رؤساء بلديات يتخلون عن دورهم في تسيير الإبتدائيات و المدراء غاضبون -16حافلة للنقل المدرسي وزعتها الولاية على البلديات خصصت لاغراض اخرى - الإستيلاء على مطعم بمدرسة حمو بوتليليس بعين الترك و تحويله لمتاجر حررت لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي مؤخرا عقب خرجات ميدانية تقريرا أسود عن الوضعية المزرية للمؤسسات التربوية بعاصمة غرب البلاد في مقدمتها المدارس الإبتدائية جراء تخلي رؤساء البلديات عن دورهم المنوط بهم تجاهها كونهم مسؤولون عن تسييرها، رفقة المقتصدين و مدراء المدارس. تطرقت لجنة التربية و التعليم و التكوين بالمجلس الشعبي الولائي بوهران لجملة من التجاوزات الحاصلة في قطاع التربية بوهران من خلال تناول فضيحة تحويل مطعم مدرسي بمدرسة حمو بوتليليس بعين الترك لمحلات تجارية و دعت عضو اللجنة مفيدة دياب من خلال ذات التقرير المرفوع للسلطات الولائية للتدخل العاجل لوضع حد لهذا التجاوز الكبير ،و كان مطعم المدرسة الإبتدائية حمو بوتليليس بعين الترك محل أطماع الكثيرين من أجل الإستحواذ عليه لغرض تحويله لأغراض شخصية و من ضمنها تحويله لمطعم و محلات تجارية في ظل تهاون و تساهل الجهات الوصية ويشار الى ان مدرسة حمو بوتليليس بعين الترك كانت محل اطماع من قبل حيث سبق لمصالح المجلس الشعبي البلدي سنة 2015 ان منحت المقر القديم للحرس البلدي المتاخم لمدرسة بوتليليس،للمنظمات الوطنية و المجتمع المدني، و تمت المصادقة على المداولة في الدورة العادية، لكن انتهز عدد من الأشخاص الوضع وقاموا بالاستيلاء على مطعم مدرسي بذات المدرسة الابتدائية و محاولة تقاسمها و تشييد بنايات فوضوية داخل أسوارها، منظفات لاعداد الوجبات بابتدائية بومنصور محمد واولياء يساهمون في شراء مواد التنظيف في مدرسة منقني ولم تقتصر الامور على اكتشاف محاولة تحويل مطعم مدرسي عن طبيعته ليصبح محلا تجاريا تابعا للخواص بل قامت لجنة التربية من خلال معاينتهابكشف حقائق تثبت تقاعس الاميار عن التكفل بالمدارس ،و كشف العمال و أولياء التلاميذ بمدرسة منقني بحي بن سمير لاعضاء لجنة الابيوي بأن أولياء التلاميذ أصبحوا يجلبون مواد التنظيف لمنع انتشار الروائح النتنة بهذه المؤسسة ، في ظل غياب تام للدعم المحلية، بينما تطرق العمال للوضعية الكارثية لصهريج المدرسة المائي المليء بالصدأ ،الأمرالذي دفع مسؤول المدرسة لجلب صهريج بلاستيكي من بيته، وتطرق التقريرلرداءة الوجبات الغذائية المقدمة بالمطعم ، كما يعاني ايضا تلاميذ المدرسة الإبتدائية،بومنصور محمد،ووقفت اللجنة على حقائق صحية خطيرة من بينها اشراف عاملات النظافة على تنظيف الحمامات و المراحيض و في نفس الوقت يقمن بتحضير الوجبات الغذائية في ظل نقص التاطير ونقص اليد العاملة المؤهلة للطبخ واكتشف الاعضاء ان التلاميذ قاطعوا المطعم المدرسي الذي تصرف عليه ميزانيات سنوية معتبرة بأوامر من أولياء التلاميذ المتخوفين على صحة ابنائهم ،واثار انتباه الاعضاء ما شاهدوه من عفن واوساخ وتدهور فظيع لحالة دورات المياه في ظل الغياب الكلي للمنظفات، بينما تناولت اللجنة في تقريرها مسالة العدد الكبير للتلاميذ الذي فاق 50 تلميذ في القسم بهته المدارس الابتدائية -تلاميذ يتناولون وجبات باردة والسبب غياب الكراسي-- وفي سياق غير بعيد عن ما تعانيه الابتدائيات بعاصمة الغرب ترى لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي انه حان الوقت لفتح تحقيق معمق لمعرفة وجهةالأموال والميزانيات المرصودة لربط المؤسسات