عادت الفنانة الشيخة الزهرة الحقانية إلى الساحة الفنية الجزائرية بعد غياب دام 20 سنة، رغم ثراء رصيدها الفني الذي يضم أكثر من 80 ألبوم، والتي أعادوا أشهر أغانيها العديد من الفنانين أمثال الشاب خالد والزهوانية، لتصنع التميز في السهرة الثانية للطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لأغنية الراي التي احتضنتها دار الثقافة كاتب ياسين” تحت شعار ”الراي لا يمس” أرادها المنظمين للتعبير عن تمسكنا بأغنية الراي كتراث وأصالة تنتمي إلينا، حيث استطاعت الفنانة بحضورها وصوتها القوي أن تزلزل ركح القاعة التي اكتظت بالجمهور العائلي والشبابي خاصة، والذي حضر بقوة لترديد أغانيها المعروفة التي أدتها تجاوبا مع رغبة الجمهور، ”الدقداقة” و”سكنت مارساي” التي ألهبت القاعة، كما عرفت السهرة الثانية للمهرجان حضور الشاب عباس الذي أدى أغانيه القديمة ”سميتك عمري” ”كثرو همومي” التي رددها الجمهور كما لبى دعوة الشباب وأدى معهم أغنية فريق سيدي بلعباس الرياضي، واعتلى الركح فتحي جردى، والشاب ميمون، الشيخ الحطاب الذي أدى أغاني رايوية من التراث، وأحد الأصوات الشبابية للشاب عقيل صغير التي تعد نسخة من صوت المرحوم الشاب عقيل والذي أدى باقة من أغانيه المحبوبة لدى الشباب، كما استمتع الجمهور العباسي بصوت محمد بوسماحة والذي أدى مجموعة من أغانيه وآخر أغنية سجلها ”راكي فاهمة”، كما أدى أغنية للمرحوم الشاب حسني تكريما له. وافتتحت فعاليات المهرجان بلعباس نهاية الأسبوع الفارط بحضور والي الولاية وممثل عن وزارة الثقافة والسلطات المحلية والولائية، إلى جانب حضور جمهور غفير من العباسيين،، وقد أعلن والي الولاية عن انطلاق فعاليات الطبعة في كلمة أرادها رسالة لكل من أراد المساس بأصل هذا الفن، حيث اعرب أن ولاية سيدي بلعباس تعتبر مهد أغنية الراي قبل أن تشق طريقها إلى العالمية، متمنيا لجميع من كان له كرم الساهمة في إنجاح هذا الحدث التوفيق في مسعى إعادة وإحياء وترقية فن وتراث أغنية الراي والتزاوج بين الأصالة والعصرنة ويكرس ما يميز مجتمعنا من أخلاق وذوق الفن العريق. كما أعرب محافظ المهرجان الفنان لطفي عطار عن فرحته بتعيينه كمحافظ وإعطائه الفرصة من أجل إشراك فناني الولاية في هذا الحدث، إلى جانب لم شمل مؤسسي فرقة راينة راي في سنوات الثمانينات، منهم لطفي عطار، كادا الزينة، طارق الشيخي، الهاشمي، ميمون بلخير، ميغال يامبا، بن شتوف، حيث وفي أجواء جميلة افتتحوا السهرة الأولى للمهرجان بحفل متميز، وأدت الفرقة عددا من الأغنيات المعروفة لدى الجمهور العباسي والجزائري بصفة عامة، ”الزينة ديري لاتاي” ”طير الطايرة” كما أدت أغنية جديدة ”الله يرحم الشهداء” انتهت الفرقة من تسجيلها أياما قبل انطلاق المهرجان تخليدا لأرواح الشهداء. وقد شهد حفل الافتتاح مشاركة مميزة وقوية لأسماء لامعة ومعروفة أمتعوا الجمهور الذي كان حاضرا بقوة بقاعة العروض لدار الثقافة كاتب ياسين، رغم أن الدخول لم يكن مجانا، حيث اعتلى الركح كل من الشاب علام، الشاب ياسين، محمد العباسي، كادير الصغير والشاب عباس المرحوم، والشاب صحراوي، إلى جانب الفنان حكيم صالحي الذي أدى بعضا من أغانيه القديمة منها والجديدة مرفوقة برقصاته الخفيفة، وكانت مفاجأة السهرة الأولى للمهرجان حضور الفنان كادير الجابوني الذي لقي تجاوب وتفاعل قوي من طرف جمهوره بغرب الجزائر والذي ارتأى أن يلبي حماسهم، حيث قدم مجز بين أغانيه المعروفة رفقة فرقة موسيقية أبدعت في مرافقة الفنانين طيلة السهرة. واختتمت فعاليات المهرجان بحضور السلطات الولائية والمحلية، بعد ثلاثة أيام عرفت مشاركة قوية لأسماء لامعة معروفة في الساحة الفنية لأغنية الراي من ولاية سيدي بلعباس والولايات المجاورة، حيث عرفت السهرة الختامية مشاركة كل من الفنان حنيتات، عمر عسو، الشاب محفوظ، محمد لحبيب، كاديرو خلدي، الشابة فاتي، كادير العباسي، وتوفيق ندرومي، والفنان المحبوب بلال الصغير.