تحولت معظم المدارس الابتدائية عبر تراب ولاية معسكر إلى وضعية كارثية لا تساعد التلاميذ على مزاولة دروسهم في ظروف جيدة، حيث باتت دورات المياه بالكثير من المدارس الابتدائية غير صالحة، رغم أهميتها الصحية باعتبارها شرطا ضروريا في نجاح العملية التعليمية. ركزت لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني على معاينتها للمدارس، ولاحظت أن بعضها ضاقت ويستوجب توسيعها أو ترميمها، وجلها يحتاج إلى إعادة تجديد أبوابها وطلائها وتوصيل أنابيب الماء إليها. كما لاحظت اللجنة أن دورات المياه عبر أغلبية المدارس تفتقر إلى النظافة لعدم وجود خزانات المياه ونتج عن ذلك تراكم الأوساخ، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة وإصابة بعض التلاميذ بالتهابات خطيرة. كما سجلت اللجنة في إحدى المدارس انعداما كليا لأبواب المراحيض، ما جعل التلميذ ينفر من الدخول إليها بسبب مشاكل التلاميذ المصابين بداء السكري، حسب شهادة بعض المديرين بالمدارس الابتدائية. كما أن الكثير من ساحات المدارس تعيق المعلمين عن القيام بتدريس مادة الرياضة، نظرا لتصاعد الغبار والأتربة، فأغلبية هذه الساحات ترابية وحصوية تغمرها الأوساخ، إذ أصبحت هاجسا يقلق الأولياء وباتت مصدر خطر على التلاميذ، مع تواجد التجهيزات المختلفة من كراس وطاولات مرمية في كل مكان من هذه الساحات مع غياب المساحات الخضراء. تسربات للمياه تغرق الأقسام والمكاتب ومن خلال الاجتماعات التي قامت بها لجنة التربية، وإثر الزيارات الميدانية وبناء على شهادة بعض مديري المدارس والمؤسسات التربوية، فإن الكتامة تشكل الهاجس الأكبر لبعض المدارس التي تعاني من تسربات الماء في الأقسام والمكاتب والمطاعم، ما أدى إلى تدهور البنايات وتشقق جدران الأقسام التربوية، رغم أن الكثير منها لم تمر على بنائها سوى سنوات قليلة. كما تحولت بعض المدارس إلى ورشات بعد انطلاق أشغال تهيئة وبناء داخلها تشكل حركة الشاحنات وضجيج العمال إزعاجا يؤثر على تركيز التلاميذ، ما يستوجب إعطاء عناية خاصة واهتماما للمؤسسات التربوية، وهذا عند انتهاء الأشغال واستلامها وعدم إمضاء المحاضر النهائية إلا عند التأكد من مدى سلامة الأشغال. كما أن تسيير المدارس الابتدائية من طرف المجالس الشعبية البلدية انعكس سلبا على صورة المدرسة نظرا لعجز ميزانية البلدية وعدم قدرتها المالية على طلاء كل المدارس الابتدائية. كما أن عملية طلاء بعض المدارس لم تجدد منذ 15 سنة كاملة. ويشار في هذا السياق الى مساهمات بعض المعلمين في شراء الدهن لإعادة طلاء أقسامهم.. عاملة واحدة للمطعم وغسل دورات المياه.. والملاحظ أن اليد العاملة غير مؤهلة وغير متخصصة في الكثير من الأحيان، حيث كلفت بمهام تتطلب كفاءة وتكوينا خاصة في مجال الطبخ، إذ أن عاملة واحدة تقوم بطبخ الوجبات الغذائية وتقديمها للتلاميذ وتنظيف المطعم وغسل الصحون وتنظيف الأقسام ودورة المياه.. وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء العاملات لا يخضعن للفحوصات الطبية العادية حتى يتمكن من القيام بهذه الأعمال الحساسة، وأن اليد العاملة موزعة توزيعا غير عادل على المدارس مع وجود عمال يشتكون من كثرة الأعمال المسندة لهم. أما فيما يخص السبورات البيضاء فليست معممة على جميع المدارس، خاصة وسط مدينة معسكر، حيث اشتكى بعض المعلمين من خطورة استعمال الطباشير ذي النوعية الرديئة وانعكاساته على صحة المعلم والتلميذ، إضافة الى جملة من النقائص تمثل بعضها في استعمال غاز البوتان بدل البروبان، وعدم استعمال بطاريات مخصصة للطبخ وضعت منذ سنة بحجة عدم توفر غاز البروبان وعدم وجود مخازن، وخزانات الماء مكشوفة للعلن بدون تأمين أو تغطية.. عرضة للغبار والأوساخ، ما يشكل خطرا على صحة التلاميذ والمعلمين والعمال. يحدث ذلك رغم المراسلات العديدة والمتعددة لمديرية التربية لرؤساء البلديات والدوائر من أجل التكفل الجيد بهذه المدارس الابتدائية.