يعتمد الكثيرون خلال فصل الصيف، على النظارات الشمسية، لحماية أعينهم من أشعة الشمس الحارة، فيقبلون على اقتناء أجمل الإطارات التي تناسب شكل وجوههم، ليجمعوا بذلك بين الحماية والجمال معا، متتبعين صيحات الموضة التي مست كذلك هذا المجال، إلا أن اقتناء تلك الأنواع بات يتم بشكل عشوائي ومن أسواق موازية تعد سلعتها غير مطابقة للمعايير الصحية، بذلك تشكل خطورة على صحة العينين. أنواع لا تعد ولا تحصى لتلك النظارات الشمسية المعروضة في السوق، بأشكال وألوان تطابق مختلف أشكال الوجه، منها المخصصة للرجال وأخرى للنساء، ومنها ما هي مخصصة للجنسين معا، وتلك الأنواع المعروضة في السوق تعرف نوعين، منها التي يراعي صناعها المعايير الصحية لسلامة العينين تحفظهما من مخاطر أشعة الشمس، ومنها المقلدة التي لا تحترم أي معيار من معايير السلامة، وتباع بأسعار منخفضة، الأمر الذي يجعل الإقبال عليها منقطع النظير لدرجة تجد البعض يقتني أكثر من نوع واحد منها، لجعلها أكسيسوارا يتماشى مع طلة اليوم وليس فقط لحماية العينين. في جولة ل«المساء"، توقفت فيها عند بعض المختصين في بيع النظارات الشمسية "الطبية" والمطابقة لمعايير السلامة، كان لنا حديث مع "بلال سراي" نظاراتي بالجزائر العاصمة، وصاحب محل "أوبتيك" لبيع النظارات الشمسية وكذا الطبية، أوضح لنا أنه يمكن الفصل بين فئتين من المستهلكين، فئة لها وعي صحي بكل التفاصيل التي تتعلق بالمشتريات التي تقتنيها والتي تبحث عن مصدرها وعن تأثيراتها على الصحة، في حين يمكن أيضا تمييز فئة أخرى وهي الفئة التي تستهين بشكل كبير بتلك التفاصيل ولا توليها أية أهمية، إلى درجة أنها تتحاشى النصيحة وتلك الفئة عادة ما تستميلها الأسعار المغرية لتلك السلع، وهنا يضيف: "نتحدث عن النظارات الطبية والأخرى الشمسية"، أما الأولى فعادة ما يكون الفرد ملزما من طرف طبيب العيون في اقتناء الأنواع الأصلية، إذ أنها تتطلب رقما دقيقا، حسب الحالة الصحية لعينيه، سواء كانت نظارات لتصحيح قرب النظر أو بعده، وهذا لا يمكن للنظارات المقلدة تقديمه، فيقبل الفرد على المحلات المعتمدة لاقتناء زجاج النظارات وإطارات، حتى وإن كان في بعض الحالات يتم اقتناء الإطارات "المقلدة" من محلات أخرى، أما بالنسبة للنظارات الشمسية فهناك حديث آخر، مؤكدا أن غالبية الجزائريين ليست لهم ثقافة الاستثمار في نظارات شمسية أصلية، وإنما يفضلون اقتناء أنواع مقلدة لتتبع الموضة، لاسيما أن المحلات المعتمدة للنظاراتي لا تعرض أنواعا مختلفة من هذا الأكسيسوار، إنما تعتمد في مبيعاتها بشكل أكبر على النظارات الطبية، وهذا ما يجعل الفرد يركض وراء الموضة في الأسواق الموازية. أشار المتحدث أيضا إلى بعض العلامات التجارية الأخرى التي اختصت في السنوات الأخيرة في عرض في الأسواق، محلات مختصة في بيع النظارات الشمسية، حيث قال: "حقيقة تلك المحلات تعرض أنواعا ذات جودة من النظارات الشمسية، إلا أن أسعارها المرتفعة تبقى عائقا أمام الكثيرين، مما يجعل البعض يعزفون على اقتنائها لتستمليهم الأنواع المقلدة التي لها نفس التفاصيل، لكن بأسعار منخفضة". عن مخاطر الأنواع المقلدة، يقول المختص، إنها تتلف شبكة العين، لاسيما أن الزجاج المستعمل هو في الحقيقة مادة بلاستيكية وليس زجاج، ومصنوع من مواد معادة التدوير، مما يجعلها لا تحمي من الأشعة فوق البنفسجية، وتسمح بذلك بمرور أشعة الشمس الضارة وإتلاف العين، حيث تقوم بخداع حدقة العينم وهو ما يسبب دخول هذه الأشعة، بالتالي إلحاق الضرر بها، كما أنها تؤدي إلى دمار شبكية العين وحدوث مشكلات في النظر. تسبب النظارات المقلدة الصداع، مع حدوث زغللة بالعين، فهي لا تحتوي على مرشحات لحماية العين، كما تسبب ألم بالعينين وحدوث ازدواجية الرؤية. إن أكثر النظارات ضررا، تلك التي تحتوي على الزجاج العاتم، إذ أنها توهم العين بغياب الأشعة وتتسبب في توسع بؤبؤ العين، بالتالي تسمح بدخول كمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية وتصيب بظفر العين، تؤدي إلى نمو طبقات مليئة بالشعيرات الدموية، في حين تمنع نظارات الشمس الأصلية دخول الأشعة فوق البنفسجية الضارة للعين، حيث تصنع النظارات الأصلية من مادة تعرف ب«البلورايز" التي تسمح برؤية أوضح.