أُسدل الستار، ليلة أمس الأول، على فعاليات الطبعة الرابعة عشرة لمهرجان جميلة الثقافي الدولي، في سهرة تداول على ركح كويكول ستة فنانين من مختلف الطبوع الجزائرية، سطع فيها اسم الفنان كادير الجابوني، الذي كان مسك ختام المهرجان، وعرف كيف يزعزع موقع جميلة، ويرحل بجمهوره العريض الذي جاء من كل حدب، إلى عالم الأغنية الشابة بأحسن ما تضمّنه ريبرتواره الفني. بعد خمس ليال أضاءت سماء جميلة تداول على خشبتها أزيد من 25 فنانا جزائريا من مختلف الطبوع الجزائرية، ودّعت المدينة الأثرية كويكول مهرجانها السنوي، في ليلة ساحرة، حكت عشق الإيقاع والكلمة، فكانت نسخة طبق الأصل لليالي السابقة من حيث الأطباق الفنية المقدمة، لكنها كانت متميزة من جانب الحضور الجماهيري الغفير للعائلات، والشباب الذين غزوا الموقع الأثري منذ الساعات الأولى؛ في سهرة امتزجت فيها الأغنية السطايفية بالنايلية والترقية والرايوية، واستحقت أن تكون سهرة ناجحة بامتياز. وكان شرّف افتتاحها القادم من عاصمة أولاد نايل الفنان خالد ديديا، الذي سافر بالحضور إلى عالم النغمة البدوية النايلية، منها الأغنية الشهيرة "يا لالة يا تركية" التي غناها العديد من الفنانين، بالإضافة إلى مجموعة من أغاني "الآي ياي"، ليفسح المجال للأغنية الرياضية والوطنية التي مثلها المطرب محفوظ، الذي عاد بالحضور إلى أفراح ملحمة أم درمان، وألهب عشاقه بأغنيته الشهيرة "وان تو ثري فيفا لالجيري"، وغنى "الجزائر ديما في قلبي"، ليعتلي بعدها ابن مدينة سطيف ياسين التيقر الذي كان "نمرا" بحق، فاصطاد الجماهير الحاضرة من خلال تأدية أغانيه ذات الطابع السطايفي، فردد معه الجمهور أغنية "حلي لاكام"، قبل أن يذوب السكر، لتحلو قهوة السهرة بأغنية "حبة سكر"، التي أعطت ذوقا لحياة التيقر من خلال تأديته أغنية "هذي حياتي"، وغنى "ريحة الجنة" التي تتغنى بالأم. الطابع السطايفي كان حاضرا أيضا في آخر ليالي جميلة بالشاب رشدي، الذي أطرب عشاقه بمجموعة من الأغاني القديمة من ريبارتواره الفني، استهلها بأغنية "يا عمري غير حسي بيّ" وأغنية "حدة حدة واش بغيتي عندي"، ليفسح بعد ذلك المجال لفرقة "تيكوباوين"، التي سافرت بالجماهير إلى عمق الصحراء وسحر الطاسيلي بالإمزاد العالمية، صانعة بذلك فسيفساء تجاوب معها الجمهور الكبير، فغنت تيكوباوين للسلام والحب والأمل الجميل، ليوقع نجم السهرة كادير الجابوني على ورقة اختتام المهرجان في حدود الساعة الواحدة من صبيحة أمس زعزع بها المدينة الأثرية، بعدما راح المئات من الشباب القادمين من الولايات المجاورة، فاستحق أن يكون أحسن سفيرا لأغنية الراي، غنى "ماما ميا"، "باي باي مع السلامة" و«احكي يا زمان" وأحسن ما تضمّنه ريبرتواره الفني. ❊ منصور حليتيم تصريحات النجوم كادير الجابوني: إشاعة ثقافة المحبة بين الفنانين على هامش مهرجان جميلة الدولي في الطبعة 14، عقد نجم الأغنية الرايوية كادير الجابوني، ندوة صحفية، أكد من خلالها أنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها بجمهوره في المهرجان، وأنه شرف له أن يكون حاضرا معه في السهرة الختامية. وبخصوص المهرجان الذي كانت طبعته جزائرية أكد كادير أنها جاءت تدعيما للفنان الجزائري وإعادته إلى الواجهة. وعن جديده كشف صاحب