التربوية بالتدفئة،اذ رغم كل الاغلفة والاعانات المالية التي وجهتها السلطات الولائية للبلديات قصد تزويد المدارس بالتدفئة الا ان "دار لقمان بقيت على حالها "و لا زالت نحو 180 مؤسسة تفتقد للمدفئات بينما تم تزويد المدارس بالاجهزة لكن لم يتم إيصالها بعد بشبكات غاز المدينة،ومن ضمن هذه المؤسسات التعليمية 14 إبتدائية ببلدية بئر الجير ،ناهيك عن الوضعية المزرية لعدد معتبر من المتوسطات لاسيما القديمة منها على غرار متوسطة عدة بن عودة ببلدية مرسى الحجاج التي تشققت معظم جدرانها، إضافة للنقص الملحوظ في عددالعمال بمطاعم الإبتدائيات أين أصبحت المنظفات تجمعن بين مهمتي التنظيف وتحضير الوجبات للتلاميذ .وبشكل لا يختلف عن واقع النظافة بالعديد من المدارس تطرقت اللجنة ايضا لما يحدث من مهازل و سوء تسيير خاصة في المطاعم المدرسية عبر بلديات وهران ووقفت اللجنة المذكورة على العديد من الفضائح و في مقدمتها تناوب التلاميذ على تناول وجبات الإطعام لنقص و غياب الكراسي اللازمة، و اعتبرت اللجنة هذا الامر بمثابة فضيحة باعتبار رصد الملايير لتسيير ملف الإطعام المدرسي ، والاغرب من ذلك تقتصر هذه الوجبة التي تلتهم الملايير سنويا على حبات من التمر الرديئ ، و قطع من الجبن و الخبز، و فاكهة ، في ظل غياب وجبات ساخنة بمعظم المطاعم المدرسية حسب تقرير اللجنة الذي حمل المسؤولية لمدراء المؤسسات التربوية و كذلك رؤساء البلديات بخصوص مسالة تدهور اوضاع المطاعم 80 بالمائة من المدارس الإبتدائية الموزعة عبر 26 بلدية تفتقر لشبكات غاز المدينة كما عاين اعضاء لجنة التربية معظم المؤسسات التربوية المتوزعة عبر ارياف وهران وحواضرها ،اين اكتشفوا ان السواد الاعظم من المدارس تعاني من عدم ربطها بغاز المدينة ويعاني تلامذتها من انعدام التدفئة رغم انجازاشغال تزويدها باجهزة تدفئة مركزية،و بلغ عدد المدارس الابتدائية المعنية بهذا الجانب حسب تقرير لجنة التربية و التعليم ،نحو 180 مدرسة إبتدائية و هو ما دفع بالمعلمين و المعلمات إلى منع التلاميذ من نزع معاطفهم سيما بالقرى و البلديات النائية كبن فريحة و عين الكرمة ، العنصر ، بوتليليس و عين البية و مرسى الحجاج تلاميذ يقطعون مسافة 10 كيلومترات مشيا على الأقدام يوميا بقرية "القرايدية" بوهران وفي ظل الحديث عن واقع قطاع التربية وبعيدا عن تقرير لجنة التربية والتعليم لازال سكان قرية "القرايدية" ببلدية طافراوي جنوبوهران يناشدون والي الولاية للتدخل والحيلولة دون تحويل مشروع لإنجاز مدرسة إبتدائية مخصصة لتجمعات سكنية نائية إلى حي جديد استفاد من مشروع لإنجاز مدرستين. و اعرب بسكان قرية القرايدية وتجمعات سكنية نائية عن سخطهم وتذمرهم من القرار الذي فاجأهم والقاضي بتحويل مشروع انتظروه منذ سنوات لفائدة حي آخر كان سكانه قد استفادوا من مشروع مماثل. وحسبما اوضحه قاطنوا قرية القرايدية، فإن مشروعا لإنجاز مدرسة ابتدائية كان مبرمجا منذ أكثر من عشر سنوات بقريتهم اتي عرفت تزايدا سكانيا خاصة وان عشرات التلاميذ يقطنون بالقرية و تجمعات سكنية أخرى لازالوا يعانون من مشقة قطع مسافة طويلة تصل إلى 10 كيلومترات يوميا للالتحاق بمقاعد الدراسة وغالبا ما يتنقلون مشيا على الأقدام بسبب تذبذب النقل المدرسي، وبعد احتجاجات متكررة تم بعث المشروع مجددا، وبعد استبشار أولياء هؤلاء التلاميذ بقرب انطلاق المشروع، فوجئ الجميع بأن المشروع تم تحويله لفائدة حي 70 مسكن الجديد ببلدية طافراوي والذي رحلت إليه العائلات، بل وأكثر من ذلك أنه