تعرف العديد من دورات المياه بالمؤسسات التربوية، خاصة بالابتدائية، والمنتشرة عبر العديد من بلديات ولاية قسنطينة، وضعية جد مزرية بسبب غياب النظافة بها، حيث وقف أعضاء لجنة التربية والتعليم التابعة للمجلس الشعبي الولائي على وضعية المراحيض الكارثية، التي تفتقد لأدنى شروط النظافة، أو الشروط الصحية اللازمة التي يحتاجها التلاميذ أثناء تواجدهم بالمدرسة. قدمت لجنة التربية والتعليم ملفا قاتما عن وضعية دورات المياه أو "المراحيض" بالمؤسسات التعليمية، حيث جاء في التقرير الذي استلمت "المساء" نسخة منه، أن دورات المياه بجل المؤسسات التربوية، على غرار ابتدائية "أحمد بوالصوف" بوسط المدينة، وابتدائية "رابعة العدوية" بوادي الحد ومتوسطة "شيهاني بشير" ببلدية الخروب و«مصطفى فيلالي" ببلدية ابن باديس و«زغيب محمد" بعين السمارة وغيرها، في حالة يرثى لها وتنعدم بها النظافة، بسبب قلة مواد التنظيف وعدم وجود اليد العاملة. كما أن معظمها قديم يحتاج إلى إعادة تهيئة داخليية وخارجية، حتى يتمكن التلاميذ من استعمالها، فأبوابها متآكلة وتنبعث منها روائح كريهة، وتنعدم بها الأماكن المخصصة لغسل الأيدي، زيادة على نقص الإنارة والتجهيز. أضاف أعضاء لجنة التربية والتعليم خلال زيارتهم الميدانية مؤخرا، للعديد من المدارس، أن أغلبية دورات المياه غير مستغلة بسبب انعدام التهيئة الداخلية والخارجية على مستواها. كما هو حال مدرسة "قاسمية محمد الصالح" ببلدية ابن زياد، وهناك أخرى لا توجد بها أنابيب صرف صحي، كل هذه الظروف التي تؤرق يوميات التلاميذ، خاصة أنهم عند تواجدهم بمدارسهم، يحتاجون إلى خدمات المراحيض، التي باتت تقف عائقا في وجوههم نظرا لوضعيتها المزرية، وهو ما يحول دون استعمالها من طرف التلاميذ. أعضاء اللجنة وبعد تقريرهم الأسود عن وضعية دورات المياه، طالبوا بإيجاد حلول جذرية لها مع الدخول المدرسي المقبل، حيث أكدوا أنه من غير المعقول أن يدرس التلاميذ في وضعية مشابهة لما وقفوا عليه، رغم الملايير التي يتم صرفها في قطاع التربية، حيث طالبوا بضرورة إعادة الاعتبار لكل دورات المياه التي تعاني الإهمال والتسيب في المدارس وإعادة تهيئتها وكذا توفير اليد العاملة، مع توفير أماكن غسل الأيدي ومواد التنظيف، ووجوب إعادة أنابيب الماء المتآكلة بسبب الصدأ لضمان السلامة الصحية للتلاميذ. الجدير بالذكر أن نفس اللجنة وقفت مؤخرا على الوضعية المزرية لواقع الإطعام المدرسي بمدارس بلديات الولاية، حيث رسم أعضاؤها صورة سوداء عن واقع المطاعم المدرسية، التي قالوا بأن تسييرها من طرف البلديات يسبب ضعف التحصيل العلمي للتلاميذ، بعدما أكد التقرير المقدم من قبل لجنة التربية والتعليم، أن جل المطاعم المدرسية، خاصة الابتدائية منها، البالغ عددها 342 والمنتشرة على مستوى 391 مدرسة عبر كامل تراب الولاية، تعرف وضعية مزرية ولا ترقى إلى مستوى الخدمات المطلوبة.