أغنية السونترال ولابريقاد، أنه بصدد التحضير لديو غنائي سيجمعه بالشاب نصرو الشهر المقبل، إذ سيتم تصوير فيديو كليب الشهر المقبل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالإضافة إلى فيديو كليب آخر، سيجمعه بكل من الشاب نصرو والشاب بلال، والذي سيكون بالطابع الرايوي أيضا. وفيما يتعلق بمقاطعة المهرجانات أضاف كادير أنه ابن الشعب، ومقاطعة المهرجانات لم تكن سوى للمطالبة بالحقوق وتجسيدا للانشغالات، خاصة أنها تزامنت وبرمجة إحيائه بولاية ورقلة؛ قال: "السكان كانوا يعلمون أن الإعلام سيكون متواجدا، وبالتالي كانت فرصة لهم لإيصال صوتهم إلى الجهات المعنية، وإن شاء الله أكون سببا في إيصال صوتهم". كما دعا الفنانين إلى زرع ثقافة المحبة بينهم، والمنافسة الشريفة، كما هو موجود في الدول الأخرى؛ "في الدول الأخرى أول من يهنئ الفنان أثناء إصدار ألبومه هو الفنان وليس الجمهور"، وكذا يجب أن يكونوا يدا واحدة. وبخصوص ألبوم "الحلم" صرح كادير بأنه اختار هذا العنوان لأن الحلم مرتبط بشخصية أي إنسان، مضيفا أنه لأول مرة يُصدر ألبوما يتضمن ست أغاني، وكلها فيديو كليبات. كما كشف عن إحيائه عدة حفلات ومهرجانات داخل وخارج الوطن، آخرها مهرجان المغرب، مسترسلا في حديثه أنه لم يصل إلى العالمية بعد؛ "لم أصل إلى العالمية بعد، ولازال أمامي عمل كبير حتى أصل إلى العالمية التي وصل إليها الشابان خالد ومامي". ياسين تيقر: مشاركتي أضافة نوعية لمسيرتي قبل اعتلائه المنصة وإمتاع جمهوره الذي كان حاضرا في السهرة الختامية لمهرجان جميلة الدولي في طبعته 14، التقت يومية "المساء" بابن عاصمة الهضاب العليا ياسين دلالي أو المعروف في الوسط الفني بياسين تيقر، الذي أكد أن هذه رابع مشاركة له في مهرجان جميلة، التي أضافت له في مسيرته الفنية وبخصوص مقاطعة المهرجانات أكد تيقر أنه ابن الشعب، ومن حق الشعب المطالبة بحقوقه ولكن بطريقة سلمية، فمثلما لهم الحق في السكن وفي الماء والكهرباء فالفن أيضا من حقهم. وعن جديده أكد تيقر أنه سيكون في الأسواق بعد عيد الأضحى المبارك. ألبوم يضم عدة أغان بالطابعين السطايفي والرايوي، وفيها كلام نظيف، ويُستمع أمام كل العائلات الجزائرية، مقدما شكره للقائمين على المهرجان. الشاب رشدي: انتظروا جديدي بعد العيد بعدما أمتع وأطرب الجمهور الذي كان حاضرا في السهرة الختامية لمهرجان جميلة الدولي في الطبعة 14، جمعت يومية "المساء" دردشة قصيرة بالشاب رشدي، الذي أكد أنها المرة الرابعة التي يشارك فيها في المهرجان، وهو سعيد بلقاء جمهوره بعيد غياب سنوات عنه. وبخصوص طبعة المهرجان الجزائرية صرح رشدي بأنها طبعة مميزة، وأرجعت للفنان سمعته، وأعطته فرصة للقاء جمهوره، وجمع شمل الفنانين الجزائريين. وعن جديده أكد رشدي أنه سيكون جاهزا بعد عيد الأضحى المبارك والذي يحمل عنوان "يحيا أولاد بلادي". كما دعا فناني الجيل الصاعد إلى الالتفات إلى الأغنية السطايفية، لأن هذه الأخيرة غنية بكلماتها ولها مكانتها. وبخصوص المهرجان صرح رشدي بأنه لا يهم من ينظم المهرجان؛ "المهم أن تكون الطبعة ناجحة وتعطي صورة جميلة عن الجزائر داخل وخارج الوطن، وتسمح للجمهور بلقاء جمهوره عن قرب". قائد فرقة تيكوباوين: أغاني الفرقة كلها هادفة بعدما أخذت