسب المتحدث 25 مليار سنتيم لتوفير كل متطلباته، وفي مقدمتها تزويد المنتزه بالطاقة الكهربائية. حيث يعرف إقبالا كبيرا للعائلات منذ بداية الصيف بعد استتاب الأمن بالمنطقة، كما يتوفر على فضاءات كبيرة للتنزه والراحة ويوفر الخدمات لزواره من إطعام ومواقف آمنة للسيارات. ويمتد هذا المنتزه على مساحات مهمة مترامية وسط تضاريس طبيعية غنية بثروتها النباتية والحيوانية وفي مقدمتها أشجار الأرز الباسقة التي تتوفر على شتى الإمكانيات والوسائل التي تساعد على جلب واستقطاب اهتمام هواة الطبيعة وخاصة بالمرتفعات. ويشكل هذا الموقع السحري منطقة عذراء لم تعبث بها يد البشر، حيث تبدو أشجار الأرز الأطلسي والبلوط الأخضر وبعض أنواع الأشجار الأخرى كالقيقباء والنباتات والأزهار وغيرها وكأنها تعيش إلى حد الآن في هدنة مع الإنسان. وما يشد الانتباه بهذا الفضاء السياحي، طاولات الشواء وكل المستلزمات التي تحتاجها العائلات هناك من وسائل الراحة والأمن وغيرهما حيث تتجلى مظاهر الفرحة والابتهاج للزوار. إلى جانب ذلك، تتواجد بالمنطقة غابات مجاورة لهذا الفضاء المخصص للعائلات، زادت المنتزه بهاء بهذه المنطقة التي تشكل بقراها ومشاتيها الجبلية وينابيعها المائية المتدفقة هي الأخرى واجهة متقدمة للسياحة الجبلية التي يستمتع بها الزائر بما أبدع الخالق من مناظر طبيعية خلابة وجبال وكهوف ووديان تمتد على مد البصر، فضلا عن ينابيع مائية تنافس قارورات المياه المعدنية في لذتها والتي تستهوي الكثير من المواطنين ممن يريدون التنويع في تذوق عذوبة المياه، ما يدفعهم للقيام بجولات في مختلف المناطق الجبلية بحثا عن منابع جديدة تتدفق منها مياه أكثر برودة وعذوبة.