تم تخصيص مشروعين لإنجاز مدرستين ابتدائيتين، وتمت برمجة المشروع الثاني لسكان حي 200 مسكن المحاذي للحي الأول، وهو ما استغربه السكان الذين رفضوا أن يتم إنجاز مدرستين في مكان واحد، بينما يتم تهميش مناطق أخرى -المطالبة بإنشاء مؤسسة ولائية للنقل المدرسي لجنة التربية والتعليم تطالب بانشاء مؤسسة ولائية للنقل المدرسي بوهران ولا تنتهي معاناة التلاميذ من انعدام التدفئة وبرودة الوجبات وانتشار القاذورات في دورات المياه وكثير من النقائص البيداغوجية الاخرى ،بل تتواصل وتتفاقم اذا ماعلمنا ان النقل المدرسي تشوبه كذلك العديد من التجاوزات "المسكوت " عنها ،بدليل ان التقرير المذكور اكد تحويل 16 حافلة للنقل المدرسي عن اغراضها الرئيسية المتمثلة في توفير النقل للتلاميذ فقط ، ليتضح من خلال المعاينة والمراقبة الميدانية التي قام بها اعضاء لجنة التربية والتعليم ان الحافلات ال16 التي سلمتها مصالح الولاية للبلديات الفقيرة والنائية كاعانة لتوفير خدمة النقل المدرسي خلال سنة 2014 ،قد وجهت لاغراض اخرى في البلديات ، وساهم هذا الوضع غيرالمقبول في تفاقم معانا التلاميذ خاصة بالاماكن البعيدة على غرارقرية الراس الابيض التابعة لبلدية عين الكرمة ،ومنطقة قدارة ببلدية العنصر وحتى القرية التابعة لبلدية عين الترك وغيرها من المناطق التي يعاني فيها التلاميذ للوصول الى مقاعد الدراسة ،وللتخلص من هذا الاشكال المتكرر ، اقترحت اللجنة انشاء مؤسسة ولائية للنقل المدرسي تتكفل بنقل التلاميذ وتتعاقد معا البلديات بشكل سنوي ،حيث يمكن مسائلتها حول المهام المكلفة بها عكس الوضع الحالي اين تتشعب المسؤوليات وتغيب الرقابة ، ويدفع التلاميذ الثمن عن طريق تخليهم عن مقاعد الدراسة مبكرا بسبب نقص امكانيات اوليائهم التي لا تسمح لهم بالتكفل بمصاريف النقل والاطعام بشكل يومي ،خصوصا وان المناطق الريفية كثيرا ما تتميز بنسبة فقر عالية مقارنة بالحواضر "الأميار" في قفص إتهام مدراء المدارس الإبتدائية ولا تقتصر المعاناة على التلاميذ فقط بل اضحى مسؤولو المؤسسات التربوية يعانون من مظاهر البيروقراطية ويشتكي الكثير منهم ، من تهرب بعض الأميار من ايجاد حل للمشاكل التي تتخبط فيها عديد المدارس، اذ لازالت المداس ببعض البلديات خارج الاهتمامات و اصبح الكثير من المدراء يعانون بسبب تراكم الكثير من المشاكل في هذه المدارس، وعدم إيجاد حل لها و انعكس الوضع سلبا على ظروف تمدرس التلاميذ. وكمثال حي وعينة فقط ، أكد مدير مدرسة ابتدائية تقع بدائرة بئر الجير،أنه قضى أشهرا طويلة في البحث عن رئيس البلدية، دون فائدة ترجى، وأضاف المتحدث، بأنه استعمل جميع الطرق من أجل محاولة الوصول إلى هذا " المير" وطرح عديد الانشغالات لكن دون تحقيق أية نتائج، حيث لم يتمكن هذا المدير من الفوز حتى بلقاء ومشاهدة رئيس البلدية، وهذا من أجل طرح عديد الانشغالات التي تعاني منها مدرسته. و يشتكي مدراء آخرون من تماطل مصالح بعض البلديات في التدخل وايجاد حلول للمشاكل، حيث يؤكد بعض المدراء بأنهم يضطرون للاتصال مرارا وتكرارا بالبلديات التابعة إليها ، لكن غالبا ما يأخذ مسؤولو هذه البلديات وقتا طويلا في حل مشاكل المدارس، وكثيرا ما يتناسى مسؤولو بعض البلديات الأمر وهناك من المدراء من أكد بأن مصالح البلدية لا تتدخل في حال الاتصال بها، وأنه يلجأ إلى معالجة المشكل بنفسه،وكثيرا ما يهتم "الاميار" بالمدارس الواقعة في وسط المدينة بينما يتم التماطل في التكفل بانشغالات مدراء المؤسسات التعليمية النائية..