الجمهور الذي قدم من جل ولايات الوطن إلى عالم الأغنية الصحراوية والتراث الصحراوي في مهرجان جميلة الدولي في طبعته 14، أكد قائد فرقة تيكوباوين السيد السعيد بن خيرة، أنها أول مشاركة لها في المهرجان، وشرفٌ لهم أن يكتشفوا الجمهور السطايفي، الذي طالما سمعوا أنه ذواق للفن وعن الفرقة أكد أنها تضم أعضاء من ولايات تمنراست، بشار وبرج باجي مختار. وتيكاوبين هو اسم أمازيغي بمعنى سيوف الصحراء. وهي تقدّم الطابع الترقي العصري، وكل أغانيها هادفة ولها علاقة بالمجتمع وبالسلام، وتستعمل في أغانيها الإيقاع والآلات التقليدية على غرار الجامبي وكليباز. ❊ آسيا عوفي أصداء المهرجان ❊ أكد مدير النقل بالنيابة السيد ياسين صابر، أنه لأول مرة تلقى هذه الطبعة نجاحا كبيرا، خاصة أن في الطبعات السابقة كل الحافلات التي كانت مسخّرة للجمهور، كانت تذهب فارغة، أما هذه السنة فكلها ممتلئة عن آخرها. ❊ عرفت السهرة الختامية من مهرجان جميلة الدولي إقبالا منقطع النظير، خاصة من طرف العائلات التي بقيت إلى حدود الثانية صباحا، للاستمتاع بما قدمه الفنانون. ❊ كشف محافظ مهرجان جميلة عن الخطة التي اعتمدها المحافظة لإنجاح المهرجان، والتي كانت خطة إعلامية متناسقة بين كل الجهات. ❊ أثنى كل الفنانين الذين صعدوا على المنصة أول أمس، على التنظيم المحكم؛ سواء من طرف محافظة المهرجان أو مصالح الأمن والدرك الوطنيين. ❊ ألهب كادير الجابوني الموقع الأثري، وأرقص كل من كان حاضرا في السهرة الختامية، بمن فيهم ممثلو مختلف وسائل الإعلام. ❊ أجمع كل من كان حاضرا من سلطات محلية وجمهور، على نجاح الطبعة 14 لمهرجان جميلة الدولي، وعلّق عليها البعض: "مهرجان جميلة ينقذ مهرجانات الجزائر". ❊ ساهمت تذاكر السهرات في حضور قوي للجمهور والتي لم تزد عن 300 دج، عكس ما كانت في الطبعات السابقة، إذ وصلت في بعض الأحيان إلى 700 دج. جمعتها: ❊ آسيا عوفي محافظ مهرجان جميلة الدولي: طبعة المهرجان كانت ناجحة 100% على هامش مهرجان جميلة الدولي في طبعته 14، أكد السيد خالد مهناوي محافظ المهرجان، أنه على عكس ما كان متوقعا فشل المهرجان خاصة بعد حملات المقاطعة التي قام بها البعض في ولايات الوطن، لقي مهرجان جميلة نجاحا كبيرا، وعرف إقبالا منقطع النظير من طرف الجمهور الذي كان حاضرا بقوة في كل السهرات، وتجاوب مع كل الفنانين الذين حضروا واستمتعوا. وعن الوصفة التي اعتمدتها محافظة المهرجان في تخطي عقبة العزوف، أكد أنها كانت خطة إعلامية متكاملة ومنسقة بين عدة جهات، وتكللت بالقافلة الثقافية والفنية التي جابت عددا من دوائر ولاية سطيف، للتعريف بالمهرجان وبرنامجه، مضيفا أن تلك القافلة والجولات كانت إيجابية ومهمة؛ من خلال تأثيرها على الجماهير التي اطلعت على كوكتال البرنامج وأسماء المشاركين. كما اعتمدت محافظة المهرجان على الأنشطة الجوارية كالخيمة الأدبية واللقاءات الإعلامية التي كشفت عن عمق الطبعة وأهدافها. وفيما يتعلق بالبرنامج أكد مهناوي أنه كان له دور كبير في استقطاب الجمهور، والذي تم الاعتماد فيه على كل الطبوع الجزائرية في سهرة واحدة؛ من القبائلي إلى العاصمي والصحراوي والشاوي، وصولا إلى السطايفي والرايوي، وهو ما يعتبره المتابعون تلبية لطلبات الحضور المتعددة. ❊ آسيا عوفي